أضرمت سيدة تبلغ من العمر 41 عاما النار في جسدها، أمام محكمة الذرعان بالطارف، فيما نجا شاب من تيسمسيلت من الموت بعد أن أشعل النار في جسده أمام مقر أمن الدائرة. وفي مداوروش بسوق أهراس لفظ الشاب الذي أحرق جسده احتجاجا على السكن أنفاسه الأخيرة. أقدمت السيدة ''ن. ح''، 41 سنة، من بلدية شيحان بالطارف، على إضرام النار في جسها باستعمال قارورة بنزين وولاعة كانت بحوزتها أمام مقر محكمة الذرعان، 70 كلم غربي عاصمة الولاية. وحسب مصالح الحماية المدنية، فإن المعنية أصيبت بحروق من الدرجة الثالثة وحولت إلى مصلحة الاستعجالات بالمركز الصحي المحلي، ومنه نقلت على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي بعنابة. ويؤكد شهود عيان، بعد أن سارعوا لإخماد اللهب في جسد السيدة، بأنها كانت تحمل ملفا وقصدت مقر المحكمة لطلب مقابلة وكيل الجمهورية أو رئيس المحكمة، لتعرض عليه مشكلة نزاع، فأخبرها الشرطي بأن السبت يوم راحة، وفور خروجها حاولت الانتحار. وقبل ذلك بيومين انتحر شاب، 22 عاما، من نفس البلدية شنقا بسلك معدني بكوخ عائلته بقرية المكية. كما أقدم شاب في مدينة ثنية الحد بتيسمسيلت، ليلة الجمعة، على إضرام النار في جسمه أمام مقر أمن الدائرة، احتجاجا على تسجيل شكوى ضده من طرف مواطنة اتهمته بسرقة هاتفها النقال، وقد أصيب بحروق بليغة من الدرجة الثانية. وهي الحادثة الثانية التي تسجلها ثنية الحد خلال شهر. وذكر شهود عيان من ثنية الحد، حوالي 55 كلم شرقي تيسمسيلت، أن الشاب البالغ من العمر 17 عاما حضر رفقة شباب آخرين أمام مقر دائرة ثنية الحد، وقام برش جسده بمادة شديدة الالتهاب، ثم أضرم النار فتحول إلى كتلة من اللهب، وقصد مقر أمن الدائرة المجاور للدائرة محاولا الدخول احتجاجا على اتهامه بسرقة هاتف نقال من طرف فتاة قدمت شكوى ضده لمصالح الأمن. وسارعت المصالح المعنية لنقله إلى مستشفى المدينة، ليحول مباشرة إلى مستشفى الدويرة بالعاصمة. ولسوء حظه لم يجدوا له مكانا فأعادوه إلى ثنية الحد، ولا يزال هناك يتلقى العلاج. وقد عززت مصالح الأمن من تواجدها بالدائرة تحسبا لأي ردة فعل غاضبة من طرف شباب المنطقة، مثلما حدث منذ حوالي شهر، بعد أن توفي شاب متأثرا بحروق في جسمه بعدما أضرم النار في جسده أمام مقر أمن الدائرة، حيث عاشت ثنية الحد ولأيام متتالية مواجهات بين الأمن وبعض شباب الأحياء. وفي سوق أهراس، توفي صباح أمس الشاب ''بروك السوفي''، 29 عاما، بالمستشفى الجامعي بعنابة، متأثرا بالحروق التي أصابته في كامل أنحاء جسمه وصنفت من الدرجة الثالثة، بعد أن أقدم على إشعال النار في جسده احتجاجا على إقصائه من قائمة السكن الاجتماعي الموزعة الأسبوع المنصرم. وحسب مصادر من محيط عائلة الشاب، فإن هذا الأخير بقي في حالة غيبوبة إلى أن فارق الحياة، مخلفا وراءه طفلة وزوجة أجهضت جنينها عندما بلغها خبر الانتحار. يشار إلى أن الضحية كان يستغل أحد محلات الرئيس بحي عاشوري علي بمداوروش كسكن يؤويه رفقة عائلته. ورغم هذه الظروف، يضيف أقرباؤه وبعض المواطنين، فإن لجنة السكن لم ترحمه، محملين المسؤولية لرئيس الدائرة وعضو منظمة المجاهدين اللذين تلاعبا بملفات السكن واختفيا يوم تعليق القائمة حسب أقوالهم، ولا يزال مطلب إلغاء القائمة الحالية قائما.