قال اللواء السابق في الاستخبارات السعودية، ومدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية، أنور عشقي، إن السعودية بعد تسلمها جزيرتي تيران وصنافير عقب إقرار البرلمان المصري لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية، سوف تتعامل مع اتفاقية كامب ديفيد التي لم تعد اتفاقية مصرية-إسرائيلية، كما أورد موقع "عربي 21"، الأربعاء. وسبق للجنرال السابق عشقي أن التقى بمسؤولين إسرائيليين في عدة مناسبات ومحاضرات دولية منها في تل أبيب. وأكد عشقي، في مقابلة مع قناة دويتشه فيله الألمانية، أن تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" رهين بموافقة الثانية على المبادرة العربية للسلام (التي أطلقها العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز في عام 2002، والقاضية بإنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل). وتابع عشقي: "طرح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مبادرة أيضاً. وهي مختلفة عن المبادرة العربية بشيء قليل. وتدرس الآن في الولاياتالمتحدة. بعد ذلك سينظر فيها، فإذا وافق عليها الأخوة الفلسطينيون فأنا على يقين بأن المملكة لن تعترض على ذلك". وحول الفارق بين المبادرتين، قال عشقي، إن "الفوارق هي أن إسرائيل تجيز أن يكون هناك دولة فلسطينية على أن تكون على إتحاد كونفيدرالي وبضمان من الأردن ومن مصر. والنقطة الثانية أن يترك أمر القدس إلى النهاية. هذا ما وصلني من معلومات حول مبادرة نتنياهو". ورداً على سؤال عن الأوراق التي تملكها السعودية لتكون ضامناً للسلام في الشرق الأوسط، أوضح أن "أهم الأوراق التي تملكها المملكة هي التطبيع مع إسرائيل. هذه أكبر ضمانة الآن لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم لأنه كما تبين لنا في مؤتمر القمة الإسلامي فإن موقف المملكة دليل للدول الإسلامية، فإذا طبعت المملكة مع إسرائيل فسوف تطبع الدول الإسلامية كلها مع إسرائيل وستكون قد كسرت العزلة بين إسرائيل ودول المنطقة. لكن إسرائيل أبدت في هذه المبادرة التي طرحتها نوعاً من المرونة في إعطاء الفلسطينيين حقوقهم". وتوقع أن توافق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الحل بدليل أن لحماس صلاتها الجيدة مع الإخوان المسلمين، والإخوان حينما حكموا مصر لمدة سنة قدموا مبادرات جيدة لإسرائيل لكنها تختلف عن المبادرة العربية، والخطابات كانت تحمل بعض الحميمية للقيادة الإسرائيلية لكن هذه فقط كانت لصالح جماعة غزة وليس لجماعة السلطة الفلسطينية. وتابع قائلاً، إن "الوثيقة الأخيرة التي ظهرت من جانب حركة حماس كان فيها موافقة على حل الدولتين والموافقة على الحدود مع إسرائيل، لكن لم يظهر فيها أنها ستتفق مع إسرائيل. ولكن على كل تعتبر تحولاً كبيراً في هذا الجانب. إسرائيل الآن تريد فقط من المبادرة التي طرحتها أن يكون الحل شاملاً مع الدول العربية والفلسطينيين. وحماس لا بد وأن تنخرط في السلطة الفلسطينية والمملكة لا تتعامل إلا مع السلطة الفلسطينية. أما أن تتعامل مع حماس وحدها أو حركة الجهاد الإسلامي وحدها فهذا الشيء لم أعهده في المملكة حتى الآن، وإنما العملية ستكون دائماً عن طريق السلطة الفلسطينية حتى المساعدات لحماس". وحول ما إذا كان التقارب السعودي مرده إلى وجود العدو الإيراني المشترك بين الطرفين قال: "هذا ليس اتفاقاً وإنما ظرف. فالظروف هي التي حكمت بذلك. العداء لإيران له زاويتان: زاوية إسرائيلية وزاوية سعودية. والزاوية السعودية تختلف عن الزاوية الإسرائيلية،. فعداء إسرائيل لإيران هو أن إيران تريد أن تنهي إسرائيل من الوجود. لكنها مع السعودية هي تريد إزعاجها والإخلال بأمنها. والمملكة لا أقول بأنها مستعدة أن تتحالف مع الشيطان لحماية نفسها، لكن طالما أن المملكة تستطيع أن تحمي نفسها فليس من الداعي أن تتحالف مع أي إنسان أو شيطان".