العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 41 ألفا و870 شهيدا    تونس: انطلاق عملية التصويت للانتخابات الرئاسية    رئيس الجمهورية: متمسكون بالسياسة الاجتماعية للدولة    رئيس الجمهورية يؤكد أن الجزائر تواصل مسيرتها بثبات نحو آفاق واعدة    الشروع في مراجعة اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوربي السنة القادمة    المطالبة بمراجعة اتفاق 1968 مجرد شعار سياسي لأقلية متطرفة بفرنسا    صدور مرسوم المجلس الأعلى لآداب وأخلاقيات مهنة الصحفي    تنظيم مسابقة وطنية لأحسن مرافعة في الدفع بعدم الدستورية    مراد يتحادث مع المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة    الكشف عن قميص "الخضر" الجديد    محلات الأكل وراء معظم حالات التسمم    المعارض ستسمح لنا بإبراز قدراتنا الإنتاجية وفتح آفاق للتصدير    انطلاق الطبعة 2 لحملة التنظيف الكبرى للجزائر العاصمة    عدم شرعية الاتفاقيات التجارية المبرمة مع المغرب.. الجزائر ترحب بقرارات محكمة العدل الأوروبية    ماكرون يدعو إلى الكف عن تسليم الأسلحة لإسرائيل..استهداف مدينة صفد ومستوطنة دان بصواريخ حزب الله    رئيس الجمهورية: الحوار الوطني سيكون نهاية 2025 وبداية 2026    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: فيلم "ميسي بغداد" يفتتح المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة    للحكواتي الجزائري صديق ماحي..سلسلة من الحكايات الشعبية لاستعادة بطولات أبطال المقاومة    البليدة..ضرورة رفع درجة الوعي بسرطان الثدي    سوق أهراس : الشروع في إنجاز مشاريع لحماية المدن من خطر الفيضانات    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يعود بعد 6 سنوات من الغياب.. الفيلم الروائي الجزائري "عين لحجر" يفتتح الطبعة ال12    الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية : ندوة عن السينما ودورها في التعريف بالثورة التحريرية    رئيس جمهورية التوغو يهنئ رئيس الجمهورية على انتخابه لعهدة ثانية    بيتكوفيتش يعلن القائمة النهائية المعنية بمواجهتي توغو : استدعاء إبراهيم مازا لأول مرة ..عودة بوعناني وغياب بلايلي    الرابطة الثانية هواة (مجموعة وسط-شرق): مستقبل الرويسات يواصل الزحف، مولودية قسنطينة ونجم التلاغمة في المطاردة    اثر التعادل الأخير أمام أولمبي الشلف.. إدارة مولودية وهران تفسخ عقد المدرب بوزيدي بالتراضي    تيميمون: التأكيد على أهمية التعريف بإسهامات علماء الجزائر على المستوى العالمي    بداري يعاين بالمدية أول كاشف لحرائق الغابات عن بعد    حوادث المرور: وفاة 4 أشخاص وإصابة 414 آخرين بجروح خلال ال48 ساعة الأخيرة    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 41825 شهيدا    البنك الدولي يشيد بالتحسّن الكبير    لبنان تحت قصف العُدوان    شنقريحة يلتقي وزير الدفاع الإيطالي    بلمهدي يشرف على إطلاق بوابة الخدمات الإلكترونية    يوم إعلامي لمرافقة المرأة الماكثة في البيت    إحداث جائزة الرئيس للباحث المُبتكر    أسماء بنت يزيد.. الصحابية المجاهدة    دفتيريا وملاريا سايحي يشدد على ضرورة تلقيح كل القاطنين    سايحي: الشروع قريبا في تجهيز مستشفى 60 سرير بولاية إن قزام    الجزائر حاضرة في مؤتمر عمان    طبّي يؤكّد أهمية التكوين    استئناف نشاط محطة الحامة    بوغالي يشارك في تنصيب رئيسة المكسيك    افتتاح الطبعة ال12 لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي    الرابطة الثانية هواة (مجموعة وسط-شرق): مستقبل الرويسات يواصل الزحف, مولودية قسنطينة و نجم التلاغمة في المطاردة    صحة: تزويد المستشفيات بمخزون كبير من أدوية الملاريا تحسبا لأي طارئ    رابطة أبطال إفريقيا (مرحلة المجموعات-القرعة): مولودية الجزائر في المستوى الرابع