في أطول وصلة له، أرادها الفنان التونسي صابر الرباعي، هدية إلى محبيه في قسنطينة، وكلهم من العائلات، التي أمّت قاعة الزينيت، سهرة الأحد، بدا صابر الرباعي مرتاحا جدا، حيث أدى جميع الأغاني وأضاف على وقته أغاني أخرى اعتبرها عربون محبة لجمهور المدينة، الذي غنى له للمرة الخامسة. صابر الرباعي، بدا جزائري الطابع، فقد أدى أغنية راي مطوّلة، راقص على أنغامها الحضور، ثم توقف عند أغنية مالوف بعنوان عاشق ممحون، وعرّج إلى أغنية مامي المشتقة من التراث الشعبي، بلادي هي الجزائر، مع الكثير من المواويل، وتشبث بعاداته بتقديم التراث التونسي والفولكلور، إلى أن أنهى وصلاته بأغنيته الشهيرة برشة، ولكن بعد أن تحوّل إلى حمامة رومانسية، جلس تارة على الركح، ودعا الجمهور تارة أخرى إلى الاقتراب منه، في جو عاطفي أدى فيه الكثير من أغانيه الشهيرة، وعلى رأسها عزة نفسي وخاصة أتحدى العالم التي جلس فيها بين الجمهور، الذي وصفه صابر الرباعي بالمتحضر الذي يفتح شهية الفنان للغناء ويجعله يعطي من دون انقطاع، وينسى الزمان وحتى المكان، وحققت حفلة صابر الرباعي نجاحا كبيرا في سهرات ليالي قسنطينة، من حيث التحام الجمهور بالفنان وراحة صابر الرباعي الذي لم يترك النكتة والطرفة وهو يتبادل مع الجمهور الحديث من خشبة المسرح، ويطلب منهم أن يكتبوا ما يريدون سماعه، وقال صباح الإثنين، قبل مغادرته فندق ماريوت، إن شيئا ما يجذبه إلى مدينة قسنطينة ويحسّ بأن الجهور الذي يتابعه من أهله ومن أقرب الناس إليه. وكان صابر الرباعي قبل صعوده على خشبة قاعة زينيت، قد نشط ندوة صحفية خفيفة، اعتبر فيها وجوده في الجزائروقسنطينة كوجوده في تونس. وعن سؤال "الشروق اليومي" عن الطابع الغنائي الذي يجد صابر نفسه فيه؟ اعتبر الأمر في كيانه، فهو يغني العاطفي والتراث والفولكلور والكلاسيكي والخليجي، وحتى الفرنسي، باعتبار الفن لا لغة له، كما رفض قطعا عكس بقية الفنانين الخوض في السياسة، قائلا إنه يريد أن يعيش للفن، ويهمه السلام من دون الخوض في السياسة ولكنه في قضية فلسطين لا يساوم، وسيظل يدعو بالأمن لأبناء فلسطين. وتذكر السيدة وردة وأيامه معها خاصة في تيمقاد من سنة 2002، واعتبرها مشعل الغناء الجزائري، وملهمته في كيفية التواصل مع الجمهور والمواصلة في الغناء لفترة طويلة، ورفض أن تكون تجربته في الثنائيات الغنائية مع أصوات جزائرية اعتباطية أو من أجل الثنائيات، وإنما عمل فني يليق ببلدي فن مثل الجزائروتونس.