توجد بمدينة حاسي مسعود بعض المناطق أصبحت في وقت وجيز مناطق فلاحية بامتياز؛ من بين أبرز هذه المناطق قرية حاسي البكرة والتي تبعد بنحو 20 كلم شمال حاسي مسعود؛ حيث بالرغم من البعد والمسالك الوعرة من انتشار الرمال والطرق المهترئة؛ فقد أضحت هذه المنطقة هي الأولى فيما يخص الإنتاج الفلاحي بحاسي مسعود في وقت وجيز. يرجع الفضل كله لذلك لإرادة سكان وفلاحي هذه القرية الفولاذية في تخطت كل العوائق من أجل توفير مختلف المحاصيل الفلاحية بالمنطقة، حيث سجلت ذات القرية خلال هذه السنة نسبا معتبرة، فيما يخص عديد المنتجات الفلاحية كالخضر والفواكه بأنواعها؛ هي الأعلى مما كانت عليه خلال السنوات الماضية حسب ما صرح به عديد الفلاحين ل"الشروق".. وبالرغم من الظروف التي يعاني منها هؤلاء فيما يخص التنقل للمنطقة نظرا لاهتراء الطريق المؤدي إليها زيادة على نقص بعض الإمكانيات خاصة ما تعلق بنقص الأدوية الفلاحية، غير أنهم مصمّمون على رفع التحدي بالمنطقة لاسيما ما يعيق استمرار نشاطهم الفلاحي، والذي كله يعتمد على جهدهم وإمكانياتهم الخاصة منذ سنوات طويلة . ويطالب هؤلاء بتدخل السلطات المحلية وكذا مدير الفلاحة بولاية ورقلة لدعمهم في نشاطهم وتسهيل مهامهم، خاصة ما تعلق بتسويق منتجاتهم والتي يعانون ككل سنة في إيجاد أماكن وأسواق لبيعها، على مستوى دائرة حاسي مسعود وولاية ورقلة، خاصة خلال هذه السنة التي على إثرها عانى العديد منهم من مشكل تسويق منتجاتهم بالمناطق والمدن المجاورة وهو ما تسبب في تكدس سلعهم لفترات طويلة وجعل عديد هذه المنتجات لا تصلح للبيع بسبب تلفها. ونظرا لهذه الظروف، وزيادة على معاناة هؤلاء فيما يخص إيجاد أماكن التسويق يشكي العديد منهم من عدم توفر غرف التبريد على مستوى المنطقة وهو عامل آخر أصبح يؤثر على السرعة في تلف هذه المنتجات خاصة التي يتم إنتاجها في فصل الصيف، وهذا بسبب درجات الحرارة العالية بالمنطقة، حيث ونظرا لإمكانيات عديد الفلاحين المحدودة بالمنطقة، فقد بات توفير غرف التبريد على مستوى حاسي مسعود من الضروريات الملحة التي يحتاجها هؤلاء. ولا تتوفر مدينة حاسي مسعود على غرفة تبريد واحدة سواء تلك الخاصة بالشركات العاملة بالمنطقة سواء الوطنية منها أو الخاصة والتي عادة يتم استعمالها لاحتياجاتها الخاصة. وحسب ما أكده العديد منهم فلم يتلق هؤلاء أي دعم من السلطات المحلية وكذا مصالح الفلاحة بالمنطقة منذ سنوات طويلة، فأغلب هؤلاء أضحوا يعتمدون على إمكانياتهم الخاصة فقط، في حين أن هناك عديد المناطق المجاورة بولاية ورقلة تتلقى كل الدعم من ذات السلطات. ويطالب فلاحّون بتوفير أماكن لتسويق منتجاتهم خاصة على مستوى دائرة حاسي مسعود والتي يعاني منها السكان من غلاء فاحش فيما يخص المنتجات الفلاحية التي في معظمها تأتي من خارج الولاية ومن مناطق بعيدة، ما جعل تكاليفها ترتفع، فلماذا لا يتم الاعتماد على هذه السلع المحلية خاصة التي تأتي من قرية حاسي البكرة وبأسعار منخفضة. من جهة ثانية يطالب فلاحو المنطقة بفتح السوق الأسبوعية القديمة وسوق حي عبد القادر مقدم، واللتين ظلتا لسنوات طويلة مغلقتين، من أجل إيجاد أماكن لهم وتوسيع النشاط التجاري بصفة عامة، فالسوق الأسبوعية الحالية أغلب التجار يمتهنون بها النشاط التجاري بشكل فوضوي، والعديد منهم يدفعون أماكن حجوزاتهم ومحلاتهم بشكل غير شرعي مع المنتخبين والمسؤولين المحليين وهو ماساهم في عدم فتح الأسواق الأخرى.