دعا مجموعة من المحامين، وزارة العدل إلى إعادة النظر في مسألة زيارة نزلاء المؤسسات العقابية، لاسيما فيما تعلق بقائمة الأشخاص الذين يحق لهم زيارة هؤلاء، وتوسيعها لشمل الأصدقاء وأقارب غير مصنفين في قانون نظام المساجين. وقال أصحاب الجبة السوداء، إن المئات من السجناء، خاصة المحكوم عليهم نهائيا، يعيشون عزلة تامة في السجن، بينهم أفارقة، ومجهولو النسب. وقالوا إن إدماج هؤلاء في عالم الشغل هو الحل، وذلك باستغلال تقنية السوار الالكتروني. وأكدت المحامية سعاد مهدية مقراني، في تصريح للشروق، أن 15 دقيقة مدة زيارة واحدة في الأسبوع، للسجين غير كافية، ولا يمكن التواصل خلالها مع أكثر من زائر، مشيرة إلى أن عددا كبيرا من نزلاء المؤسسات العقابية في الجزائر يعيشون في عزلة تامة ولا يحظون ولو مرة بزيارة من أحد. وقالت إن فئة مجهولي النسب، من أكثر المساجين عزلة، لأنهم يفتقدون لكل القائمة المتضمنة الوالدين والأقارب والأصهار من الدرجة الأولى، والتي ينص عليها قانون تنظيم المساجين، مضيفة أن المسيحيين يقوم القس بزيارتهم وهو الذي ينقل في حالة تواجد الزوجة والزوج في السجن، الأخبار بينهما، وهذا بناء على ترخيص من وزارة العدل، فيما يحرم بعض الأجانب كالأفارقة الذين لا يملكون الوثائق من زيارة أحد أفرادهم في السجن. وترى المتحدثة أن الحل موجود اليوم بعد دخول السوار الالكتروني، حيز التنفيذ، حيث بإمكان مؤسسة السجون أن تدمج النزلاء في ساعات عمل خارج السجون، أو تستغل شهادات التكوين لديهم في قاعات الحلاقة وورشات الخياطة، في التنظيف أو التشجير. وقالت إن فرنسا توجه السجناء إلى قاعات الحلاقة لدور العجزة، أين يقومون بحلق وتصفيف شعر العجائز، وفي أمريكا، يأخذ السجناء إلى قاعات المحاضرة في الجامعات، ليحكوا تجربتهم القاسية للطلبة، حيث يستفيدون من أخطائهم. من جهته، أوضح، المحامي عمار حمديني، رئيس المنظمة الوطنية لرعاية وإدماج المساجين، أن حق الزيارة والمخصص له مدة 15 دقيقة في الأسبوع، يقره القانون وإن الوضع الحالي لا يسمح بتوسيع قائمة الزوار للسجين إلى الأصدقاء، خاصة فيما تعلق ببعض المسجونين في قضايا إجرامية خطيرة، لكن، يمكن، حسبه، أن تستثمر العدالة، في السوار الالكتروني وتجعل منه وسيلة لدمج هؤلاء السجناء في الحياة العملية واستغلالهم في تهيئة البيئة. وقال حمديني، إن الجزائر، لن تستفيد من الوضع الحالي للمساجين، حيث أن بقاءهم في المؤسسات العقابية دون استغلالهم ميدانيا، سيثقل كاهل الحكومة، مشيرا إلى أن الكثير من الشباب الجزائري أصبح يعتقد أن السجن أشبه بفندق، وما زاد هذا الاعتقاد، الاحتفالات بالألعاب النارية التي يحظى بها السجين عند انقضاء مدة عقوبته. ودعا الحكومة، إلى تبني مشروع إدماج نزلاء المؤسسات العقابية في الحياة العملية، والتي سبق للرئيس الراحل هواري بومدين، تبنيها في مشروع السد الأخضر، الذي شارك فيه السجناء إلى جانب الجنود، مضيفا أن 20 ألف صيني متواجد في الجزائر من السجناء الذين وجهتهم بلادهم إلى عالم الشغل خارج الوطن.