تم إعطاء انطلاقة الموسم الدراسي الجديدة من طرف السيدة وزيرة التربية، نورية بن غبريط، بولاية ورقلة. هذه الولاية التي يمكن أن نصفها بالولاية المنكوبة بالنسبة إلى قطاع التربية والتعليم بأطواره الثلاثة، الابتدائي والمتوسط والثانوي. وهذا منذ سنوات عديدة نتيجة سياسات الإقصاء والتهميش من الوزارة الوصية وكذا من بعض مسؤولي القطاع بذات الولاية جراء التسيب واللامبالاة وسوء التسيير. على غرار العديد من بلديات ودوائر ولاية ورقلة، فإن دائرة حاسي مسعود من بين المناطق التي أصبح قطاع التربية بها يعاني العديد من النقائص خلال سنوات عديدة. وهي نقائص معروفة لدى العام والخاص من سكان المنطقة. وهذا جراء سوء التسيير واللامبالاة من طرف مسؤولي القطاع، سواء على المستوى الجهوي أم المحلي، حيث اتسم انطلاق الموسم الدراسي بمدينة حاسي مسعود عبر المؤسسات التعليمية والأطوار الثلاثة، ابتدائي ومتوسط وثانوي، بطابع التراجع والتسيب واللامبالاة من سنة إلى أخرى، من طرف مسؤولي القطاع على مستوى مديرية التربية بولاية ورقلة تجاه المنطقة. ومن بين هذه الملفات التي أصبحت تؤرق الأسرة التربوية بذات المدينة وكذا أولياء التلاميذ، ظاهرة الاكتظاظ المدرسي؛ حيث تعرف جل المؤسسات التربوية بذات المدينة أزمة كبيرة في ما يخص الاكتظاظ المدرسي. فكل سنة يتضاعف عدد المتمدرسين بمختلف الأطوار التعليمية؛ في حين لم يتم بناء أو إنشاء أي مدرسة ابتدائية أو متوسطة أو ثانوية منذ أن تم إنشاء مدينة حاسي مسعود لأكثر من ثلاثة عقود كاملة.. وهو رقم يصعب تخيله نظرا إلى حجم المدينة وسمعتها مع التزايد الكبير للكثافة السكانية طيلة هذه السنوات. وهذا الإشكال مازال يطرح إلى حد اليوم. ومن بين الأسباب، تجميد البناء والتوسع العمراني بالمنطقة عن طريق مرسوم حكومي صدر منذ أكثر من عشر سنوات، إلا أن العديد من أولياء التلاميذ وسكان المنطقة لا يرون هذا إشكالا بوجود إمكانية اللجوء إلي البناء الجاهز، حيث لجأت العديد من الشركات الوطنية إلى هذا الأسلوب لبناء غرف العمال بقواعد الحياة، فلماذا لا يتم تعميمها حتى في قطاع التعليم بالرغم من أن والي ورقلة أعطى خلال السنة الجارية بداية إطلاق مشروع بناء مدرسة ابتدائية جديدة ستستفيد بها المدينة. وهو مشروع متأخر بحسب ما يراه العديد من أولياء التلاميذ وهو غير كاف؛ حيث يطالب هؤلاء بإنشاء مؤسسات أخرى لحل الإشكال بصفة نهائية. من جهة ثانية استفاقت الأسرة التربوية خلال هذه الأيام من انطلاق الموسم الدراسي على وقع تواصل أشغال ترميم العديد من المؤسسات التربوية بالمدينة. وهذا كله بسبب سوء التسيير من طرف المسؤولين والمنتخبين المحليين فيما يخص برمجة هذه الأشغال. ويتساءل العديد منهم عن تأخر كبير في ترميم المدارس بالمنطقة خاصة الابتدائيات منها التي تقع وصايتها على عاتق بلدية حاسي مسعود. ففي كل سنة يتكرر هذا الإشكال مع بداية الموسم الدراسي والأشغال في غالب الأحيان تبقى جارية إلي غاية منتصف الموسم الدراسي، وهو ما يؤثر على المتمدرسين بشكل سلبي. هذا، وهناك العديد من النقائص الأخرى التي مازالت تثير تساؤلات عديدة من طرف أولياء التلاميذ كغياب النقل المدرسي ونقص الوجبات الغذائية في المدارس الابتدائية زيادة على نقص كبير للمؤطرين والعمال الإداريين والمهنيين بهذه المؤسسات وبكل أطوارها بعكس المناطق المجاورة كتقرت وورقلة التي شهدت مؤسساتها التعليمية تحسنات ملحوظة خلال السنوات الأخيرة.