تسببت موجة الحر التي بدأت في الانحصار، السبت، في عدد من مدن وقرى ولايات الجنوب في تسجيل مزيد من حالات ضربات الشمس قدرت إجمالا ب80 حالة، غالبيتها لأشخاص يقطنون بولايتي تمنراست والوادي، كما تسببت الحرائق التي اندلعت في تحول حوالي 1800 نخلة إلى رماد، هذا بالإضافة إلى نفوق عدد من رؤوس الماشية بسبب عدم تحملها للمستويات القياسية لدرجة الحرارة. ففي ولاية الوادي، تخطت الحرارة 50 درجة، واصلت مصالحها الصحية رفع درجة الاستنفار، بعد تزايد عدد المصابين بضربات الشمس والذين وصل عددهم حسب تقديرات المصالح الصحية نحو 50 شخصا، غالبيتهم لأشخاص يعملون في قطاع البناء والأشغال العمومية وكذا العمال الذين يزاولون نشاطهم في المزارع، كما شهدت الولاية نشوب حريق مهول بمحيط منطقة وغلانة القديم الواقع شرق بلدية جامعة، أتى على أكثر من ألف نخلة من جميع أصناف التمر، بعد اتساع رقعة اللهب. كما سجلت في مناطق أخرى عدة حرائق في بساتين النخيل ببلديات متفرقة من الولاية، قدر حجم الخسائر فيها بنحو 800 نخلة، وكانت هذه الحرائق التي تزامنت مع موجة الحر التي تجتاح المنطقة والتيارات الهوائية الساخنة التي زادت من شدة اشتعال النيران وانتشار ألسنة اللهب. وتم الإبلاغ في بلديات الشريط الحدودي بولاية الوادي، عن تسجيل نفوق حوالي 100 رأس من الغنم جراء موجة الحر. وفي ولاية تمنراست، خاصة الجهة الشمالية منها سجلت إصابة 30 شخصا بضربات الشمس استدعت نقلهم للمستشفيات الموجودة فيها على قلتها وانعدام الإمكانيات المادية والتقنية فيها، وكانت المصالح الطبية قد حذرت كبار السن وكذا المصابين بالأمراض المزمنة، وعمال ورشات البناء من مغادرة منازلهم بغية تجنب ضربات الشمس. وقد تلقت مصلحة الاستعجالات بمستشفى عين صالح الجواري، عشرات المصابين بمختلف الأمراض المزمنة وفئة المسنين وبعد تعرضهم لضربات الشمس. كما شهدت مدينة عين صالح هذه الأيام والمدن التابعة للمقاطعة الإدارية لعين صالح، ارتفاع قياسيا في درجة الحرارة تجاوز في بعض مناطقها 52 درجة في الظل، مما تسبب في شل الحركة عبر كامل ورشات الأشغال العمومية وحظرا غير معلن للتجوال فيها وذلك، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا، كما تحولت المدينة إلى شوارع فارغة من الناس، ومحلات موصدة، من جهتهم عبر العديد من المواطنين عن تذمرهم، بعد أن حرموا من تشغيل المكيفات الهوائية في ظل ارتفاع درجة الحرارة بسبب ضعف شدة التيار الكهربائي، والانقطاعات المتتالية على مستوى الشبكة، مما ولد حالات من الغضب والاستياء، رغم أن مصالح الشركة الوطنية لتوزيع الكهرباء والغاز كانت قد تعهدت في وقت سابق من السنة بصيف دون انقطاعات، بعد دخول المشاريع المنجزة الخدمة.