شهدت المؤسسة العمومية الاستشفائية محمد بوضياف ببريكة في ولاية باتنة، الليلة ما قبل الماضية، فوضى عارمة بدأت باعتداء على طبيبة وانتهت بهجوم عشرات الشباب على مصلحة الاستعجالات، ما أثار حالة من الرعب والخوف وسط المرضى والممرضين. الحادثة وقعت في حدود الساعة منتصف الليل عندما قدم شاب، في العشرينيات من العمر وكان يبدو عليه أنه في حالة سكر رفقة صديقه، حيث طلب من طبيبة قسم الاستعجالات فحصه وإسعافه على ساقه، لأنه شعر بألم حاد، وقد أمرت الأخيرة بإخضاعه للأشعة التي بينت سلامته وعدم تعرضه لكسر مثلما كان يظن، وعندما أبلغته بذلك احتج بعنف ووجه إليها وابلا من السب والشتائم، ولم يكن أحد معهما في المكتب فخافت على نفسها وخرجت تجري هاربة، حيث توجهت إلى الممرضين تطلب حمايتها، لكنه لحق بها ولم يفلح أحد في ثنيه عن إصراره على تقديم علاج ملموس له واشتراطه أن يكون ذلك من طرفها، ليتدخل أعوان الأمن الداخلي، فضلا عن عون شرطة الذي لم يسلم هو الآخر من الفوضى التي خلقها هذا الشاب داخل المستشفى، حيث لم يستجب له عندما طلب منه الهدوء. الشرطي طلب حضور الدعم من مصالح الأمن، فحضر الأعوان في الحين، وهي اللحظة التي حاول فيها صديقه إقناعه بالخروج، لكنه رفض، وما هي إلا لحظات حتى تفاجأ الجميع بقدوم العشرات من أصدقائه بعد اتصاله بهم هاتفيا، حيث غزوا مصلحة الاستعجالات، وأرادوا أخذ صديقهم بطريقة عنيفة من أيدي الشرطة، ما أثار الهلع والذعر في صفوف المرضى وذويهم، وحتى الموظفين والممرضين، فجثموا في أماكن مختفية حتى لا يتعرضوا لأذى. ولم تهدأ الأمور إلا بتقديم علاج ملموس للشاب مثلما أراد أو اشترط، حيث استلقى على السرير لمدة من الزمن، وحظي بإحاطة الممرضين ومتابعتهم واستعملوا له "السيروم"، أما الطبيبة فلم تصدق ما حدث، وتنازلت عن تقديم أي شكوى، آملة في عدم تعرضها لسوء من جديد على حد تعبيرها في الوقت الذي فتحت مصالح الأمن تحقيقا وقد تستمع إلى المعنيين.