عبر أغلبية سكان 350 مسكن، بحي الدزاير ببلدية الدويرة في العاصمة، عن تذمرهم الكبير بسبب غياب التنمية بحيهم، رغم حداثة الموقع السكني الذي يقطنون به، انطلاقا من هشاشة البنايات الحديثة وغير المكتملة، المسلمة إثر زلزال 2003 للسكان بعد أن شيدت في سنة 2002 من طرف ديوان الترقية والتسيير العقاري لبئر مراد رايس المستفيدون من السكنات الاجتماعية بحي الدزاير، عبّروا عن استيائهم العميق من تجاهل المسؤولين المحليين لواقع ظروفهم الاجتماعية الصعبة، خاصة سكوتهم الرهيب على حجم الكارثة، بعد أن تم ترحيل المتضررين من زلزال 2003 إلى حي 350 مسكن غير المكتمل، حيث يفتقر لعدة ضروريات· وعرفت السكنات الإجتماعية المنجزة في ,2002 من طرف ديوان الترقية والتسيير العقاري، عدة تشققات وتصدعات على مستوى الجدران والأسقف، بعد أن تضررت هي الأخرى من الزلزال الذي ضرب العاصمة وبومرداس، ومع ذلك سلمت السكنات قبل أن تتم معاينتها مرة ثانية وتستكمل النقائص الموجودة بها، لتفاجأ العائلات بحجم الكارثة، وتضطر لترميمها من مالها الخاص· سكنات غير مكتملة وزعت على المتضررين من زلزال 2003 وزعت السكنات على المستفيدين في حالة كارثية، نقائص بالجملة سجلت على مستوى شقق 350 مسكن بحي الدزاير، فمن انعدام الغاز الطبيعي إلى غياب شبكة الصرف الصحي، وكذا الإنارة العمومية والنوافذ، واهتراء واجهات البنايات، ما اضطر السكان إلى إعادة تهيئة الشقق من جديد على حسابهم الخاص· وبالرغم من اطلاع مصالح البلدية وديوان الترقية والتسيير العقاري لبئر مراد رايس على الأوضاع والمشاكل، إلا أنهم لم يحركوا ساكنا· واستمرت معاناة السكان طيلة سبع سنوات، بل وإلى غاية كتابة هذه الأسطر· انعدام مشاريع تنموية ومرافق الترفيه رغم حداثة المشروع أثناء تجولنا بحي الدزاير، تحدثنا إلى سكانه الذين عبّروا عن تذمرهم من غياب المشاريع التنموية بالمنطقة، رغم حداثة بناياتها، ناهيك عن افتقار الحي للأسواق الجوارية والمحلات، حيث يضطر السكان إلى قطع مسافة 3 كلم لاقتناء متطلباتهم اليومية· وتساءل السكان عن كيفية وضع مخطط لبرنامج سكني خال من المرافق العمومية، ويفتقر إلى أدنى شروط المعيشة· طرقات مهترئة وأحياء بدون غاز طبيعي ولا قنوات الصرف الصحي مشكل اهتراء الطرقات زاد الأمر تعقيدا، فالحي لم يعرف أي عملية تهيئة، منذ أن وطئت أقدام القاطنين به، حيث تعرت الأرضيات من طبقة الزفت، وتحولت الطرقات إلى مطبات وحفر يصعب اجتيازها· ولعل وقوعه بمنطقة مرتفعة جعل الأمر يزداد صعوبة في ظل غياب غاز المدينة· ويتكبد السكان عناء جر قارورات غاز البوتان، التي أثقلت كاهلهم بقطعهم مسافة بعيدة لجلبها وأنهكت جيوبهم· أضف إلى ذلك، مشكل غياب الإنارة العمومية داخل المجمع السكني، وهو ما يتسبب في جلب الكلاب الضالة التي سكنت الحي ووجدته مرتعا لها، وهو ما يشكل خطورة على القاطنين خاصة الأطفال· أما قنوات صرف المياه القذرة، فحدث ولا حرج، فالروائح الكريهة منبعثة من القنوات التي طفت على سطح الأرض تقرفك وتصيبك بالإغماء، حيث نجمت عنها عدة أمراض وبائية، باتت تهدد صحة القاطنين بالحي· معاناة التلاميذ في ''أقسام التبريد'' في ظل غياب الإنارة يعاني تلاميذ الإبتدائية والإكمالية الموجودتين على مستوى الحي، ظروفا، أقل ما يقال عنها أنها كارثية· الإبتدائية غير المسماة إلى أجل ما، تقع بمنطقة بعيدة عن الأعين بمحاذاتها غابة كثيفة الأشجار تبعث فيك الرعب والهلع· ونحن نقترب منها لنهمّ بالدخول، فوجئنا بالباب الرئيسي للمدرسة، وهو يفتح لوحده· دخلنا ولم يكن أحد حتى حارس المدرسة، لنقف على حجم المعاناة التي يعيشها هؤلاء الأطفال، مع انعدام تام لظروف الدراسة، فالأقسام بدون إنارة، والمدفئات لا أثر لها وكأنك في غرفة للتبريد· وأمام التهميش وغياب المسؤولية المنتهجة من قبل السلطات الوصية، وعلى رأسها ديوان الترقية والتسيير العقاري لبئر مراد رايس، الذي راسله السكان عدة مرات دون أن يستجيب لمطالبهم، يناشد سكان حي الدزاير وزير السكن إرسال لجنة تحقيق للوقوف على حجم المعاناة التي يعيشها السكان·