تشهد العديد من المناطق بالجنوب الجزائري وفي وقت قياسي نشأة وظهور العديد من القرى ذات طابع فلاحي بامتياز على غرار قرية الخويلدات وحاسي البكرة وقاسي الطويل بحاسي مسعود بولاية ورقلة وهذا نتيجة تراكمات جمة خلال سنوات عديدة. نتيجة وجود العديد من البدو الرحل وبعض القبائل التي استقرت بأماكن توجد بها مياه جوفية ما جعل تلك التجمعات مع مرور الزمن تتحول إلى قرى فلاحية؛ إلا أن المشكل المطروح حاليا بعد أن تزايد النشاط الفلاحي بهذه المناطق وزيادة المحاصيل والمنتجات الفلاحية هو عدم دعم ومرافقة المصالح الفلاحية لفلاحي المنطقة ما جعلهم يبذلون جهودا كبيرة بإمكانياتهم الخاصة. يشتكي العديد من الفلاحين بقرية الخويلدات وحاسي البكرة والقرى الأخرى المجاورة بحاسي مسعود وورقلة من نقص معتبر خلال هذه السنة من محصول التمور بأشجار النخيل بالمنطقة بعكس السنة الماضية والسنوات الأخرى حين كانت متوفرة بشكل أكبر مما هي عليه هذه السنة. وهو ما أرجعه هؤلاء إلى أسباب عديدة منها انتشار ما يسمى بمرض البوفروة الذي أتى على العديد من أشجار النخيل بهذه القرى الفلاحية نتيجة نقص الأدوية لدى المصالح المعنية وعدم إعطاء الأهمية اللازمة لذلك زيادة على التأخر في عملية مداواة أشجار النخيل في بعض الأماكن من هذه المناطق. ومعلوم أن هذه المناطق والقرى كحاسي البكرة أصبحت خلال هذه السنوات الأخيرة من النماذج الناجحة في ما يخص تغطية مدينة حاسي مسعود وبعض المناطق بولاية ورقلة للعديد من المنتجات الفلاحية كالخضر والفواكه بعكس ما كانت عليه في وقت مضى، حين كانت هذه المنتجات تسوق من مناطق بعيدة ومن خارج الولاية، حيث يتم مضاعفة الأسعار لهذه المنتجات بالمنطقة وهو ما شكل هاجسا كبيرا فيما يخص القدرة الشرائية للمواطن بمدينة حاسي مسعود. ويطالب العديد من فلاحي المنطقة السلطات المحلية بدعمهم وتوفير كل الوسائل في سبيل توفير هذه المحاصيل الزراعية والمنتجات الفلاحية. هذا، وتشكل أشجار التمر نسبة كبيرة تفوق نصف هذه المنتجات، وهو ما يفسر اهتمام الفلاحين بهذا المنتج، غير أن مصالح الفلاحة بولاية ورقلة لا تقوم بدورها تجاههم بحسب تصريحات هؤلاء ل"الشروق"، ما يعني خسائر كبيرة يتكبدها فلاحو المنطقة جراء عدم اهتمام السلطات المعنية بهذا الجانب ونقص منقطع النظير فيما يخص مرافقة ودم الفلاحين بعكس بعض المناطق من الوطن حيث يتم مرافقة وإعطاء اهتمام نوعي في دعم الفلاحين والفلاحة بصفة عامة بهذه المناطق كولاية الوادي وغرداية وبسكرة، حيث أصبحت بعض هذه الولايات تصدر هذه المادة الحيوية إلى العديد من الدول، وهذا بفضل دعم الوزارة الوصية لهذه المناطق. من جهة ثانية، يرجع فلاحو المنطقة نقص محصول التمور لهذه السنة إلى نقص في كمية المياه الجوفية في بعض الآبار التي في غالبيتها تم حفرها من طرف الفلاحين وبإمكانياتهم الخاصة في حين تم تسجيل غياب السلطات المحلية لدعم هؤلاء فيما يخص هذا الجانب كإنشاء آبار لهؤلاء ومرافقتهم في نشاطهم الفلاحي. فمعظم هذه الآبار قديمة لا تصلح. وهذه القرى مع مرور الزمن ستقوم بإنتاج محاصيل وفيرة شريطة أن تقوم الدولة بالتدخل ودعم هذه المناطق؛ خاصة إذا علمنا أن سياسة ومستقبل الجزائر مركز بشكل كبير على قطاعين مهمين وهما قطاع الفلاحة وقطاع السياحة الذي يتطلب تدخل الدولة ومساندة هذه الأنشطة لهاذين القطاعين. وهذا كله من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير المحاصيل.