عكس باقي الإعلاميين و الفضائيات العربية و الأجنبية التي ركزت أو تعمدت إظهار وجه العداوة بين مناصري الأفناك و الهوليغانز و توعد الواحد الآخر في مقابلة أمس فضل مراسل "الغاردين فوتبول" كيفين ماك كارا" إبراز الروح الرياضية التي يتمتع بها الكثير من المناصرين الجزائريين و نظرائهم الانجليز بإفريقيا الجنوبية، حيث سجل شريطا حيا في أوساط المناصرين المتنافسين ساعات قليلة قبل موعد الحسم. "من أين أنت يا صديقي" سأل أحد المناصرين الجزائريين بلغة شكسبير قبل أن يسترسل تشجيعه لمنتخبه "وان تو ثري...فيفا لا لجيري" ليبيّن لمناصر انجليزي بأنه من الجزائر البلد الذي سيواجهه منتخبه بعد ساعات. و كان رد المناصر الآخر بأغنية تشجيعية لفريق بلده قبل أن يتعانقا لأخذ صورة تذكارية معا و بكل روح رياضية، و صور كثيرة أخرى مشابهة عرضها كيفين ماك كارا " في شريطه المسجل الذي استغرق أكثر من 5دقائق و بثته الغاردين على موقعها الالكتروني ضمن الركن المخصص ل"الميلتيميديا" و الذي اختارت صورة مميّزة لتقديمه ظهر فيها مناصرون جزائريون و الهوليغانز جنبا إلى جنب يردد كل واحد منهم شعاره الخاص. و تحدث الصحفي البريطاني عن الثقة الكبيرة التي يوليها كل مناصر لمنتخب بلده و روح المزاح و الأجواء الحماسية التي عمت بعض النوادي و المقاهي التي التقى فيها المناصرين دون حدوث أو تسجيل أي شغب عكس التوقعات و القراءات و الآراء التي تعمدت الكثير من وسائل الإعلام العربية و الأجنبية نشرها أو تقديمها على لسان بعض المتشددين من المناصرين الأنجليز ك"سندك مرماكم بعشرة أهداف أو ربما 11هدفا إذا كان حارسكم في لياقة جيّدة"أو " على حارسكم الاستعانة بعدد كبير من القفازات"...و غيرها من عبارات الاستهزاء التي أطلقها الهوليغانز، لكن فيديو "ماك كارا " كان بمثابة الرد على منتقدي حماس المناصرين الكبير لحد التعصب في الصفين الانجليزي و الجزائري و الذي اعتبره طبيعيا و نابع من عشق و ثقة كل مناصر بفريق بلده. كما عرّج الصحفي البريطاني على المناصرين الأفارقة و سألهم عن المنتخب الذي يتوقعون له الفوز فردوا بصوت واحد "انجلترا"قبل أن يظهر المناصر الجزائري و يقف أمامهم بالراية و الوشاح الحاملين للألوان الوطنية، فغيّروا رأيهم بسرعة 160في الساعة و هتفوا "لا لا الجزائر ستفوز ".