الجزائر تعتمد توقيتا خاطئا وقت صلاة الفجر اختتمت أول أمس، فعاليات مؤتمر الإمارات الفلكي الثاني الذي تنظمه جميعة الإمارات للفلك لبحث سبل إيجاد تقويم موحّد لرصد الأهلة ومواقيت الصلاة، والحج والصوم، وذلك تحت رعاية سمو الشيخ منور بن زايد آل نهيان، وقد استطاع هذا المؤتمر أن يجمع لأول مرة المذاهب المختلفة والأطياف المتنوعة في مختلف أنحاء العالم من إيران إلى السعودية إلى أمريكا إلى الجزائر، وعرف المؤتمر نقاشا حادا بين علماء الدين من السعودية، يتقدمهم الدكتور عبد الله المنيع عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة مع مختصين في علم الفلك وعلى رأسهم الدكتور الجزائري نضال ڤسوم. * النقاش اشتد على أشده حينما تعلق الأمر في رصد هلال رمضان، فالعلماء السعوديون أصروا على أن تتبع كل الدول صومهم، وحجهم، وتساءلوا "لماذا يتبعنا العالم الإسلامي في وقفة عرفة، ولا يتبعنا في هلال أول يوم من رمضان مع أن مكة مركز الأرض"، كما تدخل الدكتور ڤسوم وهو جزائري ويعتبر مفخرة لنا لأنه أجرى دراسة معمقة حول صيام رمضان، وشاركه في الدراسة أطباء مختصون، وانتهوا إلى أن الإنسان العادي إذا صام ما بين 20 و22 ساعة في عز الصيف تحدث له مضاعفات مرضية في المعدة والضغط الدموي وارتفاع نسبة السكر في الدم، وكشفت هذه الدراسة أن للإسلام قاعدة، "لا ضرر، ولا ضرار" تفسر آية "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" ولا يأمر الإسلام الإنسان بأن يمرض ويلحق الأذى بجسمه وعقله تقربا إلى الله، فقد قال تعالى: "ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج"، وخلصت الدراسة إلى أن الإنسان العادي بمقدوره الصيام 16 ساعة كاملة دون أذى، وتختلف قدرة الإنسان على الصبر من شخص إلى آخر، وضرب الدكتور ڤسوم مثالا بصوم المسلمين في فنلندا حيث الليل عندهم فيه ساعتان وفي بعض الدول النهار فيه ساعتان، فهل يعقل أن يصوم شخص ساعتين فقط، وآخر يصوم 22 ساعة كاملة، هذا الإشكال طرح على الفقهاء فردوا أن الأمر يخضع للتقويم، وعلماء الفلك يحق لهم تبني التقويم المناسب، والدراسة الآن بين يدي علماء السعودية للنظر والبت فيها قبل رمضان القادم. * أما الملفت في هذا المؤتمر الحضور المشرف لجمعية ابن الهيثم للفلك من أم البواقي التي يرأسها الشاب زين الدين زروال صاحب ال 25 سنة فقط، فبإمكانيات محدودة استطاع أن يشرف الجزائر وينتظر التفاتة من السلطات والجهات الداعمة لمشروع الفلك أن تدعم جمعية ابن هيثم، لأن المستقبل للشباب الفعال في المجتمع. * ومن جهة أخرى عرف المؤتمر نقاشا مستفيضا حول مواقيت الصلاة وخاصة الفجر الكاذب والفجر الصادق، والرزنامة التي تعتمدها بعض الدول العربية بحاجة إلى تعديل، ومنها رزنامة مواقيت الصلاة للشؤون الدينية بالجزائر، حيث أكد العالم الفلكي المغربي جمال الدين أن هذه المواقيت يجب أن تعدل، وإن توقيت الفجر الحالي غير صحيح وقد يزيد بحوالي 30 دقيقة عن الدخول الصحيح للفجر الصادق وعليه أصر على مراجعة اليومية من طرف المختصين، وبعدها قرىء بيان ختام المؤتمر الذي دام ثلاثة أيام كاملة، وخلصوا إلى اتفاق يوحد بين رأي الفقهاء وعلماء الفلك في رصد الأهلة ومواقيت الصلاة.