مركب الحجار وجّه إسماعيل قوادرية، ممثل نقابة عمال أرسيلور ميتال الحجار عنّابة، أمس، تحذيره الأخير، للإدارة الفرنسية بمركب الحجار، قبل الدخول في أعنف وأطول إضراب في تاريخ المركب بحسب المتحدث، لن ينتهي إلا بانتهاء جميع المشاكل المهنية والاجتماعية والاقتصادية بالحجار. ويأتي تحذير قوادرية في سياق الحرب الكلامية الباردة وسياسة المد والجزر بينه وبين الإدارة الفرنسية، حول اللجوء إلى خيار الإضراب من عدمه، وحلّ إشكالية تجسّيد مطالب العمال من عدمها. أمين النقابة، قال أمس في ندوة صحفية، بأن اللقاء الذي جمع الوزير محمد بن مرّادي رفقة المدير العام الفرنسي فانسون لوغويك، حول الأزمة الحاصلة بالحجار، قد انتهى بالفشل، وأسفر عن نتيجة سلبية لا تخدم بأي حال من الأحوال مصير مركب الحجار، المتواجد في وضعية لا تسمح بالسكوت عنها، ولا بالتريث، مهما كانت النتائج مع الشريك الهندي، الذي يتهمه أمين النقابة بخرق القوانين المعمول بها والدوس على وثيقة بنود الشراكة الموقعة بين الحكومة الجزائرية ورجل الأعمال الهندي لاكشمي ميتال، وأضاف المعني، بأن لوغويك، طلب مهلة لاجتماع مجلس الإدارة قصد الفصل في مسألة الزيادة في الأجور، إلا أن النقابة ردت من جهتها بتعهد مكتوب حول هذه النقطة، وعدم إغفال النقاط الأخرى متعلقة بالاستثمار الشامل وإعادة تهيئة بعض ورشات وهياكل مركب الحجار، وكشف المعني، بأن الإضراب المعلن عنه، سيتم تنفيذه بالتاريخ والساعة المذكورين، إذ سيشرع في إضراب مفتوح وشامل عن العمل ابتداء من الساعة الخامسة صباح الغد الاثنين، وسيمس الإضراب، كل ما يتعلق بنشاط مركب الحجار من شرق البلاد إلى غربها، مرورا بمناجم الونزة بولاية تبسة، وخط النقل بالسكك الحديدية للمادة الخام الرابط بين تبسةوعنابة، إلى جانب ورشات الشحن بميناء عنابة ووهران وسكيكدة، ونقاط البيع التابعة للمركب، هذا ناهيك عن ورشات ووحدات الإنتاج داخل قاعدة الحديد والفولاذ بمجمع الحجار ولاية عنابة، واستبعد المعني إمكانية التفاوض بعد ذلك، مع أي طرف كان، وكذا مسألة توسط أي طرف لحلّ النزاع أو وقف الإضراب الذي سيكون مكلفا للغاية، لخزينة الإدارة الفرنسية، ووجه قوادرية اتهاما خطيرا لأطراف لم يسمها بالمديرية العامة لمجمع لاكشمي ميتال بجمهورية اللوكسمبورغ بأوربا، تعمل على إفشال كل ما يتعلق بتنمية مركب الحجار بالجزائر ساعية خلف ذلك إلى تحطيمه كليا، والعمل على فرملته عاجلا أو آجلا، من خلال مخططات دنيئة لاستنزاف المواد الحديدية والإفراط في استعمال هياكل ووحدات مركب الحجار لإتلافها وعدم إعطاء الفرصة لترميمها أو إعادة تهيئتها، كما اتهم قوادرية، أشخاصا بمفتشية العمل بعنابة، بالضلوع في مؤامرة مع الإدارة الفرنسية، انتهت بعدم تحرير النقابة محضر عدم الصلح مع الإدارة الفرنسية، وتوعدّ بكشف ذلك في وقته، وحينما يحين موعده. أما الطرف الفرنسي فأصر على عدم قانونية الإضراب الذي سيشل المركب ابتداء من 21 من الشهر الجاري، مؤكدا على أن أيام الإضراب سيتم خصمها من رواتب العمال المضربين.