الشيخ حسن عزالدين تركيا أصبحت قريبة من المقاومة .. وعلى العرب أن يستفيدوا منها حذر الشيخ حسن عز الدين، مسؤول العلاقات العربية في حزب الله اللبناني خلال حلوله ضيفا على (الشروق اليومي) من إعادة إنتاج حصار جديد بغطاء دولي على قطاع غزة، وقال أن هناك مساعي يقوم بها الأمريكيون والأوروبيون مع بعض النظام العربي لتمديد الحصار باستعمال آليات جديدة يجري الحديث عنها هذه الأيام .. واعتبر مسؤول حزب الله أن الهجوم أعطى فرصة كبيرة وإستراتيجية لفك الحصار عن القطاع الفلسطيني بشكل مطلق . وصف ذات المتحدث، الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الأسبوع الماضي بالعمل الإرهابي واللاأخلاقي والمنافي للقانون الدولي ولكل الأعراف والشرائع الإنسانية. وقال أن قرار الهجوم كان غبيا، وعكس مدى الإرباك والمأزق الذي يعيشه الكيان الصهيوني الذي وضع نفسه في حفرة عميقة لن يستطيع الخروج منها بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت به.. كما أعرب عن شكره وتقديره للمشاركة الجزائرية في رحلة فك الحصار عن غزة، مؤكدا أنها تعكس مدى ارتباط الجزائريين، قوى مدنية وحزبية بالقضية الفلسطينية وبنبذ الاحتلال.. وقال الشيخ عز الدين الذي يزور الجزائر بدعوة من حركة الدعوة والتغيير في الذكرى السنوية لوفاة الشيخ محفوظ نحناح، أن الهجوم الدموي على أسطول الحرية ترك تداعيات ايجابية، أبرزها أن الكيان الصهيوني دخل في أزمة عميقة مع الدولة التركية، ويبدو أن هذه الأخيرة مصممة على الاستمرار في تحركاتها ضد هذا الكيان، بدليل أنها تصر على تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في الهجوم، وهي بصدد إصدار دعوى قضائية لملاحقة قادة العدو المتورطين في الهجوم . كما أن مصر يضيف محدثنا فتحت معبر رفح الحدودي مع غزة دون قيد أو شرط، بالإضافة إلى فضح صورة الكيان الصهيوني لدى الرأي العام الغربي بعد ما كان يتحجج بديمقراطيته وبدفاعه عن حقوق الإنسان.. وحول ما إذا كان لبنان سيشارك في قوافل الحصار التي ستبحر لاحقا إلى غزة، قال ضيف (الشروق اليومي) أن اللبنانيين على مختلف توجهاتهم، مجتمع مدني وقوى سياسية، معنيون أكثر من غيرهم بالمشاركة، لأنهم يملكون الإمكانات والقدرة، مشيرا إلى أن حزب الله من جهته لن يدخر جهدا في دعم جهود فك الحصار عن القطاع ودعم الفلسطينيين، لكنه أوضح أن أسطول الحرية لا يجب أن ينسينا أن هناك أرضا محتلة في فلسطين وأنه يجب دحر هذا الاحتلال بشتى الوسائل والطرق .. وأكد محدثنا أيضا على ما كان الأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله قد قاله في خطابه الأخير، وهو أن "أي لبناني يعتقل من طرف الكيان الصهيوني ستكون المقاومة معنية.. وشعارنا أننا قوم لا ننسى أسرانا.."، وحسبه فقد قدم السيد نصر الله إلى الصهاينة رسالة واضحة بهذا الخصوص .. وأوضح الشيخ عز الدين كذلك أن تدخل المقاومة في مثل تلك الحالات لن يقتصر على اللبنانيين وإنما سيشمل أيضا العرب الذين قد يعتقلون من طرف سلطات الاحتلال . وردا على سؤال بخصوص الدور التركي البارز في مساعي فك الحصار عن غزة في مقابل غياب العرب، قال الشيخ عز الدين أن الدماء التي سقطت بسبب الهجوم على أسطول الحرية هي دماء إسلامية أيضا ونحن نشعر بالفخر والاعتزاز والتقدير للموقف التركي الداعم للقضية الفلسطينية، فتركيا يواصل محدثنا دولة قوية ولها علاقات واسعة ووقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية هو مكسب لها ويفترض أن يشكل هذا الموقف تحفيزا للعرب ويعطيهم عمقا وقوة إضافية إذا ما أحسنوا التصرف. واعتبر أن حزب الله يوظف علاقاته مع دول مثل تركيا التي قال أنها "باتت أقرب إلى المقاومة وفلسطين..."، وأشار إلى أداء رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان كسلطة سياسية هي بصدد العودة إلى هويتها وتاريخها وعمقها الإسلامي، وهذا التوجه لا يقتصر على حزب العدالة والتنمية الحاكم، حيث يتوحد الأتراك جميعهم، الشعب والحكومة والجيش بهذا الخصوص، وقد تم اختيار رجل معروف بميولاته العربية والإسلامية لزعامة الدبلوماسية التركية وهو داوود أوغلو.. ويرى محدثنا أيضا أن هذا التحول في السياسة التركية هو تحول استراتيجي يخدم المنطقة ويساعد على ترسيخ وتثبيت الشرق الأوسط الجديد الذي نريده بعيدا عن الهيمنة الغربية والأمريكية .. وفي نفس السياق أشاد محدثنا بالدور الإيراني في موضوع القضية الفلسطينية، وقال أن إيران تبنت القضية منذ انتصار ثورة الإمام الخميني وهي تقدم كل ما تملكه من إمكانات لدعمها، واصفا الحديث عن وجود انزعاج إيراني من الدور التركي بالساذج، بل أنه اعتبر أن الدورين يكملان بعضهما بدليل أن العلاقات بين البلدين جيدة .