يحظى بومعرافي و المحكوم عليهم بالإعدام بالمؤسسة العقابية بسركاجي بوجبات خاصة و نوعية خلال شهر رمضان، قطع اللحم تكون أكبر وكل الأطباق فيها لحم أو سمك و الوجبة تتمثل في "الشربة" و الطبق الرئيسي وسلطة وفاكهة ويبقى هؤلاء محرومين من قفة الأهل "لدواعي أمنية" وخوفا من تسريب مواد سامة قد يلجأ إليها هؤلاء في لحظة يأس بتواطؤ أهاليهم لوضع حد لحياتهم و أسباب أحرى كما أنهم لم يعودوا "محتجزين" داخل زنزاناتهم بل بإمكانهم اليوم التمدرس و تعلم الإعلام الآلي و متابعة دروس محو الأمية. ويستفيد النزلاء الآخرين من وجبات كاملة أيضا: حساء، طبق، فاكهة وتمر وحليب و كسكسي بالزبيب واللبن خلال السحور إضافة إلى الخبز المصنوع من طرف النزلاء أنفسهم بعد تخصيص مخبزة في الداخل كما بإمكان هؤلاء شراء المواد التي يمنع على العائلات جلبها كإجراء وقائي مثل المشروبات الغازية و الجبن و البسكويت والشوكولاطة و "النسكافي" من متجر داخل السجن. إدارة السجن ألزمت جميع النزلاء بالعلاج و الاستحمام ... الساعة تشير إلى الرابعة بعد الزوال عندما وصلت مقر المؤسسة العقابية سركاجي بباب جديد بالعاصمة في هذا اليوم الرمضاني ، وجدت عائلات النزلاء مصطفة أمام باب السجن منهم نساء و رجال و شباب قدموا من مختلف المناطق كانوا محملين ب "قفة رمضان" تنبعث منها رائحة الأكل أغلبها ثقيلة و مليئة عن آخرها. و أفاد السيد مدير المؤسسة العقابية بسركاجي أن إدارة السجن خصصت قفة واحدة للمساجين أسبوعيا وأخرى خلال الزيارة المخصصة لهم مرة في الأسبوع ليستفيد النزلاء من قفتين أسبوعيا و أضاف "حرصنا على التباعد الزمني بين الزيارة و إحضار القفة حتى تنقضي المؤونة الأولى". و تخضع جميع القفف للتفتيش على مستوى مدخل المؤسسة العقابية حسبما عاينا خلال تنقلنا ساعات قبل الإفطار إلى سجن سركاجي و تتم مراقبة الحمولة لمنع محاولات تسريب أية مواد ممنوعة و يعاد تفتيش القفف و الأكياس ثانية على مستوى مصلحة الإحتباس و قامت إدارة سجن سركاجي بتجنيد حوالي30 نزيلا طيلة شهر رمضان الكريم لتوزيع القفف التي تحضرها العائلات على أصحابها النزلاء الذين كانوا مصطفين في طوابير ينتظرون استلامها. دخلنا البهو، و كان طبيعيا أن ترمقنا الأعين في سجن رجالي ، كان هناك شباب و كبار يرتدي بعضهم البذلة الصفراء و هؤلاء محكوم عليهم نهائيا وآخرون بلباسهم العادي وهم الذين لا يزالوا محل تحقيق و منهم من كانوا يرتدون مآزر بيضاء و هؤلاء هم النزلاء العاملين أو المتمدرسين. و أشار المدير أنه يتم إنتقاء نزلاء نزهاء يتمتعون بالأمانة و الإنضباط و حسن السلوك و تدخل الضابط رئيس مصلحة الإحتباس ليوضح أن إختيار هؤلاء يتم إستنادا إلى بطاقة السلوك الخاصة بكل نزيل منذ دخوله أول يوم إلى المؤسسة إلى غاية الإفراج أو تحويله "نأخذ له صورة و نعد له ملفا على مستوى الملفات الجزائية و كتابة الضبط و ملف طبيا إضافة إلى متابعة سلوكه و يتم تدوين كل شىء فيها و تقييمه بناء على ذلك". في حدود الساعة الرابعة و نصف ، تتم المناداة على جميع النزلاء للالتحاق بقاعاتهم أو ما يعرف بالزنزانات ويلتزم كل واحد مكانه و يقوم الأعوان بالتأكد من التحاق جميع المساجين بأماكنهم و عدم تخلف أي أحد منهم و أوضح مدير السجن أنها " أشبه بعملية إحصاء للنزلاء". بعد الانتهاء من هذه العملية، تنطلق عملية توزيع الوجبات على القاعات في حدود الساعة الخامسة و نصف من طرف