أصبحت العديد من القرى المجاورة، لمدينة حاسي مسعود في ولاية ورقلة قرى فلاحية بامتياز، على غرار قرية حاسي البكرة، بمبادرة من بعض الفلاحين بالمنطقة الذين تحدوا الصعاب بإمكانياتهم ومجهوداتهم الخاصة، فمنذ السبعينيات تم الشروع في أول نشاط فلاحي بالمنطقة، وهذا بفضل وجود آبار شقت من طرف شركة سوناطراك لاستعمالها في مختلف النشاطات الفلاحية المختلفة. وتحصي قرية حاسي البكرة حوالي 1000 شجرة نخيل وحوالي 500 شجرة زيتون حسب ما صرح به فلاحو المنطقة؛ كما تتواجد العديد من البيوت البلاستيكية والتي تعرف غرس العديد من الخضر والفواكه بها، على غرار البطاطا والبصل والجزر إلى غيرها من الخضر والفواكه والتي تعطي محاصيل في المستوى ونتائج جيدة. وفي هذا الإطار صرح بعض الفلاحين أن هناك بعض الأشجار يتم جني محصولها مرتين في السنة كشجرة الإجاص، والتي أعطت نتائج كبيرة؛ ما يفسر أن المنطقة غنية وفلاحية بامتياز. وفي نفس السياق، أكد لنا هؤلاء أن جل الأنشطة الفلاحية تتم بمجهوداتهم وإمكانياتهم الخاصة؛ حيث لم يستفد هؤلاء سوى من المنحة الخاصة بسكان الجنوب والتي تم منحها مؤخرا والمتعلقة بالبناء الريفي؛ أما فيما يخص النشاط الفلاحي والدعم فلم يستفيدوا لحد الآن منه، وهو ما أثار تساؤلات لدى العديد منهم، لاسيما أن المنطقة تعد من المناطق ذات الأهمية الكبرى فيما يخص التوسع الفلاحي مستقبلا نظرا لوجود مساحات واسعة من الأراضي غير مستغلة لحد الآن. من جهة ثانية يأمل سكان وفلاحو المنطقة بفك العزلة عنهم، خاصة من الجهة الشرقية للقرية مع الحدود لولاية الوادي، حيث بقيت حوالي 60 كلم لحل هذه الطريق وربطها بولاية الوادى، ما سيغير من وضع المنطقة بصفة جذرية؛ حيث أن هناك العديد من الفلاحين بهذه الولاية يريدون الاستثمار بالمنطقة، غير أن المشكل يكمن في ربطها بالطريق المتبقية والتي تم إنجاز جزء منها وبقي جزء آخر لا يزال في طور الإنجاز . وحسب تصريح الفلاحين ل"الشروق"، فإنهم يأملون بتسريع وتيرة استكمال هذه الطريق الحيوية؛ لكن ما يميز هذه المنطقة هو استحواذ العديد من الفلاحين على المزيد من المساحات، أمام الغياب الكامل من طرف الجهات المسؤولة والسلطات المحلية وهذا من أجل تنظيم العملية وتدعيم هؤلاء في حالة عجزهم لاستغلال المزيد من الأراضي، إلى جانب جلب المستثمرين للمنطقة؛ في حين نجد السلطات العليا في البلاد تتغنى بتدعيم الفلاحين وإعطاء الأهمية الكبرى لهذا القطاع، والذي ستعتمد عليه الدولة مستقبلا نظرا لتهاوي أسعار النفط وتراجع قطاع المحروقات .