و شباب بلوزداد في الثاني    الجزائر-البنك الدولي: الجزائر ملتزمة ببرنامج إصلاحات لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة    ديدوش يدعو المتعاملين المحليين للمساهمة في إنجاح موسم السياحة الصحراوية 2025/2024    سايحي يشدد على ضرورة تلقيح كل قاطني المناطق التي شهدت حالات دفتيريا وملاريا بالجنوب    محارم المرأة بالعدّ والتحديد    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    كأس افريقيا 2025: بيتكوفيتش يكشف عن قائمة ال26 لاعبا تحسبا للمواجهة المزدوجة مع الطوغو    توافد جمهور شبابي متعطش لمشاهدة نجوم المهرجان    هذا جديد سلطة حماية المعطيات    خطيب المسجد النبوي: احفظوا ألسنتكم وأحسنوا الرفق    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    عقوبة انتشار المعاصي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النهار تخترق أسوار مؤسسة إعادة التربية ببسكرة و تتحدث مع المساجين
نشر في النهار الجديد يوم 18 - 04 - 2008

ندم وحسرة واعتراف بتكفل لم يروه خارج أسوار السجن الندم والحسرة والخروج بشهادة تأهيل أو دبلوم لحرفة ما تلك أهم الميزات التي وجدناها لدى نزلاء مؤسسة إعادة التربية لولاية بسكرة
وأن يقبلهم المجتمع بعد أن تغيرت حياتهم من النقيض إلى النقيض، وأصبحوا يلعبون دورا إيجابيا في المجتمع، الذي أخطئوا في حقه، تلك أهم الميزات التي وجدناها لدى نزلاء مؤسسة إعادة التربية لولاية بسكرة، الذين يصل عددهم إلى نحو 1000 سجين .خلال زيارة "النهار" لهم، كما حملنا بعض المساجين وصايا عديدة للشباب الجزائري، على أن لا ينصاعوا وراء أهوائهم و لا تغرنهم الظروف، و عليهم اختيار الصديق والرفيق لأن لا يخطئوا ثم يندموا حيث لا ينفع الندم. تمكنا من اختراق ذلك الصور الخارجي لمؤسسة إعادة التربية لولاية بسكرة، و تجاوزنا أبواب مقفلة يقف عليها حراس مكلفين بالأمن، لنقضي فترات مع مساجين المؤسسة، و كان لنا ذلك و تبادلنا أطراف الحديث مع بعضهم، و كانت لنا جولة عبر مرافق المؤسسة رفقة مديرها، حيث وقفنا على السجناء و هم منهمكون في نشاطاتهم اليومية . بداية وجدنا في استقبالنا أعوان الحراسة الذين كانوا على علم مسبق بزيارتنا، فقدمنا أنفسنا ففتح الباب الأول وجدنا السيد الهاشمي زغمار، مدير المؤسسة في استقبالنا و بمكتبه تبادلنا الحديث، و أجابنا بكل صدر رحب عن بعض استفساراتنا.
طلبة مساجين في مختلف الفروع
السيد الهاشمي، يطمح إلى إدماج و مساعدة المساجين بشتى الطرق وقصد الحفاظ على النظام الداخلي يرى المدير أن السبيل الأنجع هو قتل الفراغ الذي يعيشه السجين حيث دأب على فتح الباب على مصراعيه أمام السجناء للتكوين والدراسة وتعلم الحرف، وهذا و فقا للقانون الخاص بإصلاح العدالة والمؤسسات العقابية، إذ تسجل إدارة السجن استفادة 35 سجين من نصف الحرية، يزاولون فيها الدراسة التكوينية عبر مركز التكوين المهني و هم يتوجهون إلى هذا المركز كل صباح .
فضلا عن مزاولة 246 سجين للدراسة عن طريق المراسلة، و هم مسجلون في مختلف الأطوار منهم 28 مسجلين هذه السنة لاجتياز شهادة التعليم المتوسط و 28 آخرين في شهادة البكالوريا إضافة إلى 16 طالب في جامعة التكوين المتواصل . و في إطار التكوين الإقامي يزاول 375 سجين تكوين في 18 فرع بالمؤسسة منها الفلاحة , الراديو و التلفاز و الحدادة و بعض الحرف الأخرى التي يمكن أن توفر منصب عمل للسجين بعد خروجه من السجن . و يبدو أن السيد المدير راض تماما عن المردود الذي يراه بمؤسسته من حيث التكفل بالمساجين حث أكد أن ما توفره المؤسسة مهم جدا في تثبيت النظام و استغلال و ترقية المواهب المختلفة داخل السجن و كذا ترقيتها حيث يسهر أساتذة من التكوين المهني و محو الأمية و مؤسسات أخرى على صقل هاته المواهب التي نمت بشكل ملفت للإنتباه بفضل التأطير الجيد لها.
