أطلق الكوميدي بلال بن زويكة الصرخة الأخيرة مخاطبا ذوي القلوب الرحيمة ممن يمكنه مساعدته على دفع تكاليف العلاج بعد أن فقد الأمل في التفاتة أهل الثقافة والمسرح الذين ترعرع معهم وبدأ مشواره على الخشبة مع ابرز الممثلين الذين تألقوا اليوم في الساحة الوطنية وخاصة في عالم الفكاهة. بدأت قصة بلال الحزينة سنة 2015 ، حين أحس ببعض الآلام على مستوى فكه السفلي، فما كان أمامه سوى التنقل إلى عيادة مختصة في جراحة الأسنان، للاستفسار عن مصدر تلك الآلام، غير أن الصدمة كانت كبيرة، بعد إخضاعه لكشف إشعاعي، أظهر انه يعاني من سرطان على مستوى الفك السفلي، وتوالت الأشهر والسنوات وهو يتنقل بين العيادات الخاصة والمستشفيات، طلبا للعلاج، لكن عجز عن العثور على مختصين يمكنهم تخليصه من الورم الخبيث. سافر بلال إلى تركيا هذه الصائفة وتلقى تطمينات كبيرة من الطاقم الطبي، بإخضاعه لعملية جراحية مستعجلة، لاستئصال الورم، وإعادة غرس دعامة مكان العظمة السفلية، التي تلاشت بفعل مفعول الدواء القوي، لكن لم تكتمل فرحة بلال كثيرا، حين أعلمته إدارة المستشفى التركي أن قيمة العملية تفوق مليار وخمسمائة مليون سنتيم، وهو الخبر الذي جعله يفقد طعم الحياة، وتتلاشى إرادته الفولاذية وشجاعته المعهودة، كيف لا وهو الذي كان يشعل خشبة المسرح الجهوي عبد القادر علولة بحماسه وأعماله الكوميدية.