دبّ الخوف في نفوس المواطنين، إثر وفاة شاب من باتنة أصيب بمرض الملاريا الخطير، وتعرض ثلاثة أطفال من تيارات للإصابة بنفس الداء، بعد إبقائهم بمستشفى بالعاصمة، إثر وفاة قريبة لهم أيضا بمرض الملاريا، والمصابون الثلاثة ظهرت عليهم أعراض حمى شديدة لم تنخفض باستعمال الأدوية المعتادة، الأمر الذي أحدث حالة طوارئ بمستشفى تيارت. ظهور هذا الدّاء الخطير في الجزائر، طرح العديد من علامات الاستفهام، خاصة أن الملاريا يُعد من أخطر الأمراض الوبائية القاتلة بإفريقيا، بل هو مصنف قبل مرض السيدا في درجة الفتك بالأشخاص.. فهل الداء نقله الرعايا الأفارقة إلى الجزائر، أم إن ظهوره مرتبط بالتغير المناخي الذي تعيشه الجزائر، في ظل الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة وشُح سقوط الأمطار. وفي هذا الصدد، أكد المختص في الصّحة العمومية، الدّكتور فتحي بن أشنهو، أنّ مرض الملاريا الذي بات يعرف بمرض "الباليزم" سببه الرئيس بعوضة يطلق عليها اسم "الأنوفيليس"، التي تتخذ من المياه الراكدة والمستنقعات مكانا لعيشها. ويعتبر الدكتور أن الظروف المناخية السائدة مؤخرا في الجزائر، تساعد كثيرا على تكاثر هذا النوع من البعوض القادم من إفريقيا. وبحسب تعبيره "الحرارة المرتفعة التي بقيت مستوياتها ثابتة رغم دخول فصل الخريف، وانتشار البرك الراكدة والمستنقعات والنفايات في كل مكان"، كل هذه العوامل قد تسهم في تكاثر البعوض الخطير، الذي ينشر مرض الملاريا بمجرد لسعه الشخص. وحسب ما كشفه المتحدث، فحتى المياه المتجمعة تحت أصص النباتات المغروسة بالمنازل، تعتبر بيئة خصبة لتكاثر البعوض. وأكد أن الحل لن يكون إلا بتكاتف مجهودات السلطات المحلية والمواطنين، بتنظيف المحيط من النفايات والمياه الراكدة، والقضاء على مختلف أنواع الحشرات. ويرد بن أشنهو على القائلين باستحالة وصول البعوض الناقل للملاريا إلى الجزائر، فقال: "مؤخرا، تم اكتشاف البعوض الناقل لمرض الأيبولا حتى في فرنسا وإيطاليا". ومن جهة أخرى، طمأن المدير العام للوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الدكتور جمال فورار، بأن حالات الملاريا التي تسجل بالجزائر "حالات مستوردة ولا تدعو إلى القلق". ودعا جميع المسافرين إلى البلدان التي ينتشر فيها هذا المرض، إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ومتابعة العلاج قبل وخلال وبعد العودة من السفر.