لقي المدعو "ب.د 40 سنة" أب لأربعة أطفال، صبيحة الخميس، حتفه بعد أن صارع الحروق التي أتت على جسده إثر حرقه نفسه أمام دائرة عين بوسيف جنوب شرقي المدية في اليومين الماضيين وذلك عقب إقصائه من قائمة 440 سكن اجتماعي التي صدرت الثلاثاء الماضي وأعقبتها موجة غضب واحتجاج من عشرات المقصين. المعني لم يتوان عن إضرام النّار في جسده إثر الاحتجاجات سالفة الذكر، أين يسارع رجال الحماية المدنية لإطفائها ونقله على جناح السرعة نحو المؤسسة الاستشفائية لعين بوسيف قبل أن يحوّل نحو مستشفى الدويرة بالعاصمة والذي مكث به يومين قبل أن توافيه المنية صبيحة أمس، قبل أن يفرح بابنته الكبرى التي كانت ستزّف في غضون هذا الأسبوع عروسا لبيت زوجها. يذكر أنّ نفس المعني كان قد أضرم النّار في جسده سنة2012 احتجاجا على إقصائه أيضا من قائمة 250 وحدة سكنية قبل أن يسارع المواطنون لإنقاذه وقتها. وقد ولّدت الحادثة غضبا واستياء كبيرين وسط مواطني المنطقة لاسيما المقصين الذين حاولوا غلق الطريق المفضي للمدينة من الجهة الغربية قبل أن يسارع رئيس الدائرة الحالي بمعية رجال الأمن لاحتواء الوضع ومحاورة المواطنين وحثّهم على فتح الطريق. كما قام رجال الأمن بتجنيد حتّى أئمة وأعيان المنطقة الذين يحظون بقبول واحترام السكّان لمساعدتهم في تهدئة غضب المحتجين وهو ما نجح فيه هؤلاء نسبيا في وقت اختفى فيه مهندسو قائمة العار باستثناء بعض المستحقين للسكن والواردة أسماؤهم فيها وأصحاب المهزلة بمن فيهم رئيس الدّائرة السابقة هذا وقد فتحت الجهات المختصّة تحقيقات معمّقة، لا سيما في ظلّ الاتهامات الخطيرة التي طالت بعض المعنيين وكذا رئيس الدّائرة السابق.