تسير الأمور بمركب الحجار بولاية عنابة، نحو طريق مسدود ونفق مظلم، بعد أن أصبح منطق المد والجزر ولعبة القط والفأر بين النقابة والإدارة هو السائد منذ شهور، وفي الوقت الذي يتوعد فيه أمين نقابة العمال إسماعيل قوادرية، بالقصف بالثقيل وإعلان إضراب شامل ومفتوح لن ينتهي إلا بانتهاء مشاكل المركب . تقول الإدارة، بأن الإضراب سيكلف العمال ومصير المركب غاليا، وعندما، أسفرت مفاوضات طلب الامتثال لاتفاقية فرع التعدين المنبثق عن اتفاقيات الثلاثية الخاصة بزيادة أجور العمال لمركب أرسيلور ميتال، بالفشل أمس الأول، إذ لم تتمكن النقابة من إحراز أي تقدم مع الإدارة الفرنسية فيما يتعلق بتطبيق قرارات الثلاثية، دعت بصفة رسمية، جميع العمال إلى جمعية عامة اليوم، يتم من خلالها المصادقة على إضراب مفتوح عن العمل تنديدا بتعنت الإدارة الفرنسية إزاء مطالب العمال، وقال الناطق باسم العمال أنه لن يقبل بأي تدخل من أي كان لوقف الثورة العمالية التي ستسفر عنها الجمعية العامة المقررة نهار اليوم، قائلا "سأغلق الهاتف الخلوي، ولن أرد على أي ممن يريد التدخل لفك النزاع أو التوسط لوقف الإضراب"، إلا في حالة امتثال الإدارة الفرنسية لقوانين واتفاقيات الحكومة الجزائرية. كما ردت الإدارة الفرنسية لمركب أرسيلور ميتال في بيان صدر أمس، وجه للعمال والصحافة المحلية، أن وضعية المركب قد تصبح أكثر تعقيدا إذا استجاب العمال للإضراب المزمع الدخول فيه، بتاريخ ال20 من شهر جوان الجاري، مشيرة إلى أن إضراب التسعة أيام خلال شهر فيفري الفارط، كان قد كلف خزينة أرسيلور خسائرا ب45 مليار سنتيم، مع خسارة إنتاجية ب36 ألف طن من الحديد والفولاذ، مضيفة أن كل الجهود التي بذلت لرفع الإنتاج من 487 ألف طن إلى 714 ألف، قد تذهب سدى، بفعل هذا الإضراب، ومن جانب آخر أوضحت إدارة الشريك الهندي أن متوسط أجر العمال قد ارتفع بنسبة 25 في المائة منذ شهر جانفي الماضي، وستشمله زيادة أخرى انطلاقا من شهر جويلية المقبل بنسبة 5 بالمائة، وأكدت الإدارة الفرنسية أنها وفت بكل ما خلصت إليه الاجتماعات الدورية أمام الشريك الاجتماعي بمراجعة الأجور وتحسين ظروف عمال المركب، مبدية استعدادها لمناقشة الزيادة المطلوبة طبقا لاتفاقيات الثلاثية شهر ديسمبر الفارط بشرط احترام موضوع الاتفاقيات الفرعية المبرمة بين الطرفين، وبخصوص غلق ورشة تصنيع الأنابيب، أكدت الإدارة أن 450 عامل بها لن تمسهم قرارات التسريح شأنهم شأن عمال المفحمة الذين تم توزيعهم على ورشات أخرى، لهذا فإن مباشرة إضراب وتوقيف الفرن العالي عن العمل وسط ظروف تصفها إدارة لاكشمي ميتال بالجيدة، في الآونة الأخيرة قد يقضي على المجهوذات المبذولة ويرمي بالمركب إلى وضع مظلم، وبين هذا وذاك يبقى التشنج سيد الموقف بالحجار في انتظار ما ستسفر عنه الجمعية العامة اليوم.