المساجين الموظفين في شهر رمضان الذين يكونون مرفوقين من طرف أعوان السجن و الحراس. مساجين يعدون وجباتهم و يعجنون خبزهم دخلنا المطبخ وجدنا هناك مساجين طباخين بعضهم تعلم فن الطبخ خلال فترة عقوبته كانوا يرتدون مآزر بيضاء ،ووجبة هذا اليوم تتمثل في شربة فريك بلحم الخروف كانت رائحتها زكية قبل ساعة من الإفطار قطع اللحم "محترمة" إضافة إلى الطبق الأساسي الذي كان عبارة عن "طاجين الزيتون" كان هناك لحم أيضا و أكد لي الطباخ الرئيسي أنه معد باللحم البقري و رأيت القطع بداخل الطنجرة العملاقة و في فرن آخر بالمطبخ كان بعض الطباخين منهمكين في إعداد "الوجبات الخاصة" للمساجين المحكوم عليهم بالإعدام و قال مدير السجن إنه هؤلاء يستفيدون من بعض "الامتيازات" منها قطع أكبر من اللحم و لاحظنا أنه تم إعداد أطباق إضافية لهم منها بطاطا مقلية و سلطة منوعة .ولخص مدير السجن ذلك في أنها وجبات نوعية . و الخبز متوفر في سجن سركاجي و هو من "صنع محلي" لوجود مخبزة على مستوى المؤسسة توفر الرغيف و من بين الخبازين محبوسون كانوا يمتهنون هذه الحرفة قبل دخولهم السجن. قبل الإفطار بأقل من ساعة يكون جميع النزلاء في قاعاتهم ينتظرون توزيع الوجبات حيث توضع "الشربة" في قدور تحفظ درجة الحرارة والسخونة لمدة 24 ساعة ويستفيد كل سجين من التمر و الحليب لكسر الصيام ووجبة كاملة تتكون من الحساء وطاجين الزيتون و فاكهة اجاص أو تفاح أو علب الياوورت و قهوة و حليب .و يقوم العديد من النزلاء بإعداد مائدة رمضان داخل القاعة بتقاسم "القفة" التي تحضرها العائلة و يسميها السجناء "القوربي"حيث يضع كل نزيل في القاعة ما أحضرته أسرته . عبادة ، سمر و "قعدة" في الزنزانات في السهرات الرمضانية يرفع آذان المغرب ويخيم على المكان سكون رهيب تتخلله فقط أصوات تنبعث من بعض القاعات حيث يؤدي بعض النزلاء الصلاة جماعة و أغلبهم متابعين في قضايا خاصة أو ما يعرف بقضايا الإرهاب . و يقضي هؤلاء بقية السهرة في زنزاناتهم و تختلف طرقة السهر بعضهم ينام مباشرة بعد العشاء و آخرون يتسامرون حول الدومينو و الشطرنج أو قراءة القرآن أو الكتب إلى غاية الساعة الحادية عشر و نصف قبل منتصف الليل حيث يتم توزيع وجبة السحور التي تتمثل في الكسكسي بالزبيب و اللبن . و نقل المساجين الذين اقتربنا منهم رضاهم عن الخدمات داخل المؤسسة العقابية سركاجي خلال شهر رمضان و نوعية الوجبات "صحيح أنه ينقصنا الجو العائلي لكن الحمد لله الإدارة وفرت لنا كل ما نحتاجه و نسعى بدورنا لخلق جو رمضاني في القاعة". وعلمنا أن إدارة المؤسسة العقابية وفرت وجبات خاصة للمرضى الذين يتعذر عليهم الصوم و كذلك الأجانب المحبوسين من خلال "إعداد وجبات إفطار و غذاء عادية" . و إذا كانت الإدارة تمنع على عائلات النزلاء إدخال مشتقات اللحوم و الحليب و المشروبات الغازية "لدواعي أمنية " بعد إستغلالها لتسريب مواد محظورة خاصة الكيف المعالج و المشروبات الكحولية و الأقراص المهلوسة إلا انها على صعيد آخر ، قامت بتخصيص محل أشبه ب"سوبر ماركات " يتوفر على هذه المواد "الممنوعة " و لاحظنا على الرفوف صابون مسحوق و قطع ، حليب ، قهوة "نيسكافي" ، مشروبات غازية و علب العصير المعلب ، الشوكولاطة ، الجبن ، الياوورت ، البسكويت ، سجائر و أكساس "الشمة" إضافة إلى غاسول الشعر و "كماليات أخرى" . و أوضح مدير السجن أن النزيل يمكنه أن يقتني ما يريده من هذا المتجر شرط ألا