عاشت مدينة عين عبيد، التي تبعد عن مقر الولاية قسنطينة، بنحو 50 كلم، في شارعها الرئيس زيغود يوسف، ليلة دامية، حوّلت عرس أحد أبناء المدينة إلى مأتم، عندما تعارك قاصران وهما جاران، في سن السادسة عشرة من العمر، بطريقة عادية، ليتدخل خال أحدهما، وهو المدعو "م. ب"، البالغ من العمر 27 سنة، وكان في حال سُكر، وحاول نصرة ابن أخته وتخليصه من قبضة الضحية، ثم أخرج سلاحا أبيض عبارة عن "كيتور"، وغرسه في عنق الضحية، محمد مقلاتي، ثم طعنه في الصدر، فنزف الكثير من الدماء، وسار وزحف ما يقارب عشرين مترا، طلبا للنجدة، ولكن النزيف الحاد أفقده المقاومة فسقط قتيلا قبل نجدته. وبمجرد أن بلغ خبر وفاة القاصر أهله، حتى خرج إخوته الكبار، في حالة ذعر وغضب، وتنقلوا إلى بيت الجاني وطالبوا بالقصاص، فتحصّن هناك وهددهم ببندقية صيد ملك لوالده.. وعاشت البلدية حالة ذعر بين محاولة أهل الضحية الانتقام، وتهديد الجاني بتصفيتهم، إلى غاية قدوم تعزيزات أمنية، كمية ونوعية، عبارة عن فرقة البحث والتدخل والفرقة المتنقلة للشرطة القضائية، التي أنقذت المدينة من فتنة ونهر من الدماء، فتم توقيف الجاني الذي سلّم نفسه واعترف بجريمته وردها إلى عدم وعيه في لحظة الجريمة، كما أوقفت ابن أخته الذي تشاجر مع الضحية، وكان متحصّنا هو أيضا في بيت خاله الجاني. وباشرت الشرطة والدرك معا الأربعاء عملية البحث عن "الكيتور" الذي استعمل في الجريمة، ومن المنتظر عرض المشتبه فيهما اليوم الخميس أمام السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة الخروب، بينما ووري جثمان الضحية الثرى بعد صلاة عصر أمس في مقبرة عين عبيد، وسط حضور من سكان البلدية، الذين بدوا متأثرين جدا، خاصة أن عائلتي الضحية والجاني معروفتان في المدينة بطيبتهما.