عمل فني وإنساني راقي، ذاك الذي يقوم بتجسيده هذه الأيام الفكاهي محمد يبدري، او كما يعرفه الجمهور العريض بالجنرال فارس، حيث خطف الأضواء على مستوى المدينةالأمريكية مينيسوتا التي تتنفس المسرح. شارك الجنرال في مسرحية جديدة تعالج القضية الفلسطينية ومعاناة شعب بأسره من نير الاحتلال الغاشم، غير أن المثير للاهتمام أكثر أنه تقمَص في المسرحية المعنونة ب"صبرا فالينغ" أو "سقوط صبرا" دور أكبر مجرم حرب عرفته البشرية ألا وهو الجنرال الإسرائيلي شارون، الذي ارتكب مئات المجازر في حق مدنيين بحجة الدفاع عن أمن إسرائيل، وقد تفنَن الجنرال فارس في هذا الدور، حتى بدا وكأن السفاح بعث من قبره. حين مثَل يبدري باحترافية عالية دور الشرير، العاشق للدم والدمار، في قصة مؤثرة تروي حياة عائلات شرَدت من مساكنها لتجد نفسها تقطن في مخيَمات لاجئين في صبرا وشاتيلا بلبنان، إلى أن يأمر المجرم شارون جنوده بشن غارة ليلية على المخيمات لذبح وقتل الأبرياء، وهي الرسالة التي شدَت انتباه الجمهور الأمريكي الذي وقف وقفة تأثر على ما فعلته أيادي الغدر والدمار. وقد صرَح يبدري للشروق مباشرة بعد انتهاء العرض الأول بمسرح "إند هارتس أوف" قائلا: "أنا جد مسرور بمشاركة مجموعة من الشباب في هذا العمل الإنساني الرائع الموجَه كهدية للشعب الفلسطيني، وليعلم العالم موقف الجزائريين من القضية الفلسطينية، أما عن النص فهو للفلسطيني إسماعيل خليدي، وإخراج الهندي ديبانكر مخرجي، بمشاركة الأردني مايكل كارادشي، والسورية لينا جمول، الأفغاني أدري مهر والبقية يمثلون شتى بقاع العالم توحَدوا لأجل القضية الأكثر تشعَبا في التاريخ، وتعرض بالمسارح ابتداء من 15 سبتمبر الجاري لغاية الفاتح أكتوبر" يقول محمد يبدري. و أما عن سؤال حول عدم خوفه من ردة فعل الجزائريين حين يرونه ينتقل من دور الجنرال المسالم فارس إلى جنرال سفاح، أجاب: "ّلا، بالعكس، تحمَست لتقمص الدور الرئيسي، حتى انتقم بطريقتي من هذا السفاح الذي أباد شعبا، وصنع تاريخا أحمر بدماء شهداء فلسطين، أتمنى أن ينال العمل رضا الجالية العربية هنا وتحية عطرة لكل جمهوري الوفي".