تتجاوز مبالغ المشتريات 800 دج تنفيذا لتعليمة وزارة العدل و تقتطع هذه المبالغ من المال الخاص للنزيل الذي يكون بحوزته مبلغ مالي عند إيداعه الحبس حيث يتم تدوين ذلك في الودائع على مستوى مصلحة المحاسبة التي تدون كل مشتريات النزيل و هناك من المساجين من يستفيد من حوالة بريدية مرسلة من أهله . سجن سركاجي .. رجالي مائة بالمائة و نظيف مائة بالمائة ما لفت انتباهي خلال ولوجي داخل السجن هو نظافة المكان و الزنزانات و أماكن الاستحمام التي كانت تنبعث منها رائحة مواد التنظيف خاصة و أن المؤسسة العقابية سركاجي مخصصة فقط النزلاء الرجال و البالغين و يبلغ عددهم حوالي 1500 سجين موزعين على القاعات الموزعة في الطوابق الثلاثة. كنا أول وسيلة إعلامية تدخل إلى هذه المؤسسة العقابية التي ارتبط اسمها بحركة التمرد الشهيرة عام1995 وخلفت مقتل أكثر من 100 شخص من بينهم نزلاء قد يكون أبرزهم يخلف شراطي الإمام السابق لمسجد "لامونتان" إضافة إلى الحريق الذي اندلع عام 2002 الذي رافقته حركة احتجاجية واسعة و أعترف أني شعرت ببعض الارتباك و التوتر وأنا أدخل هذا السجن الذي يعد إرث الاستعمار و شرح لي المدير أن مؤسسة سركاجي هي عبارة عن بناية تعود إلى العهد العثماني وكان المبنى القديم عبارة عن سجن "بارباروس" أنشىء عام 1948 قبل تحويله كمؤسسة وقائية في 4 ديسمبر عام 1981 ثم أعيد كمؤسسة إعادة التربية عام 1989. و أشار إلى أن الزنزانات الإنفرادية الخاصة بالمحكوم عليهم بالإعدام إبان ثورة التحرير التي كان يستعملها الإحتلال الفرنسي مغلقة و غير مستغلة و تتم زيارتها في المناسبات الثورية أو عند تصوير أفلام ثورية و تبقى في سجن سركاجي شاهدة على مرحلة هامة من تاريخ الجزائر ، أعترف أنه إنتابني شعور غريب عند مروري من هماك ربما تذكرت بعض مشاهد فلم " معركة الجزائر " التي تم تصويرها هنا أيضا . و تزامن تواجدنا بعين المكان بإيداع شاب متورط في النصب و الإحتيال السجن مساء ذلك اليوم بأمر من وكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي أمحمد ، حيث تم تدوين بياناته على مستوى كتابة الضبط و إعداد ملف خاص به حول كامل هويته و إستنادا إلى بطاقة بعد تصويره على مستوى مصلحة الإحتباس التي يشرف عليها ضابط و كل المعلومات عن المساجين مدونة في قوائم حسب القاعات "و لا يمكن نقل نزيل أو تحويله من قاعة إلى أخرى دون موافقة رئيس مصلحة الإحتباس "لتكون الإجراءات مؤطرة و منظمة" . و يتوفر كل سجين على ملف طبي حيث يخضع للفحص في أول يوم إيداع و قبل الإفراج عنه ، و أكد مدير السجن أن إدارته تلزم النزيل للخضوع للعلاج و الفحص "سجلنا رفض البعض لعيادة الطبيب لكننا فرضنا عليهم ذلك و الجميع في المؤسسة يستفيدون من متابعة طبية" و الافت أن المؤسسة العقابية تتوفر على عيادة مجهزة بجميع الوسائل و التجهيزات حيث يشرف 5 أطباء على علاج النزلاء بمعدل طبيبين يوميا مع ضمان المداومة الليلية يوميا للتدخل في الحالات الإستعجالية مع توفر سجن سركاجي على4 سيارات إسعاف و إضافة إلى ذلك يشرف أطباء مختصون في طب العيون ، الأعصاب و الأمراض العقلية لمتابعة خاصة المدمنين على المخدرات و مختص في الطب الداخلي و مساعدة إجتماعية و مختصة نفسانية و 5 جراحي أسنان على متابعة النزلاء الذين دخل بعضهم "فرماش" إلى السجن و خرج منه بطقم جميل و ما لفت إنتباهنا خلال زيارتنا لمختلف أجنحة المؤسسة العقابية توفرها