عاش أنصار المنتخب الوطني الجزائري الجحيم في رحلتهم إلى جنوب إفريقيا، فلم يكن أحد منهم يتوقع أن تكون هذه الرحلة متعبة لهذه الدرجة، وهذا رغم التطمينات الكبيرة التي أطلقها منظمو هذه الرحلة، والتي أكدوا من خلالها أن الكل سيكون في منتهى الراحة، ليجد أنصار ''الخضر'' الجحيم، بقطعهم لمسافة تقارب 1800 كلم. وهذا وسط الأدغال والبرودة القارسة، مما جعل الجميع يتعرض إلى البرودة والصقيع، وهذا ما عرض معظمهم للزكام ومختلف الأمراض الأخرى والأوبئة المنتشرة بكثرة في المناطق الخارجة عن المدن الكبرى، وما زاد من متاعب الأنصار، هو أن الرحلة دامت يومين كاملين، حيث لم يكن أمامهم أي شيء، سوى مقاومة الأمراض والجوع، وخذا ما جعل العديد منهم يعرب عن ندمه الشديد على قدومه إلى جنوب إفريقيا.وكان الأنصار قد توقفوا بعد يوم كامل من السير في إقامة ''يبلون سانتنت''، وهي الإقامة التي تتميز بالبرد القارس، قبل أن يواصلو الرحلة في اليوم الموالي إلى كيب تاون لمدة يوم آخر، وفي نفس الأجواء الصعبة، والتي جعلتهم يعيشون إحدى أصعب المراحل والتجارب في حياتهم حسب أحد الأنصار. الرحلة شاقة جدا والحافلات بدون تكييف وكانت هذه الرحلة صعبة جدا، ومتعبة أكثر على الأنصار، والذين لم يكونوا ينتظرون كل هذه الصعوبات، فرغم أن المسؤولين على الرحلة كانوا يعلمون أيضا أن المدينة بعيدة جدا، وأن الفصل شتاء، إلا أنهم اختاروا حافلات لا تصلح حتى لقطع مسافة 50 كلم، فلا مكيفات هواء موجودة فيها ولا أي شيء آخر، مما زاد من متاعب الأنصار، وخاصة البرودة الشديدة والتي أثرت كثيرا على الأنصار الجزائريين الذين وجدوا صعوبة كبيرة حتى في الحركة. الجليد داخل الحافلة والمناصرون يتعرضون إلى نزلات برد وقد أكد لنا أنصار المنتخب الجزائري أن هذه الرحلة الشاقة زاد من أزمتها البرد الشديد الذي ميز الأجواء، فقد أكد لنا الأنصار أنهم عند امتطائهم الحافلة في اليوم الثاني، وجدوا داخلها الصقيع، وهذا ما جعلهم يجدون صعوبة كبيرة في الركوب والراحة داخل المدينة، وعرض معظمهم إلى نزلات برد شديدة جدا، وجعلهم عرضة بالتالي إلى الأوبئة الخطيرة التي تميز المناطق والأحراش المتواجدة خارج المدن الكبرى في جنوب إفريقيا. البعض أغمي عليه والبعض الآخر طالب بالبقاء في نصف الطريق ولقد أثرت هذه الأحوال الجوية السيئة والأمراض كثيرا على أنصار المنتخب الجزائري، وأدت حتى إلى إغماءات بعضهم، مثل حالات بعض الشبان، الذين لم يستطيعوا مقاومة البرد القارس والمرض في آن واحد. في حين ذهب البعض الآخر إلى حد المطالبة بالبقاء في منتصف الطريق، أو في إحدى المدن الموجودة في الطريق إلى كاب تاون، وهذا لعدم تمكنهم من مجابهة البرودة الشديدة التي تميز الأجواء هناك، وخاصة عدم مقدرتهم في الإستمرار في الحافلة. كبار السن أكثر المتضررين وقد وقفنا على المشاكل الكبيرة التي تعرض لها كبار السن في المنتخب الجزائري، والذين لم يتمكنوا من تحمل مشقة السفر الطويل، وخاصة المدعوين من طرف ''الفاف'' من لاعبين قدامى ومدربين، فبالرغم من أنهم كانوا ينتظرون أن يتم