اذا كان صحيحا ما قاله اللاعب الأسطورة لخضر بلومي عن اتهام المسؤولين على الكرة الجزائرية بتهميشه، فقط لأنه من غرب البلاد، فإننا بصدد كارثة حقيقية تضاف الى سلسلة الكوارث والمهازل البشعة التي تعرفها الجزائر برمتها وليس الكرة المستديرة فقط! الواقع أن هذا "الجلد المنفوخ" لم يعد يصدّر لنا في المدة الأخيرة سوى المهازل والفضائح والفتن، آخرها فتنة "الجهوية" التي رددها البعض بسبب "تعيين" وليس "انتخاب" مكتب فيدرالي من جهة واحدة، ثم الآن مع الاختيارات التي تقع على مسؤولي المنتخبات الوطنية وخروج بلومي للتنديد مستعملا ورقة الجهوية! أولا، لا يحق لنجم الثمانينيات "بلومي" أن يستعمل هذه الورقة (أي الجهوية) للقول إنه مهمش، فإذا كان هذا سلوك "الجماعة" في اقصائك، فلا يجب أن يكون سلوكك أثناء الدفاع عن نفسك! ثانيا، يذكر الجميع أن رئيس "الفاف" السابق محمد روراوة قرّب لخضر بلومي منه بشكل كبير وعمل على اختياره مدربا للمنتخب الوطني للكرة الشاطئية بتاريخ 15 جويلية 2015، حيث قام، خلال تلك السنة، بانتقاء جميع اللاعبين من غرب البلاد لتمثيل المنتخب في الطبعة الأولى لألعاب البحر الأبيض المتوسط في الشواطئ ببيسكارا الإيطالية، وحين سئل عن السبب "لماذا كلهم من الغرب؟"، قال إنه نفذ شرط المنظمين الذين أكدوا على ضرورة أن تكون المنتخبات من جهة واحدة.. وهذا عذر أقبح من ذنب! المهم أن المنتخب ومثلما يذكر الجميع خرج من المنافسة من الدور الأول وبهزائم ثقيلة، ومشاركة بائسة، وجرى السؤال حينها عن سبب جلب بلومي لابنه ضمن التشكيلة رغم أنه تذرّع بكون ولده يعدّ لاعبا أيضا وسبق له المشاركة في منافسات رسمية.. أي أن بلومي لم يمارس الجهوية فقط، بل وحتى المحسوبية العائلية! كان على بلومي أن ينتقد مسؤولي "الفاف" الحاليين ويطالب بإشراكه في التسيير أو في تحديد مستقبل الكرة الجزائرية من منطلق أنه لاعب كبير وله اسمه في قائمة النجوم التاريخيين، بل قد يكون أفضل "فنيا" حتى من رابح ماجر وأسماء أخرى يتم تداولها فقط، لأنها تعبر عن المرحلة الجديدة، مرحلة ما بعد روراوة، أين يتم تقريب خصوم "الحاج" ليشكلوا بديلا وعنوانا جديدا لعهد "خير الدين زطشي"! القصة لا ترتبط بالجهوية وحسب، وإنما بتجذر العقلية التي تنتج هذه "الجهوية" كلّما أمسك أحدهم بالمسؤولية. القصة ترتبط بالفساد الرياضي والكروي الذي بات لصيقا بكل الممارسات والقرارات، ومرافقا لكل تصرفات المسؤولين، ونخشى أن الكرة باتت تؤسس للفُرقة بين الجزائريين بعد ما كانت سببا في اتحادهم يوما ما، آخرها، حين تأهلنا للمونديال على مرتين، وحينها خرج الجزائريون "البسطاء" جميعا إلى الشارع، فيما ربحت السلطة مزيدا من الوقت، واستفادت "المافيا" من الريع، وها هي تغير جلدها لتستمر في الاستفادة من الريع حتى بعد الهزيمة والإقصاء!