أكد الأستاذ بوزيد شناف، الناشط في مجال الإغاثات الإنسانية، أحد أعضاء القافلة الجزائرية التي شاركت في حملة إغاثة النازحين من مسلمي الروهينغا على الحدود البورمية البنغالية، أن ما وقفت عليه القافلة من معاناة الروهينغا يفوق كل تصوّر، وأوضاع النازحين أسوأ بكثير مما يتم نقله أو تصويره عبر الفضائيات وقنوات التواصل الاجتماعي، مؤكدا أنه وقف شخصيا على معاناة تجل عن الوصف، لعشرات الآلاف من النازحين الذين يفرون يوميا من الموت بإقليم أراكان بسبب الذبح والتقتيل والتعذيب واغتصاب جماعي وبتر وتقطيع الأعضاء وغيرها من الفظائع التي لا يتصورها بنو البشر. الناشط بوزيد شناف، الذي التقته "الشروق" بمسقط رأسه بولاية بسكرة، مباشرة بعد عودته مع جمعية البركة ضمن القافلة الإغاثية، شرح لنا كيف أنه وقف شخصيا خلال وجوده بمخيمات النازحين، على الآلاف ممن كانوا يموتون يوميا غرقا في نهر البنغال أثناء محاولاتهم اليائسة للفرار من جحيم المعاناة في بورما، كما تحدث أيضا عن الوضع المأساوي واللاإنساني للاجئين المسلمين في المخيمات، فالوجوه شاحبة مصفرة بسبب الجوع والعطش ومشقة الطريق أثناء الهروب إلى الجانب الآخر من النهر داخل تراب بنغلاديش.. وهؤلاء النازحون إذا نجوا كما قال من الموت والجحيم الممارس ضدهم في بورما فإنهم لن يضمنوا بسهولة البقاء على قيد الحياة داخل المخيمات في ظل الأوضاع المزرية داخل هذه المخيمات. واستشهد هنا بصورة تلك الطفلة الصغيرة التي قال إنه رآها بأم عينه وهي تغادر طابورا طويلا وتلجأ إلى جمع الأعشاب وأكلها لأنها لم تقو على الجوع وطول الطابور في الآن نفسه. وعن طبيعة المساعدات والإعانات التي تم تقديمها للنازحين أكد الناشط بوزيد شناف أن جمعية البركة والشركاء الذين شاركوا معها في هذه القافلة الإغاثية ركزوا على أن تصل هدية الشعب الجزائري لإخوانهم النازحين بالشكل والكيفية المطلوبة والتركيز بالدرجة الأولى كان على توزيع المواد الغذائية الاستعجالية وبكميات معتبرة قدر المستطاع إضافة إلى القيام بجهود لحفر آبار للمياه الصالحة للشرب والقيام بإنجاز دورات للمياه وأشباه بيوت بسيطة مما توفر من مواد لإيواء ما أمكن من النازحين وحمايتهم من الظروف المناخية القاسية. والأهم من كل ذلك حرصت القافلة على نقل حقيقة ما يكنه الشعب الجزائري من تضامن ودعم مطلقين لمسلمي الروهينقا، وهذا الشعور النبيل تم إيصاله بأمانة بحسب السيد شناف ليكون خير جواب لاستغاثة النازحين بإقليم أركان بالشعب الجزائري. أما عن الصعوبات التي واجهت القافلة الإغاثية فقد حصرها الناشط بوزيد شناف أولا في التناقضات في الأحوال الجوية وبخاصة الأمطار الغزيرة التي كانت تتهاطل يوميا وما تسببه من عرقلة عملية توزيع الإغاثات والتنقل بين مخيمات النازحين كما أن كثرة النازحين وتدفقهم بالآلاف يوميا صعبت من عملية الإغاثة، فكلما تم التكفل بأفواج في مكان معين تتفاجأ القافلة بأمواج بشرية أخرى تطلب المساعدة والإغاثة في مكان آخر. وفي آخر حديثه إلى "الشروق"، وجه السيد بوزيد شناف شكره إلى كل من أسهم في دعم وإنجاح مهمة قافلة الإغاثة، داعيا كل الجزائريين إلى الإسهام والمشاركة القوية لرفع الغبن عمّن وصفهم بأصحاب الأخدود لهذا العصر ويعني مسلمي الروهينقا.