عاد من مطار قسنطينة الدولي بخفي حنين، الشيخ عبد الرحمان حرودي وزوجته مسعودة سنغود، الأحد، وهما في انهيار معنوي تام، وفي حالة هستيرية من البكاء، بعد أن علما بأن نجاحهما في القرعة الخاصة بحج موسم 2017، واتباعهما لكل الإجراءات، لم يكن كافيا، لأن يحققا حلم العمر، في زيارة البقاع المقدسة وأداء الفريضة الخامسة، الذي بقي موقوف التنفيذ، لأسباب عجزا عن فهمها، وعجزت محاولتنا طوال اليومين الماضيين عن فك لغزها. تقول السيدة مسعودة البالغة من العمر 75 سنة، إن ما ذرفته من دموع فرح، عندما أنصفتها القرعة العادية في بلدية حامة بوزيان بولاية قسنطينة، لا يمكن تقديره بثمن، خاصة أن زوجها عبد الرحمان البالغ من العمر 79 سنة، أيضا أنصفته القرعة، بوجوده، الأول على رأس القائمة الاحتياطية، وزادت فرحتها عندما انسحب ثلاثة من الفائزين بالقرعة، في بلديتها لأسباب مادية وصحية من رحلة الحج، فصار حلم الحج حقيقة، بعد 13 سنة من المحاولة، وعندما منح رئيس الجمهورية فرصة القرعة الاستدراكية، لمن شاركوا في القرعة لمدة عشر سنوات من دون أن ينجحوا، لم يشاركا لأن مكانهما مضمون، ورحلتهما حدّدت بتاريخ أول أمس، وتحصلا على شهادة النجاح من البلدية، وقاما بكل الإجراءات الإدارية والصحية من تلقيح وشراء تذكرة الطائرة، وحملا حقيبتهما رفقة كل الحجاج وتوجها في حدود الثالثة فجرا، إلى مطار محمد بوضياف الدولي بقسنطينة، بعد أن ودعا الأهل والأحباب في جو مؤثر وروحاني، لكن المفاجأة المؤلمة صدمتهما في المطار، بسبب غياب دفتر الحج الذي تتكفل به الولاية. الحاج عبد الرحمان مع وقف التنفيذ، من دون أن يتهم أي كان بخطف جواز سفره، توجّه إلى البلدية، ومنها إلى مديرية الشؤون الدينية، وفي الولاية أخبروه بإلغاء القائمة الاحتياطية وتأجيلها إلى الموسم المقبل، لينتقل ابنه إلى وزارة الداخلية بالعاصمة، التي عاودت مراسلة ولاية قسنطينة، لحل مشكلة حاجين، توفرت فيهما كل الشروط القانونية والصحية لأداء الفريضة الخامسة. "الشروق"، اتصلت بمديرية الشؤون الدينية بولاية قسنطينة، التي رأت بأن الأمر يخص ولاية قسنطينة، لكن المشكلة أن الطاقم الولائي الذي وقعت في عهده التفاصيل الأولى لهذه المعضلة، غادر مع التغيير الولائي الأخير، والوالي الجديد في عطلة. الزوجان عبد الرحمان ومسعودة، وهما يقدمان صيحتهما، بمزيج من الدموع قالا ل"الشروق اليومي": "بعد أكثر من نصف قرن من زواجنا لم يكن لنا من حلم سوى الحج معا وتحقق حلمنا".. ولكن..!