"سندك مرمامكم بعشرة أهداف أو ربما11 هدفا إذا كان حارس المرمى في لياقة جيدة"، "على حارسكم الإستعانة بعدد كبير من القفازات".. هي عبارات الاستهزاء التي أطلقها الهولياغنز الذين رافقتهم "الشروق اليومي" في رحلتهم الى جوهانسبورغ بعد أن توقفوا بالدوحة.. رحلة 585 كان ركابها خليط من مختلف الأنصار من الأرجنتين وألمانيا والبرازيل وفرنسا وإيطاليا لكن الإنجليز صنعوا الحدث بتحركاتهم وأهازيجهم وروح الدعابة التي أضفوها على الرحلة، لم يتركوا أي مناصر إلا و توعدوه.. ثقتهم بمنتخبهم فاقت الحدود، ينتظرون أن يعود لهم روني ورفاقه بالكأس الثانية والإنتقام لتلك السنين العجاف.. * بول، آلان، مارك، وفانسون و رفاقهم إختاروا أن يسلكوا مسار "لندن، الدوحة، جوهانسبورغ" للوقوف خلف منتخبهم الذي يرون فيها المرشح الأول للظفر بالتاج العالمي، كما يرون أن محطة الدور الأول هي تحصيل حاصل فقط وستنهيه إنجلترا متصدرة وبالزاد الكامل.. * بالنسبة للمنتخب الوطني فهو مجهول نوعا ما للهوليغانز، ولا يعرفون عنه شيئا سوى أنه تأهل بعد سنين طويلة للمونديال وأنه إنهزم في مواجهتين وديتين بثلاثية، لما أخبرناهم بأن الجزائر تركت بصماتها في مونديال 82 وفازت على الألمان، ضحك مارك، وقال إنه في هذه السنة لم يولد بعد، وذكرنا بأنه مر عليها 28 سنة وأصبحت ماضيا لا يتذكره الجيل الحالي وعلينا صناعة حاضر جديد، لأن الفوز في مباراة واحدة والإفتخار بها يُنقص من قيمة المنتخب.. * أما بخصوص مواجهة الخضر للإنجليز قال فانسون بسخرية: "مشكلتنا ليست مع الجزائر التي سنفوز عليها بعدد أهداف يحمل نفس ترقيم قميصي" رقم10، لكن زميله بول أشار له إلى أن الإنجليز سيحاولون أن يهينوا جميع المنتخبات حتى يسهلوا مهمة الجزائر، وهذا من أجل الجزائريين - قالها مجاملة - وهنا تدخل آلان الذي قال إن الإنجليز سيفوزون بهدف أو إثنين فقط على الجزائر حتى لا يعقدوا مهمة أشبال سعدان في المرور للدور الثاني.. كان الإجماع على دك مرمى شاوشي بعشرات الأهداف، وهي تقريبا نفس الأجواء التي عاشها منتخب 82 مع ألمانيا، ورغم تذكيرنا للهوليغانز بأن الإستهزاء قد تكون له عواقب وخيمة، بدا أنهم غير مكترثين ومتيقنون من الفوز بنتيجة عريضة وكبيرة.. * استعرضنا مع الهوليغانز مشوار المنتخب في تصفيات كأس العالم، لم يتابعوا أية مباراة، سمعوا فقط بأن رفاق الغائب لموشية تعرضوا لإعتداءات في القاهرة من خلال مختلف وسائل الإعلام الدولية، وأشار آلان إلى أن الإنجليز ثأروا لنا من مصر بعد أن فازوا عليهم بثلاثية، فأخبرناه بأننا ثأرنا لأنفسنا قبل أن يثأر الإنجليز، وأن الجزائر تأهلت بفضل مباراة فاصلة بالسودان. * بالنسبة للاعبين الجزائريين، فالأسماء المعروفة لدى الهوليغانز، تُحسب على رؤوس الأصابع، فهم يعرفون نذير بلحاج وحسان يبدة بحكم بروزهما في البريميليغ ولعب بلحاج في نهائي كأس إنجلترا وكذا رفيق صايفي بحكم قدمه في المنتخب ولعبه لعدد من الأندية الفرنسية، ومجيد بوڤرة الذي تكلمت عنه الصحافة الإنجليزية كثيرا، كما يعرفون شاوشي بلون شعره دون إسمه، أما البقية فمنهم من يعرفونهم دون أسماء، وهذا من خلال متابعتهم للمباريات الودية الأخيرة، مما يدل على أن كتيبة سعدان لا تزال اللغز المجهول في المجموعة الثالثة و يراه الجميع بأنه المنتخب السهل الذي سيسمح في كل نقاط مبارياته، وأيضا قديورة وبوعزة اللذان ينشطان في الدوري الإنجليزي لا يسمع بهما الهوليغانز الذين فاق غرورهم كل الحدود.. * تفكير الهوليغانز تجاوز البحث عن نتائج الدور الأول، فمبجرد أن لمحوا ألمانيا في المقاعد الأمامية نادوه وطلبوا منه أن يجلس في الوراء لأن الألمان مكانهم خلف الإنجليز، وهي العبارات التي أضحكت الألماني رغم أنها تحمل طابعا إستفزازيا، وبمجرد أن إلتحق المناصر الألماني بمؤخرة الطائرة حيث الهوليغانز، خاطبه بول بضرورة أن يحتل المانشافت الصف الأول حتى لا يخرج مبكرا من المونديال، لأنه سيصطدم بالإنجليز في الدور الثاني، إن هم إحتلوا المرتبة الثانية، لكن المناصر الألماني إعترف للهوليغانز بقوة منتخبهم ومكانته في الوقت الحالي.. * حاولنا أن نثير حفيظة الهوليغانز والحديث عن ردّة فعلهم في حال فازت عليهم الجزائر من باب أن كرة القدم ليست علوما دقيقة، لكن إتضح أنه بالنسبة للهوليغانز الكرة المستديرة دروس ومنطق ولا مجال معهم للمفاجأة، مستدلين بأن ملهم قوتهم هو المدرب الذي يجلس خلف التشكيلة والذي فرض إنضباطا على المنتخب برمته، وهنا إستغللنا الفرصة للإشارة بأن منتخبهم غير منضبط وبطل في الفضائح، مثلما حدث لجون تيري وأشلي كول، لكن هذه السقطات لبعض اللاعبين لم تؤثر على ثقة الهوليغانز في أشبال كابيلو وساندوا المدرب الإيطالي في كل شيء قام به لفرض الإنضباط، ولو أن آراءهم كانت منقسمة بين مؤيد لجون تيري وساخط عليه.. * قبل أن تحط طائرة القطرية على مطار جوهانسبورغ بدقائق ودعنا الهوليغانز على أمل أن نلتقي يوم 18 جوان في كاب تاون ونرى إن كانوا سيوفون بوعدهم ويفوزون علينا بعشرة اهداف كاملة أو سيحدث لهم ماحدث للألمان الذين وعدوا حتى كلابهم بأهداف قبل أن يُفسد عليهم الثنائي بلومي وماجر أحلامهم ويعيدوهم لجادة صوابهم، فهل سيفعلها الثلاثي جبور وغزال وصايفي أم سيحقق الإنجليز أماني هوليغانزهم؟