مصلحة الإدماج الاجتماعي و دورها التوعوي
تعتبر مصلحة الإدماج الاجتماعي أهم هيئة تسهر على متابعة المساجين، منذ دخولهم و حتى مغادرتهم المؤسسة . و بخروجنا من مكتب المدير دخلنا هذه المصلحة مباشرة و كان لنا حديث مع رئيستها الضابطة نوادري ف حيث أضافت أن مصلحتها المجهزة بطاقم متخصص و مؤهل تتابع حالة السجين إلى غاية مغادرته المؤسسة و هي تشرف على مختلف النشاطات بالمؤسسة و مكلفة بالاتصال مع الهيئات المختلفة ذات العلاقة كما تنظم الحفلات الوطنية و الدينية التي يحييها المساجين أنفسهم و عن هذا أفدنا بأن جميع المناسبات يتم إحيائها و تقديم نشاطات السجناء و السجينات خلالها . المصلحة و جدناها في حالة عمل دءوب و ذلك نظرا لتحضير حفل يوم العلم حيث يتم إعداد الجوائز للسجناء المتفوقين و بعض التكريمات .
المساجين يحتفلون بيوم العلم
صادف وجودنا بمؤسسة إعادة التربية ببسكرة تنظيم حفل يوم العلم الذي انطلقت فعالياته بالمؤسسة بتنظيم معرض لمنجزات المساجين عبر أروقة تضمنت أنواع مختلفة من المعروضات فهذه قطعة حديدية على شكل خريطة الجزائر تخرج منها مصورة بندقية لونت بألوان العلم الوطني . كما حملت جدران المعرض قصائد شعرية لنزيلات و نزلاء المؤسسة كانت تعبيرا عن وضعهم و عن قصصهم المختلفة التي أفضت إلى وجودهم هنا و كانت تحمل في مجملها عبارات الندم و الحسرة و تقرأ ذلك بين السطور دون عناء و لا جهد كبير نزيلة أخرى ارتأت أن تعبر عن ما بداخلها من خلال صورة كاريكاتورية تحمل معانات مختلفة و تتوسم الأمل القادم في الحرية و عدم العودة إلى هنا و كذا استغلال هذه الفترة على أحسن وجه و حسب رغبة كل نزيل في المؤسسة . دخلها نتيجة ظروف معينة يعتبر البعض أنها خارجة عن نطاقه و يسميها آخر بالمكتوب و بعضهم يراها لحظة طيش شباب كما يحمل آخرون قساوة الحياة و طبيعة المجتمع المسؤولية التي آلوا إليها . كل عبر بطريقته و تواضعه و ما خلج في صدره و بعفوية حيث ذكر مدير المؤسسة أن الأعمال لم تتعرض للتصليح و تركت كما هي قصد قراءتها نفسيا و معرفة مستوى السجين الحقيقي واصلنا السير عبر المعرض فهذا جانب آخر من ما أنجزته سجينات المؤسسة زرابي متنوعة و أقمشة و ألبسة بنات صغار توضح ملامحها أنها صنعت بإتقان و بجودة عالية هذا ما دفع بإدارة المؤسسة إلى التفكير جديا بإنشاء ورشة إنتاجية لهذه المنتجات قصد الاستفادة منها بالتنسيق مع مراكز التكوين المهني و بالفعل فإن هذه المنتوجات يمكن استغلالها في توفير مقتنيات المؤسسة على الأقل و تضمن المعرض أيضا مختلف إنجازات المؤسسة و عرض صور بعض الورشات و كذا أرقام تخص التعليم و التكوين المختلف . مازلنا في احتفالات يوم العلم و على خشبة المسرح صال و جال عدد من السجناء عبر مسرحيات و أناشيد و فرق بالدربوكة و المزود "الشكوة " و اللافت للانتباه أن جميع السيناريوهات المعروضة هي من إنتاج سجناء بالمؤسسة و أغلبها هي من إخراج أحد المساجين و كان من الواضح التجاوب الكبير للمساجين الذي اصطفوا أمام الخشبة و كلهم مشدودون للخشبة ليختتم الاحتفال بتوزيع جوائز تشجيعية للمتفوقين في المسابقات المختلفة التي نظمت خصيصا بهذه المناسبة .
