رغم معانقتهم بعد 16 سنة كاملة حلم مسكن طال انتظاره، ورغم رضاهم عن نوعية السكنات المنجزة مقارنة بغيرهم في أحياء عدل الجديدة الأخرى، أعرب العديد من سكان حي عدل الجديد بالكروش في مدينة الرغاية عن تذمرهم الكبير من غياب الهياكل التربوية خاصة المدارس الابتدائية، وأبدوا تخوفهم من تواصل هذا الإشكال لعام آخر، مؤكدين أن عدم وجود المدارس بالحي الجديد بات هما مشتركا يؤرق القاطنين الجدد. وفي تصريح ل"الشروق"، قالت إحدى القاطنات: "تسلمت مسكني في شهر ماي من عام 2016 واضطررت بسبب غياب المدارس إلى تمديد عقد الكراء لعام إضافي آخر أثقل كاهل الأسرة"، متسائلة: "كيف لي أن أرسل أطفالي ومنهم بنت تدرس في السنة الأولى ابتدائي إلى مدرسة بعيدة بمدينة الرغاية"، مضيفة: "كيف لي أن أسمح لنفسي ولهم بالذهاب والإياب أربع مرات في اليوم، طيلة عام كامل متجاهلة كل المخاوف والصعوبات؟"، لتتدخل سيدة أخرى قائلة: "أما أنا، فتسلمت مسكني في أفريل الماضي وإلى حد الساعة، لم أقرر أنا وزوجي إن كنا سننتقل رسميا إلى منزلنا الجديد"، قائلة: إنها فرحة ناقصة: "نحن في دوامة، لا نعرف ماذا سنفعل أو إلى أين نتوجه لحل هذا الإشكال، خاصة أن الإدارة الموجودة على مستوى الحي لم تقدم إجابات وافية تبعث على الاطمئنان والراحة في نفوس السكان"، لتوضح ذات السيدة أن "كل آمالنا معلقة على الوعد الذي قطعه السيد تبون الذي وعد حين كان وزيرا للسكن بأن تكون أحياء "عدل" مدمجة بها كل متطلبات العيش الكريم".. مشددة على "أن كل النقائص من غياب إنارة عمومية أو غياب محلات للتزود بالمواد الغذائية نقائص تبقى مقبولة ويمكن تفهمها كما أنه من الممكن التعايش معها، خاصة أن الحي جديد، لكن المدارس، خاصة الابتدائية، هي مطلب أكثر من ضروري يستحيل تجاهله، كما أنها نبراس الأجيال القادمة من أبناء الجزائر". وفي ذات السياق، قال أحد الساكنين الجدد: "هناك أنباء مبشرة تتمحور حول تركيب مدرسة بشكل استعجالي لفائدة سكان حي عدل بالكروش بالرغاية، يجري حاليا تركيبها على شكل شاليهات بمدينة بودواو ليتم نقلها في الأيام القليلة القادمة إلى الحي بعد تحضير أرضية خاصة لها وبعد شحن كل مواد البناء التي كانت موجودة عليها".. تصريح بعث الكثير من الارتياح لدى عدد من المواطنين الذين التقتهم "الشروق"، منتظرين تأكيد الأنباء من مصدر رسمي ومن ثم تجسيدها بفارغ الصبر.