شهد مطار كريم بلقاسم بعاصمة الذهب الأسود حاسي مسعود حالة استنفار قصوى هي الأولى من نوعها بالمرفق ذاته منذ دخوله الخدمة بسبب العطب الذي أصاب عجلات طائرة البوينغ 737 التابعة للخطوط الجوية الجزائرية التي ظلت تحلق لأكثر من ساعة ونصف ساعة والى غاية منتصف الليل والربع، بالقرب من المدرج قادمة ليلة أمس الأول من مطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة بعد إقلاعها في حدود الساعة التاسعة والنصف ليلا. *هلع.. بكاء.. إغماءات وكارثة تمنراست كادت تتكرر اذ كادت أن تؤدي بحياة 163راكب على متن الرحلة6222، وتكرار كارثة تمنراست بينما قام قائد الطائرة بتفريغ الوقود وإشعار المسافرين بالخطر، في خطوة أشبه بالمغامرة لإنزالها مباشرة دون الاستعانة بقوة العجلات في ظل انعدام مادة "لاموس" التي عادة ما تفرش على مسلك الهبوط في مثل هذه الحالات بعد تأكد وجود خلل في الجهة اليسرى، كما أمرهم بالاستعداد لتنفيذ تعليمات الأمن والسلامة، حسب مصادر مؤكدة وشهادات حية أدلى بها بعض الركاب "للشروق اليومي" في وقت دخل معظمهم في حالة هستيريا وإصابتهم بالخوف والهلع الشديد وبالذهول والبكاء والشعور باقتراب الأجل، بينما سارعت المصالح الأمنية في جميع الأسلاك إلى تطويق المطار ومنع الدخول إليه باستثناء رجال الحماية المدنية وشاحنات الإطفاء الضخمة وآليات الإنقاذ والتدخل العاجل التي سخرتها شركة سوناطراك ومؤسسات نفطية أخرى، حيث وضع عدد هائل من العمال والموظفين في مختلف التخصصات منهم أطباء ونفسانيون ناهيك عن وضع عدد كبير من سيارات الإسعاف والمركبات في حالة التأهب لأي طارئ. وكشف شاهد عيان من المسافرين كان على متن الطائرة، عقب نجاتهم بأعجوبة استنادا إلى قوله إن هذه أقلعت بسلام وفي ظروف جيدة على الساعة التاسعة والنصف ليلا دون تسجيل ملاحظات تذكر، غير أنه بعد مرور الوقت المحدد للنزول بدأ الشك يرتاب الجميع والإحساس بالرهبة، وظل الكل ينظر الى ساعته، ويسأل عن الوقت وأسباب التأخير، وكانت علامات القلق بادية على وجوه النساء والرجال والشيوخ قبل أن تتدخل إحدى المضيفات، وبالضبط على الساعة الحادية عشر بعد طول التحليق وتشير إلى تسجيل خلل يمكن السيطرة عليه، وكانت تتحدث على لسان القائد وبأوامر منه، لكن بشيء من الحذر، لترتفع حالات الهوس ويبدأ العد التنازلي. فبعض المسافرين فتح هاتفه النقال لإرسال عبارات تدل على الموقف المحرج وكتابة شعارات الوداع الأخير لعائلاتهم وأصدقائهم عقب فشل محاولة الاتصال دون التقيد بنصائح طاقم الطائرة، تحت تأثير الصدمة والهول وبعضهم الآخر بقي ساكنا في كرسيه يردد الشهادة وقراءة أم الكتاب وبعض الآيات القرآنية، بينما راح غالبية الركاب يطلب الماء للاستهلاك والترويح على النفس والهرولة نحو دورة المياه الوحيدة مما أحدث حركة غير عادية، ليتدخل قائد الطائرة على الساعة منتصف الليل متحدثا باللغات الثلاثة عن المشكلة التي تواجه المسافرين، مشيرا إلى أنه قرر الهبوط بعد التخلص من كميات الوقود المتبقية طالبا منهم اتخاذ وضعية طأطأة الرؤوس إلى الأسفل مع ربط الأحزمة جيدا. وفي هذه الأثناء اختلط الحابل بالنابل ودخل بعض المسافرين في حالات إغماء ولوحظ غالبية الركاب في مشاهد أشبه بيوم القيامة أصعبها فترة الإنزال، حيث ظن بعضهم أنه في أعداد الموتى، وبعد قرابة عشر دقائق وبصعوبة كبيرة تمكن الطيار ومساعده من التحكم في الوضعية بنجاح، بعدها هرعت قوات الأمن والأطباء لمساعدة المسافرين في مشاهد نعتت بالأفلام الهوليودية. يذكر أن الطائرة لا زالت رابضة بالمطار المذكور ومن المرجح نقلها بدون ركاب اليوم إلى العاصمة لإصلاح العطب.