أدباء و مثقفون خلف القضبان
خلال تواجدنا ببعض المرافق بالمؤسسة العقابية و بالصدفة قررنا التحدث مع بعضهم فكان د-ل 29 سنة من سكان أحد أحياء مدينة بسكرة، محكوم عليه ب 7 سنوات حبسا بسبب مشاركته في ضرب شخص نتج عنه وفاته بعد أن كان يعمل في إدارة عمومية، و هو يحمل شهادة تقني سامي في الإعلام الآلي، و يضيف د – ل أنه كانت لديه أعمال أدبية عديدة لم يجد من يساعده في ترقيتها و التكفل به خارج هذه الأسوار، غير أنه وجد ما لم يجده في الخارج هنا يضيف فقد وفرت له إدارة المؤسسة فرقة مسرح، و آلات مختلفة و ساعدته في ترقية إنتاجه الذي تحول إلى مسرحيات ومونولوج، و كان هذا بإشراف أساتذة شجعوه على هذا الإبداع، الذي حسبه جعله ينسى الإعلام الآلي، و يطمح لأن يكون مخرجا سينمائيا، و ختم الشاب الطموح كلامه بالمقولة الشهيرة: "أعطني مسرحا أعطيك شعبا متحضرا".
أما شاعر المؤسسة ع –أ فأراد أن يستغل فرصة وجودنا بإبراز قدراته الشعرية فقال :
من خلف قضبان زنزانتي أكتب إليك أخي السجين لعلك تستفيد من تجربتي
وتبتعد عن طرق الشياطين في لحظة طيش فقدت حريتي
وأصبحت أعيش مع النادمين سالت على الخدود دمعتي
وقلبي محطم من الندمي اليك يا ربي أشكوا بلوتي
يا كاشف الضر عن المكروبين .
هي إبداعات قد تكون نشأت لظروف يعيشها صاحبها معبرا فيها عم ما يدور في داخله من حسرة و ألم على ما وصل إليه و بقدر ذلك يرى السجين إلى أن هذا يعد دافعا لتجديد حياته خارج السوار بعد خروجه و ستساهم حتما في تغيير سلوكه حسب إ اعتقاده .
سجناء يحققون ما عجزت عن تحقيقه وزارة الفلاحة
بالنظر إلى التعداد للأفراد داخل المؤسسة مساجين و حراس إذ يقارب العدد الإجمالي نحو 1400 فرد و بذلك يمكن أن يكونوا إحدى بلديات الوطن . فقد استطاعت مجموعة من طلبة التكوين الفلاحي بإشراف مهندسة فلاحية من مركز التكوين المهني بسيدي عقبة و تحت مسؤولية العون عبابسة من تحويل مساحة 4 هكتارات إلى مزرعة نموذجية تضم بيوتا بلاستيكية و مساحات تم حرثها مخصصة للزراعة الموسمية و تنتج المزرعة التي طفنا بها الفلفل و الثوم و السلطة و كذا الطماطم هاته الأخيرة التي قال السيد الهاشمي زغمار أنهم حققوا الاكتفاء الذاتي منها و لايشترون الطماطم إطلاقا و نظرا لوفرة المنتوج يجري التفكير في تدعيم مؤسسات الوقاية عبر الولاية بهذه المادة ناهيك عن استغلال المنتجات الأخرى و التي ساهمت في خفض المصاريف باعتبارها منتجة محليا موازاة مع ذلك يبقى السؤال المطروح عن فشل وزارة الفلاحة في توفير اكتفاء ذاتي من أي منتوج فلاحي رغم مئات الآلاف من الهكتارات التي تتربع عليه الجزائر و هي ذات نوعية جيدة و رغم استهلاك أغلفة مالية بالملايير فقد عجزت عن هذه الهيئة برمتها عن جعل الفلاح على الأقل ينتهي عن شراء الدبشة و هي اقل شيء . و حسب طاقم المزرعة المحاذي للسجن مباشرة فإنهم يطمحون إلى زرع المساحة كلها بمختلف الخضروات و قد أعتمد في ذلك على منهج علمي متميز .
