مدينة حاسي مسعود نجا 76 راكبا من الموت المحقق أمس الأول بمطار كريم بلقاسم الدولي بحاسي مسعود الواقعة 80 كلم عن عاصمة الولاية ورڤلة، فيما شوهدت حالة استنفار قصوى وهلع بعد هبوط اضطراري لطائرة من نوع "بوينغ" تابعة للخطوط الجوية الجزائرية ظلت تحلق لأكثر من ثلاث ساعات بين مطار عين أمناس بولاية إليزي ومطار عاصمة الذهب الأسود وعلى متنها طاقم الطائرة و76 راكبا مجملهم عمال سوناطراك كانوا متجهين من وهران نحو عين امناس بعد انتهاء عطلتهم الشهرية، حيث يعمل غالبيتهم في منابع النفط. عاصفة رملية غيرت المسار والطائرة ظلت تحلق إلى منتصف الليل وسارعت الجهات الأمنية فضلا عن المديرية الجهوية لسوناطرك ممثلة في رئيس قسم المستخدمين وكذا مصالح الخطوط الجوية الجزائرية إلى توفير كافة الإمكانيات اللازمة في خطوة لإنقاذ ركاب الطائرة من الهلاك، وحسب شهود عيان فإن طاقم الطائرة لم يتمكن من الهبوط بمدرج عين امناس بسبب عاصفة رملية أجبرته على التوجه نحو مطار حاسي مسعود، وكاد سيناريو كارثة تمنراست أن يتكرر لولا فطنة قائد الطائرة والتنسيق المطول مع كافة المصالح المعنية منها الأرصاد الجوية التي تتحمل جزءا من المسؤولية خاصة فيما يتعلق بتقلب الأحوال الجوية والتبليغ عنها مسبقا، وبالرجوع إلى توضيحات بعض الركاب "للشروق" فإن عددا منهم شعر بإحباط شديد وذهول عقلي وإصابة البعض الآخر بتوتر والشعور باقتراب الأجل، حيث لوحظ بعض العمال "يكبرون" ويرددون أدعية مختلفة عقب علمهم بوضعيتهم الحرجة التي ظلت معلقة لفترة طويلة بين السماء والأرض، حيث أنه ومع مرور الوقت بدأ الشك ينتاب النفوس، ناهيك عن الإحساس بالرهبة وظل الكل ينظر إلى الآخر ويتساءل عن الوقت وأسباب التأخير، حيث كانت علامات الحيرة بادية على وجوه بعض المسؤولين الذين كانوا على متن نفس الرحلة قبل أن ينجح قائد الطائرة المشهود له بالخبرة في السيطرة على الوضع والهبوط بمدرج مطار حاسي مسعود في منتصف الليل بعد أن سخرت معدات كبيرة بالإضافة إلى الاستعانة برجال الحماية المدنية وعدد من العمال ووضع سيارات الإسعاف في حالة تأهب. وقال أحد الناجين في اتصاله ب "الشروق" أنه وقبل نجاتهم حاول البعض فتح الهاتف المحمول دون مراعاة مخاطره على المسافرين وتحويل رسائل نصية لعائلتهم يطلبون منها المغفرة والعفو. ويذكر أنها ليست المرة الأولى التي تقع فيها حوادث مماثلة بنفس المرفق الحيوي منها حادثة طائرة البوينغ 737 الرحلة 6222 التي كادت أن تودي بحياة 163ركاب السنة قبل الماضية، من بين الركاب الصحافيون من مختلف وسائل الإعلام.