في السهرة السادسة من مهرجان تيمقاد الدولي، الجارية فعالياته بالمسرح الروماني الجديد بالمدينة الأثرية ثاموقادي، وبعد افتتاحية تراثية قدمتها الفنانة القديرة حورية عيشي، التي عادت إلى ركح تيمقاد بعد غياب طويل، حيث قدمت مجموعة من أغانيها التي كانت صانعة الحدث في الزمن الجميل، كأغنية "الصالح يا الصالح"، وأغنية "مبروك الفرح"، و"يولى آس"؛ وليكون الدور على محبوب جمهور الشباب، كادير الجابوني، الذي أمتع الحضور بوصلة من أجمل أغانيه ذائعة الصيت، على غرار "احك يا زمان"، "أنت سبابي". كما اختار الجابوني ركح تيمقاد لتقديم أغنيته الجديدة، التي ستصدر في نهاية الشهر الجاري "نجبد روحي". كانت السهرة السادسة من مهرجان تيمقاد مميزة بكل المقاييس، فبمجرد أن أعلن منشط الأمسية عن اعتلاء الفلسطينية دلال أبو أمنة المنصة، حتى اهتز المسرح بالزغاريد والتصفيقات وبهتاف موحد: "فلسطين الشهداء"، لأن الضيفة باختصار قادمة من بلد يعشق ترابه الجزائريون.. ضيفة الجزائر، قدمت لبلد الشهداء رسالة تقدير وعربون محبة، من خلال باقة غنائية، كلها طرب أصيل وتراث تتغنى كلها بحب فلسطين وعشق الجزائر.. فقدمت يا "بنية"، "تعاهدنا"، "طلعنا"، "بلد الأبطال"، ورائعة فيروز "زهرة المدائن". ولما حل موعد تكريمها من قبل القائمين على المهرجان، اختارت ضيفة الجزائر أن يكون استثنائيا، حتى ترد جميل الاستقبال الاستثنائي الذي حظيت به من قبل جمهور تيمقاد. فاختارت نشيد "موطني"، وهو النشيد الذي حرك مشاعر عشق أرض الرسالات، ليقف الجميع محييا، هاتفا باسم فلسطين واسم ابنتها.
المطربة الفلسطينية دلال أبو آمنة ل "الشروق": لو لم أكن فلسطينية لكنت جزائرية وأفتخر عبرت الفلسطينية دلال أبو آمنة عن سعادتها الكبيرة بالغناء في الجزائر، معتبرة أبطال الثورة الجزائرية قدوة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقه. كما كشفت المتحدثة عن مشروع ديو يجمعها مع فنان جزائري قريبا. ماذا يعني لك وجودك هنا بالجزائر؟ هي زيارة بمثابة حلم، نظرا إلى صعوبة التنقل إليها من فلسطينالمحتلة. والجزائر لا تزال قدوتنا في الثورة والتحرر.. فأسماء مثل جميلة بوحيرد وغيرها من بطلات وأبطال الجزائر تعطينا دوما دفعا وإيمانا أقوى بحقنا في التحرر. فالجزائر هي بمثابة الأخت الكبرى، وحلمي أن تتكرر الزيارات لأثبت أكثر وأكثر كم أحبكم. كيف وجدت الجمهور الجزائري هنا من خلال بوابة تيمقاد؟ جمهور طيب ورائع، فمنذ وصولنا لاقينا ترحيبا خاصا، وعبارة "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة" بقيت مرافقة وحاضرة بأسماعنا منذ أول لحظة وصلنا فيها إلى أرض الجزائر. وهذا يزيدنا حبا على حب لشعب عظيم كشعب الجزائر. هل هناك مشروع لتجربة غنائية باللهجة الجزائرية؟ سأغني باللهجة الجزائرية. وأعدكم بذلك في المحطات القادمة من جولتي في الجزائر الحبيبة. وهناك مشروع ديو مع فنان جزائري سيرى النور قريبا جدا. بعيدا عن مجال الفن، مباراة الجزائر- فلسطين الودية، كيف تابعتها؟ وما الفريق الذي ناصرته بكل صراحة؟ صراحة، لم أستطع أن أناصر أي فريق على حساب الآخر، فأنا شاهدت وكأنها مباراة بفريق واحد كبير، لاعبوه إخوة اجتمعوا بملعب ليصنعوا جسر فرح ممتدا بين بلدين عزيزين على قلبي. لو لم تكوني فلسطينية، فماذا كنت تحبين أن تكوني؟ لو لم أكن فلسطينية فسأختار أن أكون جزائرية وبفخر كبير جدا جدا.
كادير الجابوني ل "الشروق": الراي فن عالمي ولابد من الاحترافية في أغانيه هكذا تابعت حلقة عاشور العاشر التي تحدثت عني مرة أخرى جديدة في تيمقاد، ماذا تعني لك المشاركة في هذا المهرجان العريق؟ أنا أعتبر نفسي ابنا لهذا المهرجان العريق، فأول مشاركة لي فيه كانت سنة 2002، وجزء من شهرتي سببه مروري من تيمقاد، وقد صار لدي الكثير من الذكريات التي أعتز بها في هذا المهرجان. في أغانيك الأخيرة، لاحظنا احترافية في التسجيل من خلال الاعتماد على ملحنين وكتاب كلمات وحتى موزعين موسيقيين. في رأيك، لماذا تغيب مثل هذه الاحترافية عند الأغلبية العظمى من المطربين الجزائريين؟ العمل الفني الغنائي المتكامل هو عمل يحتاج أن يكون موزعا بين ثلاثة أو أربعة أفراد، لكل لمسته الخاصة وإضافته الصحيحة، أما أن يكون العمل كله لفرد واحد، فهذا عمل بالضرورة سيكون ناقصا، لأن فن الغناء يختلف عن الرسم والنحت والكثير من الفنون الفردية الأخرى، والراي فن غنائي عالمي يستوجب الاحترافية في العمل حتى يحافظ على مكانته. هل حاولت أن تجرب حظك في طبوع أخرى بدل الراي؟ جربت مع فرقة أمزاد التي صورت معها فيديو كليب بولاية تمنراست، وأنا ككل الفنانين الجزائريين تقريبا لدي القدرة على التكيف وتقديم كل الطبوع الشرقية منها والغربية. في حلقة من حلقات مساسل عاشور العاشر الذي عرض على شاشة "الشروق" تم ذكر اسمك (كادير الشينوي) في سياق موضوع الحلقة من المسلسل، كيف تفاعلت مع هذه اللقطة الطريفة؟ شاهدت الحلقة كاملة، وإضافة إلى أنها أضحكتني من القلب، فهي أيضا أدخلت في نفسي إحساسا حينها بأنني موجود؛ وبودي هنا أن أوجه تحية إلى الممثل الكبير صالح أوقروت وإلى المخرج المبدع جعفر قاسم الذي قاد ثورة ناجحة في عالم السينما والتلفزيون.