بدا الفنان التونسي صابر الرباعي في اختتام ليالي سيرتا، التي نظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، مرتاحا جدا في زيارته الخامسة لمدينة قسنطينة، حيث غنى وجعل الجمهور يغني معه، وزاد من الوقت إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وخلال ندوته الصحفية التي سبقت الحفلة التي حضرها جمهور غفير، شرح في سؤال للشروق عن تشتته الفني بين العديد من الطبوع، فهو تارة يسبح في الشرقي العاطفي ليعود إلى الفلكلور ثم الكلاسيكي، كاشفا أنه بدأ يفكر في اتباع طابع جديد يكون خلاصة ما بذله في حياته من تنويع في أغانيه، كما قال بأن الوقت صار مناسبا ليؤدي أغنية لقسنطينةالمدينة التي وصفها بالمبهرة. وعرّج صابر الرباعي على تجربته مع برامج كشف المواهب وعدّد الكثير من الأسماء وعلى رأسها الفنان الفلسطيني محمد عساف الذي كان ثمرة، مثل هاته البرامج التي يراها أحد حكام آراب إيدول بالمهمة ورفض التعليق على ما أثير عن سرقة الفنان سعد لمجرّد لبعض الأغاني الجزائرية ملخصا قوله: لم أسمع بهاته الحكاية ولا يمكنني التعليق عليها. كل الحب الذي تحدث عنه صابر الرباعي الذي جمعه بالجزائر، ترجمه على خشبة المسرح عندما غنى من قديمه بعاطفيته مثل "أتحدى العالم" و"عزة نفسي" إلى فلكلوره من "برشة برشة" و"سيدي منصور" دون نسيان الكثير من الأغاني الجزائرية التي ألهبت قاعة أحمد باي، وسط جمهور عائلي لم يتردد بعض "أزواجه" في رقص "السلو" أمام الملأ عندما غنى صابر الرباعي "أتحدى العالم"، ومن الأغاني الجزائرية التي أداها صابر الرباعي بين المالوف والراي أغنيتي "عاشق ممحون" و"نوكّل عليك ربي"، وسط تجاوب كبير من الجمهور، الذي فاجأ بحضوره القوي، عكس ما حدث مع الفنان اللبناني وليد توفيق الذي غنى أمام مقاعد شاغرة.
وكما قال صابر الرباعي على ركحي جميلة وقاعة أحمد باي بقسنطينة بأنه شرف بأن يكون خاتمة هاته الحفلات الصيفية الجزائرية، فقد أبان بأنه أحد الأرقام المهمة في عالم الفن بالنسبة للسمّيع الجزائري خاصة أنه من القلائل الذين يقدمون ما لا يقل عن سبعة أنواع من الطبوع في حفلة واحدة، بحثا عن وضع الجمهور بالكامل أمام خيارات كثيرة.