تشهد عديد التجمّعات السكانية بولاية المسيلة، منذ دخول فصل الصيف حظرا من نوع خاص يقول من تحدثوا للشروق وهو الحظر الذي فرضته الحشرات السامة المنتشرة بكثرة، وفي مقدمتها العقارب، التي تحوّلت إلى هاجس يطارد عشرات سكان القرى وبعض الأحياء المتاخمة للمدن الكبرى. هذا الوضع دفع بسكان تلك المناطق التي تصنّف كنقاط سوداء للجوء إلى آليات وقواعد وقائية تفاديا لخطر الإصابة بالتسمم العقربي، حيث يلجأ السكان في الغالب إلى استعمال بعض المواد يعتقدون أنها قادرة على إبعاد الحشرات السامة ومن هذه المواد المازوت وزيوت السيارات والمركبات المستعملة، ويعتقد المتحدثون إلينا بأن هذه المواد فعّالة وأثبتت في كثير من الأحيان أنها كانت طاردة للعقارب، بينما يلجأ آخرون إلى حرق العجلات المطاطية، معتقدين بأن ما تفرزه من دخان ومواد متفاعلة يساهم في الحد من انتشار الحشرات السامة وفي مقدمتها الأفاعي والعقارب، فيما تلجأ جل العائلات في الغالب إلى تحصين أماكن النوم في الصيف، خاصة بالنسبة للأطفال الأكثر عرضة للتسمم العقربي. ومن بين الوسائل المعتمدة للنوم المركبات النفعية خاصة الشاحنات التي توفر برأي هؤلاء أماكن نوم أكثر أمنا وتأمينا من خطر العقارب وحتى الأفاعي، إذا تعلق الأمر بالمداشر والقرى التي تشتهر بانتشار هذا النوع من الزواحف التي كثيرا ما تنسج حولها قصص مرعبة ومخيفة، فجرى الحديث على أن كل من أصيب بلسعة أفعى مصيره الموت. وأشير هنا إلى قصة محمد دفاف البالغ من العمر نحو 50 سنة بمنطقة الشعبة الحمراء ببلدية المسيلة الذي نجا بأعجوبة من لسعة عقرب صيف 2015 الذي مكث في مستشفى الزهراوي بالمسيلة أكثر من 25 يوما تلقى خلالها نحو 70 حقنة مضادة لسم الأفاعي والعقارب، وكنا وقتها قد تمكنا من زيارة المصاب والحديث معه، حيث أكد بأن لسعتها كادت تصيب رجله بالشلل ولولا العناية الربانية، اللسعة أنست محمد الدنيا وأدخلته عالم الآخرة كما روى حينها، وإذا كان محمد قد نجا بعناية ربانية وعاد إلى أولاده، فإن هناك حالات وفاة بسبب التسمم العقربي لا تزال على لسان سكان المناطق المصنفة كنقاط سوداء ومهدّدة بخطر التسمم العقربي، ومن بين هذه الحالات الفتاة البالغة من العمر نحو 20 سنة التي ماتت أسبوعا قبيل زفافها والسبب لسعة عقرب، حيث لم تشعر بها إلى أن داهم السم قلبها وفارقت الحياة تاركة ألما كبيرا لدى عريسها وأهلها الذين لم يصدقوا ما حدث، وكذلك حالات وفاة تتعلق بأطفال لم يتمكن ذووهم من تحديد سبب الموت إلا بعد أن فات الأوان وأبلغهم الطبيب أن سم العقرب قد نال منهم ففارقوا الحياة. أما في هذا العام ومنذ دخول فصل الصيف فإن عددا من المراكز الاستشفائية بالمسيلة سجلت عشرات الإصابات بلسعات العقارب، ففي بوسعادة وخلال 3 أيام سجل مستشفى رزيق البشير نحو 25 حالة منها 7 حالات سجلت في أقل من 9 ساعات تقول بعض المصادر، كل هذه المؤشرات عملت على تضاعف مخاوف عشرات سكان المناطق الأكثر عرضة للتسمّم العقربي مع مطلع كل صيف، حيث فرضت حظرا غير مباشر على مئات السكان.