يقلق المواطنون الذين يقطنون بجنوب البلاد من قدوم الصيف لأنه يحمل معه معاناة درجات الحرارة المرتفعة في ظل إنقطاعات الكهرباء، بل لأنّ الكثير من الحشرات والأفاعي السامة والعقارب تخرج من جحورها إلى البيوت والساحات والمزارع لتثير القلق والخوف وهاجس المرض بين السكان. وفي هذا الإطار يعاني سكان بعض المناطق الجنوبية بولاية الجلفة من تكاثر العقارب المسمومة والتي تعد من أخطر الأماكن المشهورة بانتشار العقارب السامة بها، حيث تحتل المرتبة الأولى على مستوى الحوادث المرتبطة بالتسمم الناتج عن لسعات العقارب على الصعيد الولائي، خاصة الواقعة منها بالجزء الجنوبي للولاية بكل من بلديات (تعظميت وقطارة، و سلمانة وعمورة وبلديتي مسعد وحاسي العش) وغيرهم من لهم طابع شبه صحراوي، حيث تساهم تربة هذه المناطق وكثرة الأحجار فيها على تكاثر نسبة العقارب بشكل كبير، لاسيما مع حرارة فصل الصيف واشتدادها خلال هذه الأيام، حيث يكون المناخ ملائما لتكاثر هذه الحشرات المسمومة، ويشير العارفون بهذا الشأن إلى أنه كلما كان الطقس حارا كلما ساعد ذلك على انتشار سريع للحشرات السامة من بينها العقارب السوداء التي تعتبر من أخطر السموم، لكون لسعاتها غالبا ما تكون قاتلة، بالنسبة للضحايا في المناطق البعيدة عن الخدمات الصحية الأطفال الصغار منهم على الخصوص، ولعل أخطر حالة وفاة سجلتها ولاية الجلفة خلال هذا الشهر الجاري كان بمدينة مسعد حينما تعرض طفل في 13 من عمره للسعة عقرب، تسللت إلى منزل عائلته المتواجد بمنطقة [أم الحشب] في بلدية سلمانة حيث حول إلى مستشفى البلدية على جناح السرعة، إلا أنّ السم كان أسرع حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بعد انتشار السم في كافة أنحاء جسده، كما توفي أيضا خلال نفس الشهر شاب يبلغ من العمر 26 سنة ببلدية الشارف جنوب ولاية الجلفة بعد إصابته بلسعة عقرب بالمكان المسمى (وادي لزن)، في الوقت الذي تعاني فيه بعض المستوصفات في القرى و البوادي النائية من انعدام دواء مضاد للسعات العقارب، وانطلاقا من هذه المعاناة التي يعيشها سكان الأرياف والمناطق النائية بولاية الجلفة خلال فصل الصيف والرعب الذي يخلفه تكاثر العقارب بالمنطقة طالب سكانها خصوصا القاطنين منهم بالقرى و الأرياف والأكثر عرضة للسعات العقارب المميتة بتوفير قاعات علاج مع تجهيزها بما يلزم من أدوية وجهاز للأشعة وغيرها من المستلزمات الطبية، بالإضافة إلى توفير طاقم طبي بنوعيه العام والمختص الذي يضمن العمل يوميا وخلال عطل نهاية الأسبوع للتكفل بالحالات المرضية المفاجئة والإسعافات المناسبة والعلاج الملائم في مثل هذه الحالات، والتي تصيب سكان هذه المناطق وعلى رأسها الأمراض المتنقلة عبر المياه، وكذا لسعات العقارب والثعابين، ومن جهتها رجحت مصادرنا بأنّ عدد الإصابات مرشحة للارتفاع خاصة لدى سكان المناطق الجنوبية ما يستدعي تدخلا سريعا للقضاء على هذه الظاهرة للحد من إصابات التسمم العقربي، خاصة وأنّ حرارة فصل الصيف تزيد من تكاثر هذه الحشرات السامة.