افتكت الطالبة إيمان صحراوي التي تدرس في شعبة اللغات بثانوية حيرش عبد المجيد ببلدية شلغوم العيد جنوب عاصمة الولاية ميلة، مرتبة مشرفة لها ولعائلتها ولولايتها ميلة بنيلها المرتبة الأولى في امتحان شهادة البكالوريا على المستوى الوطني في فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، عن جدارة واستحقاق، حيث تحصلت على معدل 16.39. "الشروق" التقت الفتاة النابغة، خلال تكريمها بدار الثقافة مبارك الميلي بميلة، أمس، من طرف مدير التربية ووالي ميلة، حيث قالت بأن ثمرة النجاح هذه لا تأتي دون كدّ وعناء بل هو تحصيل سنين من المثابرة والجد والعمل، مؤكدة أن تفوّقها بدأت أولى لبناته في الطور الابتدائي، رغم ما تعانيه من إعاقة بصرية إلا أنها رفعت التحدي، فهي تتذكر جيدا عندما كانت تسهر الليالي وتحاول جمع عدد أكبر من الكتب والمراجع التي كانت أنسها الوحيد وسر تفوقها، وأضافت أن معدلها في سنوات التعليم الثانوي لم يقل عن 15، والحمد لله فقد وفقني الله سبحانه وتعالى في نيل شهادة البكالوريا بمعدل 16.39 رغم أنني لم أكن أتوقع هذه النتيجة، بسبب الصعوبات الكبيرة التي مررت عليها للتحضير لشهادة البكالوريا بسبب الإعاقة ونقص الإمكانيات إن لم نقل انعدامها، إلا أن الأمل وروح التحدي والاحتكاك بصديقاتي في الدراسة ومرافقتي من طرف أختي التي تعبت معي كثيرا للوصول إلى هذه النتيجة، والحمد لله، تقول إيمان. وعن سرّ تفوقها، تقول "نابغة ميلة"، إنها طوال السنة وهي تحضر الدروس قبل تلقيها بيوم وتعتمد في ذلك على المراجع والكتب، كما أنني وجدت صعوبة كبيرة في الاندماج رفقة زملائي في القسم بسبب إعاقتي، لكنني سرعان ما تخطيت هذه العقبة بمساعدتهم لي وأصبحت أحس وكأنني إنسانة عادية وسطهم، ومن ثم عقدت العزم على تحقيق الإضافة والتميز وكم كان المشوار صعبا لكن المهم - تقول إيمان- هو تحقيق الهدف، وعن الدروس الخصوصية – تقول إيمان إن حرمانها من البصر جعلها تلجأ إلى الدروس الخصوصية في بعض المواد الأساسية لتدارك الوضع ورفع المستوى لتتمكن من الحصول على العلامات الممتازة والحمد لله. والد إيمان توفي منذ 8 سنوات وفي هذا الإطار تقول "هي الحرقة التي تلازمني فكم كنت سعيدة لو حضر والدي نجاحي هذا، وهو برفقتي لكن الحمد لله الحياة لا تتوقف هنا، فعندما كرمت نهاية الأسبوع الماضي من طرف الوزير الأول عبد المجيد تبون شخصيا كنت أسعد الناس لأنني منحت هذا التفوّق لكل المكفوفين عبر وطني الحبيب الجزائر لأقول بأن الإعاقة ليست نهاية الدنيا بل هي بداية حياة جديدة مع إعاقتك التي ستلازمك طوال العمر". إيمان تدعو لوالدها بالرحمة ولأسرتها التي رافقتها طيلة مشوارها في كل لحظة وحثتها على احترام الآخرين وتعليمها الأخلاق الحميدة، وهي ذات التربية والأخلاق التي ساعدتها على تشريف عائلتها وحيّها التي تقطن فيه بدائرة شلغوم العيد، وهنا تستوقفنا لتقول إن الاجتهاد والمثابرة هما أساس النجاح الذي لا يأتي جزافا بل لابد من العمل للوصول، مضيفة الإرادة والإيمان والثقة بالنفس هي سلاحي في الحياة، حيث كنت أنظم وقتي في الدراسة، أنهض مع ساعات الفجر لأصلي الصبح ثم ابدأ بحفظ ما تيسر من القرآن الكريم. ويبقى حلم إيمان أن تكمل دراستها الجامعية تخصص ترجمة كوني أحب كثيرا اللغات.