على مخبر للتحاليل الطبية التي يتم إجراؤها هنا بناء على وصفة طبيب المؤسسة إضافة إلى مخبر للأشعة و أوضح المدير أنه تم إخضاع أعوان من السجن لتربص على إستخدام أجهزة الكشف وهم من يشرفون اليوم على فحص المرضى من النزلاء و يبدو كل شىء متوفر لهؤلاء و يبدون محظوظين من المرضى في الخارج الذين يواجهون متاعب جمة للحصول على موعد إجراء تحاليل أو أشعة . حيث تم أيضا تخصيص قاعة في الطابق السفلي للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة و مستعصية و خطيرة أبرزها داء فقدان المناعة"السيدا" و السرطان . حيث تتوفر هذه القاعة على 18 سريرا ، واقتربنا من بعضهم الذين تم تحويلهم من المؤسسات العقابية الموزعة على التراب الوطني منها ورقلة، قسنطينة ، سطيف ، سيدي بلعباس ، بجاية أحدهم شاب من ورقلة تم تحويله إلى سركاجي لإجراء عملية تركيب ساق اصطناعية و آخر عملية جراحية لمعاناته من داء سرطان المعدة و هذه القاعة أشبه بقاعة الانتظار في مستشفى و أبلغنا المدير أنه يتم تحويل الحالات الاستعجالية إلى سركاجي لقربه من المستشفيات المتخصصة خاصة مصطفى باشا ، القطار ، باب الوادي و بني مسوس حيث تم تخصيص أجنحة لنزلاء المؤسسات العقابية في بعضها .و لا يمكن استفادة هؤلاء من الإفراج المشروط رغم وضعهم الصحي لقيامهم باستئناف الأحكام أو الطعن فيها على مستوى المحكمة العليا ما يعني أن قضيتهم معلقة و لا يمكن الفصل فيها. لكن المثير في التحريات التي قامت بها مصالح المؤسسة العقابية بسركاجي أنها توصلت إلى أن الهدف من ارتكاب الجرائم خاصة السرقة و الجرائم البسيطة لا تكون بغرض السرقة في حد ذاتها أو إلحاق الضرر بالآخر لكن للعلاج ...أجل كثير من المتورطين في بعض الاعتداءات قاموا بتنفيذها بعد أن وجدوا في السجن وسيلة للاستفادة من العلاج و إجراء عملية جراحية عاجلة بعد معاناة طويلة مع المرض و عجزه و بعد أن سدت في وجهه الأبواب اختار السجن للالتحاق بالمستشفى و تحقق له ذلك و لكثير من النزلاء على خلفية أن التكفل الطبي مضمون في السجون اليوم ، و قال سجين متعود أن العديد من السجناء عادوا إلى السجن "عن رغبة منهم لأن الأكل متوفر و مضمون و حتى التعليم و التكوين" قبل أن يضيف " كثيرون عندا يفرج عنهم لا يجدون عشاء ليلة و لا مكان للنوم ..في الحبس نأكل جيدا و نخضع للعلاج مجانا..هذه رحمة ربي أنا لا أشجع العود و الإجرام لكنه واقع يجب الاعتراف به " . ...هكذا يعيش بومعرافي و المحكوم عليهم بالإعدام طفنا بعدها بالقاعات ، كل شىء منظم و مرتب و نظيف ،رأيت في العديد منها نسخا من "الشروق اليومي " و أخبرني المدير أن الإدارة توفر من ميزانيتها عددا من الصحف يوميا للنزلاء بالغتين العربية و الفرنسية مشيرا إلى أن بعض السجناء مشتركين خاصة في الأسبوعيات الرياضية ، في القاعات كانت هناك نسخ من المصحف الشريف و كتب أخرى متنوعة لكن مشكل الاكتظاظ يبقى مطروحا على مستوى المؤسسة العقابية بسركاجي ، و تمكنت الإطلاع على الجناح المخصص للمحكوم عليهم بالإعدام و دخلت بعض زنزاناتهم هناك فراش على الأرض و حاجز عن المرحاض في نفس القاعة و لا تبدو مساحتها ضيقة تطل عليها نافذة صغيرة كان يتسرب منها بعض الضوء ، هنا كان يقيم عبد الحق لعيايدة أول أمير لتنظيم الجماعة الإسلامية المسلحة " الجيا" الذي استفاد من الإفراج في إطار تطبيق ميثاق السلم و المصالحة الوطنية ، مررت بالرواق و كانت بعض