كسرت الجماعة المعروفة باسم الدعوة والتبليغ بالجزائر، تقاليد نشاطها المعتاد الذي عرفت عليه منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، تزامنا مع ما عُرف باسم الصحوة الإسلامية في الجزائر، عندما كان نشاطها يقتصر على الدعوة في المساجد من خلال حلقات الذكر اليومي بقراءة رياض الصالحين، ما بين المغرب والعشاء، وقراءة بيان الجماعة كل يوم جمعة بأحد المساجد الرئيسية، أو حتى الخروج إلى بعض الأحياء والاعتكاف في الجوامع، والتي تعتمد جميعها على الحيز الزماني والمكاني للمسجد. كسرت هذه الجماعة في خطوة غير مسبوقة، حاجز المكان والزمان، وغيرت في طريقة نشرها لنشاطها الدعوي، إذ لوحظ الكثير من أفراد هذه الجماعة عبر عدة مدن ساحلية خاصة على مستوى الساحل الشرقي من المصيف القلي بسكيكدة إلى ولاية جيجل، إذ شوهدوا وهم يجوبون شواطئها في مجموعات مكوّنة من ثلاثة إلى أربعة أفراد، مهمتهم الأساسية التوعية بضرورة الابتعاد عن المعاصي من خلال غض البصر والمنكرات مثل التبرّج والاختلاط، والمظاهر الشائعة خلال هذه الفترة الزمنية للاصطياف، والتي غالبا ما تتميز بالألبسة المكشوفة والتعري، وكثيرا ما أثارت استهجان سكان المناطق الساحلية، وأدى في بعض الأحيان حتى إلى مناوشات بينهم وبين بعض المصطافين، الذين يعمدون إلى ارتداء ألبسة غالبا ما يعتبرها سكان هذه المناطق خادشة للحياء. حملة التوعية هذه التي أعلنتها الجماعة حملت شعارات مثل "ربي يهدينا" و"من أجل شواطئ خالية من المعاصي والذنوب" والتي تكتب على لافتات، والملفت للانتباه فيها أنها تتم دون الاحتكاك المباشر بالمصطافين، أي أنها تعتمد على المشي وإلقاء الموعظة بصوت مرتفع أو عبر مكبر صوت، دون التوقف أمام هذه العائلة أو تلك. هذا التغيير التكتيكي في عمل الجماعة يبدو أنه جاء لإثبات الوجود، بعد نشاط في الشارع الجزائري بدأ منذ نحو خمسة أشهر في مدينة عين البيضاء بولاية أم البواقي حيث طافت الجماعة بعدة ولايات مثل قسنطينة وميلة وعنابة وكانت تعمل حلقات في قلب الأحياء، لا يزيد تعداد الحضور والمشاركين فيها، عن 10 أشخاص، وشارك فيها حتى بعض التونسيين، من دون أي احتكاك سواء مع المواطنين أو مع مصالح الأمن التي راقبت الوضع، من دون أي توقيفات، بينما رأى بعض الأئمة الذي تحدثت إليهم الشروق اليومي، بأن ما يحدث هو البحث عن فرقعة إعلامية خصوصا مع التطوّر في منظومة الاتصال التكنولوجي، والذي تعتمد عليه الكثير من الجماعات الناشطة علنا في المجال الدعوي كالسلفية.