الإفراج المتنوع لذوي السيرة و السلوك الحسن
صادف وجودنا بمؤسسة إعادة التربية وجود قاضي تطبيق العقوبات الذي أشار أن صلاحيات الإفراج بأنواعه تعود إلى لجنة تطبيق العقوبات التي يرأسها والمكونة من 9 أعضاء منهم بقوة القانون، و آخرون يعينون هذه اللجنة التي أقرت استفادة 16 سجين من الإفراج المشروط، و 23 من إجازة خروج في اجتماعها الأخير، و هي تجتمع كل ما كانت هناك ملفات للدراسة و تعتمد كمقياس أولي على السيرة و السلوك الحسن .
النهار الجريدة المفضلة لدى الأعوان
لم يتوقف الترحيب بنا منذ دخولنا حتى خروجنا من قبل الأعوان و كلهم يسألون عن جريدة النهار، و قد ترجم اعتزازهم بالجريدة إلى طريقة الاستقبال الرائعة التي تلقيناها لتختتم زيارتنا بالبوح بمدى اعتزازهم بالجريدة التي كانت دوما إلى جانب هذه الفئة خاصة في ما يتعلق بتوضيح ظروف عملهم، و يقولون أنها كانت السباقة إلى مختلف المواضيع الوطنية إضافة إلى أنها من خلال مواضيعها قريبة جدا من معيشة المواطن البسيط. بدأت الأبواب تفتح على مسار العودة و كل ينتظر ما كان رأينا في ما عشناه طيلة ساعات و سط المساجين الذين تعددت حكاياتهم غير أن النتيجة كانت بعودة مساجين غادروا المؤسسة و غيروا حياتهم و اتخذوا العبرة و خرجوا بشهادات معتمدة و حرف مكنتهم من العودة إلى مجتمعهم بإيجابية و منهم من علمنا أنه وعد بفتح محل للحلاقة على غير بعيدة عن مؤسسة إعادة التربية و فعلا كان ذلك بعد أن استفادة بشهادة معتمدة من قبل التكوين المهني بعد أن قضى فترة التكون بالسجن هو مثال على نتاج البرنامج الجديد الذي تصمنه قانون إصلاح السجون.
قصة عبر الاشرطة الكاريكاتورية من الجريمة إلى الجامعة
ارتأى السجين س-ل أن يحكي معاناته عبر مطوية تضمنت 6 مراحل، و في كل مرحلة قصة كانت بدايتها باختيار المسجون لرفاق السوء، وعددهم اثنين، كانوا يتبادلون الزيارات العائلية ثم غاص س-ل في عالم المخدرات كخطوة أولى نحو الانحراف، و سلك هذا المنحى عبر صور رسمها تخللتها مراحل الدراسة لتصل في حلقتها الثالثة إلى التفكير في الولوج أكثر في عالم الانحراف، عن طريق سرقة منزل مغترب، إذ وقف الثلاثة في التفكير للمصدر الذي يزودهم بالنقود لشراء المخدرات فكان هذا المنزل إذ دخلوه خلسة و سرعان ما تفطنت الشرطة لفعلتهم فتم القبض عليهم، و تم إبلاغ ذويهم الذين حمل كل منهم أحد المتهمين بإفساد ابنه، بعدها تم تخصيص محامي لهم، و ابلغ هذا الأخير الأولياء بأن قضية أبنائهم كيفت جناية، ليصور السجين أطوار محاكمته و أدين خلالها بثلاث سنوات سجنا نافذا، وعند باب السجن تساءل س-ل عن الطريقة التي سيقضي بها فترة عقوبته، والتي كانت عبر مراحل التعليم الذي واصله من داخل قضبان الحديد بالسجن، وتدرج عبر مراحل التعليم إلى أن استطاع نيل شهادة البكالوريا واستفاد من الإفراج المشروط و دخل الجامعة و هو لا يصدق نفسه.