الزنزانات مفتوحة "نزلاؤها يتواجدون في الساحة للاستراحة" كان بعضها مغلقا ، كنت أريد أن أسترق النظر من الثقب في الأبواب بحثا عن عبد الحق بومعرافي الذي تنسب إليه عملية اغتيال الرئيس الراحل محمد بوضياف، لم يكن ذلك ممكنا "لدواعي أمنية" لكن ما أثار انتباهي هو"الانفتاح " بالجناح الخاص بالمحكوم عليهم بالإعدام حيث تم تخصيص قاعة صغيرة بنفس الجناح لهذه الفئة لتعلم الإعلام الآلي و محو الأمية و تحسين المستوى بعد تجهيزها بطاولات و سبورة و جهاز كمبيوتر و التقيت هناك بالمدعو ش.عبد القادر المحكوم عليه بالإعدام منذ 1992 بعد إدانته في قضية على صلة بالإرهاب ، هو اليوم المؤطر كان فخورا و هو يطلعني على كراسات بعض "تلامذته" الذين كانوا قبل إيداعهم الحبس أميين لا يتقنون الكتابة و القراءة لكنهم اليوم يكتبون جملا بالعربية و الفرنسية و أصبح لهم هدف ووجود . و قال عبد القادر الذي يقضي 17 سنة في الزنزانة الانفرادية "الحمد لله تغيرت الأمور كثيرا و تحسن وضعنا كرامتنا محفوظة اليوم و أصبح لدينا هامش من الحرية و التعبير عن ذواتنا وهناك تكفل أفضل على الصعيد الصحي و التكوين". لا فرق بين عاشور عبد الرحمن و البارونات و الزوالية و كانت عدة شخصيات "ثقيلة" قد أودعت الحبس مؤخرا على خلفية اتهامها دانتها في قضايا فساد قد يكون أبرزهم عبد الرحمن عاشور المتورط في تحويل 3200 مليار سنتيم و متورطين في تحويل العقار الفلاحي لكن مدير السجن شدد في رده على سؤال "الشروق اليومي" على تبني إدارته العدل بين النزلاء دون استثناء و دون النظر إلى مراكزهم الاجتماعية" وأضاف "نعمل على أن يكون هناك عدل بين كافة المساجين الزوالية و الكبار" كما أن القانون يطبق بحذافره على الجميع في حال تسجيل اعتداء على نزيل و يتم تحويل القضية للعدالة و بالنسبة للمجرمين الخطرين ، قال السيد برجي "حاولنا حصر المجرمين الخطرين من خلال منع تجمعهم و توزيعهم و إخضاعهم على المراقبة" و أيضا المتورطون في قضايا إرهاب"من خلال مراقبة دائمة" لكنه يشير "لم نسجل أية محاولات تحريضية أو انحرافات خلال الصلاة في القاعات " و منذ توليه إدارة المؤسسة العقابية منذ سنتين ، يؤكد السيد برجي "لم نسجل إضرابا عن الطعام أو حركات احتجاجية أو تمرد و الأمور مستقرة "كما تم التحكم في استعمال الهواتف النقالة منذ نصب أجهزة التشويش "لم نقم بحجز أي جهاز لعدم إمكانية استغلاله" مؤكدا على تشغيل مخدع خاص قريبا يمكن النزلاء من الاتصال بعائلاتهم بعد تجربة مؤسسة الحراش . و عرض مدير المؤسسة العقابية أهم محاور الإجراءات الخاصة بإصلاح السجون أهمها التغطية الصحية لجميع فئات المساجين مع الحرص على تجسيد سياسة الإدماج انطلاقا من السنة الماضية على مستوى هذه المؤسسة العقابية "المتميزة" ، تتوزع على التغذية و التغطية الصحية و الحفاظ على كرامة المحبوس و يتم حاليا تنظيم حملات تحسيسية لإقناع النزيل بالتعلم و التكوين و سجل في مرحلة أولية إيداع 190 طلب للتعليم عن طريق المراسلة مقابل 30 طلب للترشح لشهادة البكالوريا حيث تحصل الموسم الدراسي الماضي 6 نزلاء على شهادة البكالوريا من مجموع11 مترشحا. و تم إقتراح فتح تخصص في فرعي المحاسبة و التصوير حيث تتوفر المؤسسة حاليا على تخصصات في فن الطبخ الجماعي ، حلويات ، البناء ، و الإعلام الآلي كما يجري العمل لإنشاء فرقة موسيقية لوجود رغبة لدى بعض النزلاء في ذلك. ربورتاج : نائلة.ب