افتكت الطالبة مغرزي أنوار هداية التي تدرس في شعبة العلوم التجريبية مركزا مشرفا لها ولعائلتها، بتربعها على عرش شهادة البكالوريا بولاية ميلة، بكل جدارة واستحقاق، حيث تحصلت على معدل 18.48، وهو أعلى معدل بالولاية. "الشروق" التقت بالفتاة النابغة، خلال تكريمها بدار الثقافة مبارك الميلي بميلة، نهاية الأسبوع الماضي، من طرف مدير التربية ووالي ميلة، حيث قالت بالمناسبة، بأن ثمرة النجاح هذه لا تأتي دون كد وعناء، وهو تحصيل لسنين من المثابرة والجد والعمل، مؤكدة أن تفوقها بدأت أولى لبناته في الطور الابتدائي، فيما اجتازت شهادة التعليم المتوسط بمعدل ممتاز، وأضافت أن معدلها في سنوات التعليم الثانوي لم يقل عن 18، والحمد لله فقد كنت من بين الأوائل والممتازين إلى أن وفقني الله في نيل شهادة البكالوريا بمعدل 18.48 وكأنه قدري، تقول أنوار هداية. وعن سر تفوقها، تكشف هداية أنها طوال السنة وهي تحضر الدروس قبل تلقيها بيوم وتعتمد في ذلك على الملخصات والمراجعة، محذرة من الإكثار من المراجع التي تشوش على الطالب على حد قولها، بالإضافة إلى شقيقتها أشواق التي يعود لها الفضل الكبير في بلغوها هاته المراتب وكذا التركيز الجيد داخل القسم، هذا الأخير يغنيك عن الدروس الخصوصية – حسبها-، مؤكدة أن النقطة التي يهملها الأولياء هي التركيز على التلميذ منذ المرحلة الابتدائية لأنها القاعدة لما بعدها. وقالت صاحبة أعلى معدل في ميلة، إن البكالوريا العادية كانت أسهل من البكالوريا الجزئية، خصوصا أسئلة مادة الرياضيات، إلا أن الاجتهاد والتحدي دائما هما أساس النجاحّ، ورغم ذلك فقد تحصلت على العلامة الكاملة في مادة الرياضيات حتى في البكالوريا الجزئية. هداية تم تكريمها الأسبوع الفارط من طرف الوزير الأول عبد المالك سلال ممثل رئيس الجمهورية، حيث قالت للشروق اليومي، "أن أحظى بالتكريم من أعلى هرم في الدولة شرف عظيم لي ولعائلتي ومدرستي وولايتي ووطني، كما أنه كان لي الشرف بأن تجولت في القصر الرئاسي، وكم كان ذلك رائعا". والد هداية الذي كان يرافق ابنته طيلة مشوارها بالدعاء لها في كل لحظة وحثها على احترام الآخرين وتعليمها الأخلاق الحميدة، ساعدها على تشريف عائلتها ومؤسستها ثانوية معركة عين فوة، وحيها التي تقطن فيه ببلدية وادي العثمانية، وهنا تستوقفنا لتقول إن الاجتهاد والمثابرة هما أساس النجاح الذي لا يأتي جزافا بل لابد من العمل للوصول، مضيفة أن الإرادة والإيمان والثقة بالنفس هي سلاحي في الحياة، حيث كنت أنظم وقتي في الدراسة، أنهض مع ساعات الفجر لأصلي الصبح ثم أبدأ بالمراجعة، وأخصص الفترة الليلية لحل التمارين، أما الفترة المسائية فهي للمراجعة، مشيرة إلى أنها تحصلت على العلامة الكاملة في مادة الرياضيات و19 في كل من العلوم الطبيعية والفيزيائية في امتحان شهادة البكالوريا. وعلى ذكر الدروس الخصوصية فهداية لم تأخذ الدروس الخصوصية إلا في مادة الرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية. ويبقى حلم هداية أن تصبح طبيبة أطفال، لمعالجة البراءة من سقمهم بإذن الله.