أقدم العشرات من المواطنين، الأحد، على غلق الطريق الوطني رقم 26 الذي يربط بجاية بالعاصمة في مقطعه الرابط بين تقريت وسيدي عيش. وذلك على مستوى المنطقة المسماة "معقل" التابعة إلى بلدية الفلاي، حيث استعمل المحتجون الأعمدة الكهربائية لغلق الطريق للمطالبة بتعويض أراضيهم المنتزعة منهم بمنطقة "تاسيفت" لفائدة الطريق السريع الذي يربط بجاية بالطريق السيار. وقد استغرب المحتجون تماطل السلطات الولائية في تعويضهم عن أراضيهم التي أخذت منهم، الأمر الذي وصفوه بغير العادل في حقهم كملاك تنازلوا عن أراضيهم بموجب اتفاق بينهم وبين الجهات المسؤولة عن المشروع، غير أنها أخلت بالوعد رغم شرعية مطالبهم، قبل أن يطالبوا بتدخل السلطات العليا من أجل استرجاع حقوقهم المهضومة- على حسب تعبيرهم. وقد تسببت هذه الحركة الاحتجاجية في شل حركة المرور عبر الطريق المذكور الأمر الذي أخلط مرة أخرى حسابات مستعملي الطريق الذين يجدون أنفسهم في كل مرة قد تحولوا إلى رهائن، حيث اضطر في هذا الصدد المئات من المواطنين إلى مواصلة طريقهم سيرا على الأقدام، فيما اضطر أصحاب السيارات والمركبات الصغيرة إلى الدوران على مسافات طويلة عبر مسالك ثانوية، فيما لم يجد أصحاب شاحنات نقل البضائع من حل أمامهم سوى بكن شاحناتهم في انتظار إعادة فتح الطريق. وقد ندد في هذا الصدد العشرات من المواطنين بالتنامي الخطيرة لظاهرة غلق الطرقات. هذه الأخيرة التي ترهن مستقبل الولاية وبدأت ترهن حتى مستقبل السياحة بهذه الأخيرة بعدما وضعت هذه الظاهرة موسم الاصطياف على كف عفريت، خاصة إذا علمنا أن أغلب الطرقات الوطنية التي تقطع الولاية تم غلقها منذ الانطلاق الفعلي لموسم الاصطياف على غرار طريق بجاية- تيزي وزو الساحلي الذي أغلق لمرتين. ونفس الشيء بالنسبة إلى طريق بجاية- سطيف فيما تم غلق طريق بجاية- العاصمة مؤخرا على مدار ثلاثة أيام على مستوى مدينة القصر قبل أن يعاد غلقه أمس على مستوى الفلاي دون الحديث عن الطريق بجاية- سطيف مرورا بأميزور الذي لم ينج هو الآخر من هذه الظاهرة.