تسبّب تسجيل عدد من حالات الإصابة المؤكّدة بالملاريا في حالة استنفار حقيقية في العديد من ولايات جنوبالجزائر المهدّدة بانتشار المرض الخطير، لقربها من دول الساحل التي تشهد تصاعدا لعدد حالات الإصابة بالملاريا التي باتت تزحف على الجزائر بقوّة خصوصا على الحدود الجنوبية ، وقد تسبب هذا الوباء في زرع الرعب وسط الجزائريين، علما أن الملاريا مرض شائع بدول الساحل الافريقي ومن أهم أسباب الوفاة بهذه المناطق. وفي هذا السياق، أوضح عبد القادر عمري، رئيس مصلحة الوقاية من الأمراض الوبائية بمديرية الصحة والسكان لولاية ادرار في تصريح إعلامي، أنه قد تم تسجيل إصابة 22 شخص بداء الملاريا لهذه السنة من بينهم أشخاص أجانب و17 تاجر مقايضة بذات الولاية، مشيرا إلى أن هذه الحالات كلها مستوردة وليست محلية، حيث تم تسجيل من بداية شهر جانفي إلى يومنا هذا 22 حالة مستوردة من دول الساحل والصحراء مقارنة بالسنة الماضية أين تم تسجيل 97 حالة مستوردة، مضيفا أن هؤلاء الأشخاص أجانب وفيهم تجار الذين ينشطون في تجارة المقايضة. وتعتبر الملاريا من الأمراض الوبائية التي طالما وُصِفَت بأنها الداء الذي قتل شخصا من كلّ خمسة وُلِدوا على سطح الأرض، حي انتشر هذا ا لمرض في الآونة الأخيرة والذي تنقله بعوضة الأنوفليس عندما تلدغ الإنسان، وهي بعوضة تعيش في المستنقعات والأماكن التي تتجمّع فيها المياه الآسنة، أذا أنه وبمجرد أن تلدغ هذه البعوضة شخص مصاب بمرض الملاريا، فتقوم بامتصاص دمه ويكثر هذا الطفيل المسبب للمرض في جهاز هضم البعوضة ويتكاثر ويكبر في لعاب البعوضة ، وبهذا تتمكن البعوضة من لدغ شخص سليم وإدخال سم هذا الطفيل في دمه فيقوم هذا الطفيل بغزو مكان تواجده وموطنه وهو الكبد فيعمل على مهاجمة خلاياه وإضعافها ويتكاثر فيه وينتشر، ويقوم الطفيل المسبب للملاريا بالإصابة والانتشار والتكاثر في كريات الدم الحمراء ، فيعمل على إصابتها والإضرار بها ، فتصاب بحالة انفجار هذه الكريات المصابة وحينما تنفجر يخرج منها سموم ونفايات أوجدتها هذه الطفيليات وتعمل على إصابة وغزو باقي كريات الدم الحمراء والمتكونة مجدداً . وعن أعراض مرض الملاريا وإمكانية معرفة الشخص انه مصاب بهذا الداء، فان ذلك يتجلى في الشعور بإعياء وغثيان دائم، الشعور بآلام شديدة في البطن، صداع وألم شديد في الرأس، ارتفاع درجة الحرارة المصاحب له الشعور برعشة مع تعرق شديد والاصفرار وعلامات فقر الدم وتضخم في الكبد والطحال، وعادة ما تكون هذه الأعراض مصاحبة للكثير من المضاعفات الخطيرة، على غرار الغيبوبة الملارية، التشنجات، فقر الدم الشديد، العجز الحاد في الكبد والكلى، النزيف المتكرر بالإضافة إلى نقص السكر وحموضة الدم، وقد تظهر هذه الأعراض بعد مرور 8 أو 10 أيام بعد انفجار كريات الدم الحمراء نتيجة مهاجمة الطفيل المسبب للملاريا لها. Next تسجيل 3 حالات إصابة في غرداية وقد سجلت ولاية غرداية 3حالات إصابة بداء الملاريا منهم حالتين من خارج الولاية حيث تؤكد مصالح الوقاية الصحية على التكفل بالمصابين مطمئنة في الوقت ذاته سكان الولاية بخلاء المنطقة من الداء وجاهزية الفرق الطبية وكل الأدوية والمعدات الضرورية لذلك. وفي هذا الجانب أكد مدير الصحة والسكان بولاية غرداية عامر بن عيسى في تصريح لإذاعة الجزائر من غرداية أن الشخص المصاب بداء الملاريا من بلدية العطف قد غادر المستشفى بعد تلقيه العلاج وأن الحالتين الأخريين فقد قدمتا من ولايتي أدرار وتمنراست مبرزا أن هذه الحالات تم تسجيلها خلال ال3 أسابيع السابقة.وطمأن المسؤول ذاته بحرص جميع الهيئات على متابعة الموضوع وأن كل الأدوية متوفرة.