يعيش مركب أرسيلور ميتال على وقع مفاوضات مكوكية واجتماعات مغلقة مند إعلان إسماعيل قوادرية استقالته من منصب الأمانة العامة لنقابة المركب، حيث جمع لقاء مغلق، عشية أمس، أعضاء المكتب النتفيدي للنقابة، بوالي الولاية وأعضاء فيدرالية عمال التعدين والميكانيك والكهرباء والإلكترونيك لدراسة الوضع المتأزم بالمركب وبحث سبل عودة الأمين العام للنقابة إسماعيل قوادرية لمنصبه. سعيا لإعادة حالة التوازن لأرسيلور ميتال، خاصة بعد أن عبر عمال ورشات مركب أرسيلور ميتال عقب قرار الاستقالة عن رفضهم لتولي أي نقابي آخر المنصب، مؤكدين تمسكهم بممثلهم النقابي إلى جانب عدم تنازلهم عن مطالبهم الخاصة بالزيادة في الأجور. وقد تجمهر عدد من عمال المركب أمس بساحة المركب في خطوة مساندة من جانبهم لإسماعيل قوادرية، إضافة إلى توضيح موقفهم للإدارة الفرنسية التي لم تنكر يوما جهود هذا النقابي في تحفيز العمال للزيادة في الإنتاج وإعطاء المركب دفعة قوية مكنته من تحقيق مكاسب مالية جد هامة منذ بداية السنة الجارية. وينتظر أن تباشر الإدارة الفرنسية مفاوضات حول زيادة الأجور مع بداية شهر جويلية، تفاديا لحالة الاحتقان التي من شأنها قهقرة العمل والتسبب في خسائر هامة، ولأن الإدارة تدرك جيدا مدى تأثير قوادرية على العمال وامتلاكه سبل الإقناع أمام أكثر من 5000 عامل. وعن وضعيته صرح قوادرية ل”الفجر” أن أقدامه لم تطأ المركب منذ تلقيه أمر سيدي السعيد بوقف الإضراب، في إشارة إلى عدم هضمه القرار الصادر من المركزية النقابية ضد نقابة المركب وعماله على حد سواء، لذلك فإن الوقت حان كي تتحمل الأطراف التي تريد إيصال المركب إلى طريق مسدود كامل مسؤوليتها عما سينجر عن الاستقالة. جدير ذكر أن جل المفاوضات من أجل تحسين وضع العمال المالي والمهني الذي قادته نقابة المركب ممثلة في شخص أمينها إسماعيل قوادرية منذ تنصيبها، كانت الإدارة الفرنسية تشترط الاستجابة لها مقابل زيادة الإنتاج وتخفيض المصاريف، وهو ما التزمت به النقابة، وتمكنت من تحقيقه بالضغط على العمال الذين يزاولون مهامهم في إطار ظروف صعبة للغاية، كون الإدارة الفرنسية ومن ورائها الإدارة العامة بلوكسمبورغ تتحاشى تخصيص ميزانية توجه لتحسين ظروف مزاولة الأعمال الشاقة بورشات المركب، وهذه الضغوط وغيرها من أساليب المعاملة غير الإنسانية من طرف الإداريين الفرنسيين صنعت هوة بينهم وبين النقابة والعمال الجزائريين الذين ينتظرون ما سيسفر عنه تحرك المجلس النقابي مع الوالي وأعضاء فيدرالية التعدين لاستتباب الوضع المتجه نحو التدهور بمركب الحجار.