الاعتناء بهم نظرا لكبر سنهم، إلا أنهم وجدوا أنفسهم في أجواء كارثية للغاية. بعض الحافلات تعرضت لأعطاب في أخطر مناطق جنوب إفريقيا والأسوأ من كل هذا أن البعض من هذه الحافلات، قد تعرضت إلى أعطاب في أخطر المناطق في جنوب إفريقيا، وهي المناطق التي تعرف فيها الجريمة مستويات كبيرة للغاية، والتي يسيطر عليها السود بنسبة مطلقة، ولم يعرف لحد الآن إن كانت هذه الحافلات قد أقلعت بعد أم لا، إلا أن البعض من الأنصار أكدوا لنا أن من توقفوا بسبب الأعطاب سيصلون تباعا في ساعة متأخرة من ليلة أمس. تخوف كبير من عدم تمكنهم من تشجيع ''الخضر'' أمام 20 ألف انجليزي جاؤوا جوا ويبقى التخوف الكبير الذي ينتاب أنصار المنتخب الجزائري، هو عدم تمكنهم من مجابهة العدد الكبير من الإنجليز، الذين سيصلون تباعا إلى كاب تاون، وعن طريق الطائرات، عكس أنصار ''الخضر'' الذين سيصلون إلى كاب تاون بدون نفسن وبالتالي يفوتون فرصة مناصرة الخضر بالشكل المطلوب في أكبر حدث عالمي في المعمورة. 1700 كلم برا في عز الشتاء..هبال فالمونديال'' والظاهر أن قرار نقل الأنصار على متن حافلات قد تكون له عواقب وخيمة غدا الجمعة أمام انجلترا بعد تعرض الكثير من الأنصار الى ارهاق كبير ذلك أنه لا يعقل نقل المناصرين لمسافة تقارب 1700 كلم وسط ظروف صعبة على أن ننتظر منهم الكثير لاقلاق رفقاء روني وتشجيع رفقاء زياني، في الوقت الذي يصل فيه أنصار المنتخب الانجليزي تباعا الى مطار كاب تاون أين وجدوا كل التسهيلات في انتظارهم والأكثر من هذا فإن عددهم يفوق عدد أنصار المنتخب الجزائري بثلاثة أضعاف. القلب الجزائري قد يتغلب على كل شيء رغم الظروف الصعبة التي تم نقلهم فيها الا أن الكثير من أنصار المحاريين أكدوا في حديث معهم أنهم عازمون على تحدي كل الصعاب من أجل تشجيع الخضر ''من أجل العلم الجزائري سأضحي بكل شيء'' بهذه العبارة أجابنا أحدهم رغم كل مظاهر التعب التي كانت بادية على محياه، ليضيف ''قطعت حوالي 8000 كلم من أجل تشجع الخضر وسأواصل تشجيعهم من أجل تحقيق نتيجة ايجابية وصدقني لو بقي لي أخر رمق سأصيح تحيا الجزائر''. ''ما يخلعنا لا هوليغانز لا روني إن شاء الله الجزائري كاليفي'' أما زميله الذي كان يجلس بجانبه والذي لم يكن أحسن منه حالا قال بدوره أن كل الصعاب تهون من أجل الجزائر خاصة وأن المنافس هذه المرة هو المنتخب الانجليزي الذي يتباهى دوما أنصاره بوصفهم بالهوليغانز، لكنه أشار الى أنه لا يبالي كثيرا بهذه التسمية ''ما علاباليش بيهم هوما رجال واحنا رجال وزيد واحد منا خير من عشرة منهم هوما أكثر منا عدد ونحن أكثر منهم في حب بلادنا''. فلسطين الشهداء ستدوي في كاب تاون أجمع كل أنصار المنتخب الوطني أن اسم فلسطين سيدوي غدا في ملعب كاب تاون من أجل تأكيد تضامن الجزائريين مع إخوانهم الفلسطينيين وهو التضامن الذي رفعه كل أنصار ''الخضر'' في مختلف الملاعب التي حط بها محاربي الصحراء من سويسرا الى جنوب افريقيا مرورا بألمانيا دون ذكر الملاعب الجزائرية بطبيعة الحال التي لا تخلو أي مباراة فيها من ذكر اسم فلسطين وغزة.