الكتاب المقدس " الإنجيل " سبب الحركة الاحتجاجية
من خلال المعاينة السريعة لأوضاع المساجين , و المحيط الذي يعيشون فيه يتبين للزائر أن هؤلاء النزلاء أحسن حال من سجانيهم من حيث الرعاية الصحية الكاملة إذ قد يحرم منها الموظف و لديهم كذلك إمكانية الاحتجاج و التكوين عكس الحراس . حيث تعد أي شكوى من أي سجين معضلة كبيرة ضد من قدمت فيه الشكوى . و حسب معلومات تعد غير مؤكدة من داخل أسوار السجن أنه وصل الأمر خلال الشهور الماضية إلى تنظيم المساجين لحركة احتجاجية و هم عددهم محدود و طالبوا من خلال ذلك بتوفير الكتاب المقدس الإنجيل على اعتبار أنهم مسيحيين حيث تجاوز المساجين طلبات تحسين الوضع الإقامي أو تعرضهم لانتهاك من قبل احد من الموظفين أو العاملين في السجن إلى حد التصريح بمسيحيتهم و قد يكون هذا عبارة عن حجة واهية لإمكانية أن يكونوا غير مسيحيين و مرد ذلك فقط لكسب التعاطف أكثر و وصفهم بصورة المظلومين وهذا يفضي إلى أن الحال أحسن بكثير من الخارج حيث لا نجد ظواهر واضحة للمسيحيين خارج أسوار السجن و الآ ما ذا نقول لفرق التبشيريين التي بدت تطفوا على السطح رغم الاحتشام لهؤلاء الناس .
فقدوا الرعاية الصحية في الخارج و وجدوها في السجن
من خلال تتبعنا للآلات الصحية تبين جليا أن العديد من المسجونين دخلوا بأمراض مزمنة و مستعصية و لقوا الرعاية الصحية و تم شقاؤهم من أمراضهم التي كانوا يعانون منها بحكم توفر الرعاية الخاصة مع إمكانية تحويلهم إلى المؤسسات الإستشفائية . و تعد الآلات النفسية أكثر انتشارا بالمستشفى و على هذا الأساس تم تخصيص 7 أطباء نفسانيين لهذا المرض و قد يعود هذا إلى ظروف الإقامة في السجن .
قتل زوجته ومطلوب من قبل أولاده للثأر
منذ فترة غير بعيدة أقدم أحدهم على قتل زوجته بأحد أحياء مدينة بسكرة و هو يرى أنه قام بذلك بدافع الشرف و قد هزت الجريمة حين ذاك مدينة بسكرة لكونها تعد جريمة بشعة لم يتعود عليها المواطن البسكري، وكانت قد تمت في الساعات الأولى للصباح و على مستوى الشارع و بحضور أناس كانوا بصدد التوجه للعمل شهدوا عملية القتل . و يعد القاتل ذو سيرة حسنة وسط جيرانه وتجهل الأسباب الحقيقية لإقدامه على هذه الجريمة حيث أحتفظ بالسبب لنفسه، والغريب في الأمر أن أولاده هموا باعتماد محامي ضد أبيهم، وهددوا بأغلظ الإيمان للانتقام من أبيهم الذي أهدر دم أمهم، التي قالوا أنها كانت تعولهم براتب زهيد، تتقاضاه مقابل عملها في إحدى المؤسسات العمومية.
أين يتساوى الإطار و الإرهابي و المواطن البسيط
خلال جولتك عبر أرجاء السجن لا يمكنك أن تميز بين هذا أو ذاك فكل بالبلدة الصفراء فمن هنا مر إطارات و رؤساء بلديات و أعيان، و نفس الشيء بالنسبة للمسلحين الإرهابيين، حيث خصصت لهم قاعة خاصة، إذ يشمل السجن إلى جانب المنتسبين إلى القانون العام من النساء و الرجال، من الإرهابيين ضمن القانون الخاص .
لو رأى من يحلمون بالحرقة حالنا لما فكروا في ذلك لأن الجزائر جميلة حقا
يرى بعض المساجين ممن كان لنا حديث معهم، أن الذين يفكرون في الحرقة مخطئون جدا، لأنهم لو راو ما نراه لما فكروا في لحظة في تخطي البحار نحو دول أخرى، باعتبار أن الجزائر تسع الجميع، و لا تبخل على أبنائها ألا ما بخلوا به على أنفسهم، على حد تعبير بعض السجناء فنقول لهم ارجعوا عن ما أنتم فيه وأعملوا من أجل جزائر أحسن فرغم المشاكل يمكن أن تتحسن وضعيتنا، ونصبح أحسن ممن ترغبون في الذهاب إليكم و هم يكرهونكم فجزائركم أجدر بكم و أحق بكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.