عرفت أحوال الطقس بولاية أدرار، خلال اليومين المنصرمين، اجتياح موجة حر شديدة، فرضت حظرا للتجوال بمختلف أنحاء ومناطق الولاية. موجة الحر نبّهت إليها مصالح الأحوال الجوية في نشرية جوية خاصة، فاقت درجاتها القصوى 48 درجة تحت الظل، مما أدى بالمواطنين إلى الاكتفاء بالبقاء داخل منازلهم وعدم الخروج لقضاء مصالحهم الخاصة إلا للضرورة القصوى، مكتفين بتشغيل المكيفات الهوائية التي بدورها وقفت عاجزة عن تلطيف الأجواء ببعض المناطق التي تعرف تذبذبا شديدا في شدة التيار الكهربائي. وفي ظل هذه الموجة التي اعتادت عليها خلال بعض فترات فصل الصيف، وجهت المصالح الطبية بالولاية نصائح وإرشادات طبية للمواطنين تحثهم فيها على ضرورة أخذ الحيطة والحذر لتفادي الإصابة بضربات الشمس، ومختلف المضاعفات الصحية التي قد تحدث أثناء المواجهة المباشرة لأشعة شمس، خصوصا خلال الفترة ما بين 11 صباحا حتى السادسة مساء، وهي الفترة التي تبلغ فيها درجات الحرارة ذروتها، مع ارتداء مختلف الواقيات التي تستعمل للوقاية من الشمس كالنظارات الشمسية والمظلات وغيرها وشرب أكبر قدر ممكن من المياه والسوائل خلال هذه الفترات خصوصا للمسنين وذوي الأمراض المزمنة وكذا الأطفال الصغار. وقد كشفت مصالح الاستعجالات الطبية بالمؤسسة الاستشفائية ابن سينا في عاصمة الولاية أدرار عن تسجيل توافد ثلاث حالات إصابة بضربات الشمس خلال هذه الآونة تم التكفل بهم على مستوى المصلحة من دون تسجيل أي مضاعفات طبية لدى هذه الحالات. وأمام هذا الارتفاع الشديد في درجات الحرارة جدد سكان المنطقة ولاسيما الشباب منهم مطالبهم للجهات الوصية، بضرورة توفير مرافق شبانية للاستجمام خلال الفترة الصيفية التي تُسجل فيها الولاية نقصا فادحا في المرافق، مما فرض على العديد من السكان من ذوي الدخل المتوسط هجرة جماعية نحو المناطق الشمالية هروبا من حرارة المناخ بالولاية. ويأتي ذلك رغم صرف الدولة مبالغ ضخمة في إنجاز مسابح ومرافق أخرى للشباب غير أن جلها لم يستفد منه السكان لسبب أو لآخر، حيث لا يزال شباب أوقروت، رقان، زاوية كنتة ينتظرون من صيف إلى آخر لأزيد من ثلاث سنوات موعد افتتاح المسابح شبه الأولمبية التي تعرف وتيرة إنجازها بطءا شديدا رغم بلوغ البعض منها مراحلها الأخيرة، مع الإشارة إلى أن البعض الآخر لا يزال مغلقا وعرضة للإهمال، على غرار مسبح بلدية فنوغيل التي تنتظر التفاتة جادة من المسؤولين لإعادة ترميمها وتهيئتها حتى يستفيد منها شباب المنطقة خلال العطلة الصيفية.