أينما تولي وجهك فثمة مباريات المونديال، عبارة تنطبق كثيرا على الساحة الجزائرية بمختلف مؤسساتها وفعالياتها، حكومية كانت أم خاصة... حاولنا التقرب من بعضها لمعرفة ظروف الموظفين أثناء فترة المونديال، خاصة وأن مباريات أشبال سعدان ستكون في فترة عمل، ووقفنا عند بعضها... تعليمات حزبية أجمعت الأحزاب التي استطلعنا رأيها في إمكانية السماح لموظفيها بمشاهدة مباريات الفريق الوطني داخل مقرات الأحزاب، حيث تفاجأنا بأكثر من ذلك، يبدو أن كل الأحزاب تستثمر في هذه الفترة مع مباريات الخضر، حيث أعطى رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني تعليمة لكل مكاتبه عبر الوطن بالسماح للمواطنين بمشاركة الحمسيّين مشاهدة الفريق الوطني ومباريات المونديال في مكاتبهم، وهي التعليمة ذاتها التي أعطاها الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني لقسماته عبر مختلف ولايات الوطن، حسب ما أفاد به رئيسها للشروق. كما أنه بإمكان المواطنين متابعة مباريات المونديال أيضا في قسمات حزب جبهة التحرير الوطني و"لولا ضيق المكان الذي يتواجد فيه مقر الحزب بحيدرة وحساسيته لوضعنا شاشة عملاقة فيه لتمكين المواطنين بالاستمتاع رفقة الموظفين بمونديال جنوب إفريقيا فيه" يقول المستشار الإعلامي بالحزب العتيد. ... وأخرى وزارية أما عن الموظفين بالوزارات فقد علمت الشروق، أن جل هذه المؤسسات رفضت توفير شاشات لتمكينهم من متابعة المونديال، بل أسوأ من ذلك، حيث لن تسمح لهم حتى بمشاهدة مباراة المنتخب الوطني، على رأس هؤلاء عمار غول، وزير الأشغال العمومية، الذي صرح للشروق أنه يعتبر العمل أولى من مشاهدة أي مباراة، ولم يفكر في وضع شاشة للموظفين ولن يفكر في ذلك أصلا. ولعل الاستثناء في وزارتنا كانت خليدة تومي، وزيرة الثقافة، التي ثبّتت شاشة عملاقة بمكتب مدير ديوانها قبل أيام عديدة للسماح لموظفيها بالمشاهدة، كسبا لهم وربحا لوقت عملهم. بلدياتنا هي الأخرى سارت على نفس درب الوزارات، حيث كشف معظم مسؤوليها ممن قصدناه، أنه لن يكون بإمكان موظفيها من عشاق الكرة المستديرة الاستمتاع بما ستجود به أرجل نجومها، حيث أوضح محمد زيتوني، رئيس بلدية الجزائر الوسطى، أنه لن يكون بإمكان الموظفين في مكاتب الحالة المدنية مشاهدة الخضر، لأنه "ليس كل الجزائريين يتابعون المباريات وبالتالي عليهم خدمة المواطن أولا ثم مشاهدة الفريق الوطني"، وهي الحجة ذاتها التي ذهب إليها نائب رئيس بلدية براقي. .. ومحلات تدافع عن زبائنها مؤسسات ومحلات أخرى بمختلف النشاطات، سواء كانت حكومية أو خاصة، ضبطت برامج عملها على ساعة المونديال وخاصة مباريات الخضر. ففي الوقت الذي اقتنى المسرح الوطني محي الدين بشطارزي شاشة عملاقة وضعها في إحدى قاعاته لتمكين موظفيه من المتابعة، بادرت فيه مؤسسة صيدال إلى تقديم نصف يوم عمل فيما يخص يوم السبت لكي يتم تسريح العمال يوم الأحد منتصف اليوم. ولعل المحلات التجارية الكبرى، خاصة قاعات الشاي والمطاعم بالعاصمة، لم تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى بساط زبائنها يسحب منها أيام المونديال، حيث سارعت معظمها إلى اقتناء بطاقات الجزيرة لجلب المزيد من الزبائن، خاصة وأن هذه الفترة تعرف بخروج العائلات والشباب الجزائري، سواء للاستمتاع بهواء الشواطئ الجميل، أو للأكل خارج المنزل، حيث تم نصب بمعظم المحلات التي زرناها خاصة المحاذية للبحر، وكذا قاعات الشاي الكبرى المتواجدة بشارع حسيبة بن بوعلي وديدوش مراد، شاشات واقتنت بطاقات الجزيرة لتمكين زبائنها من الاستمتاع بما لم يحظوا به في أماكن أخرى.