تمكن قائد الرحلة رقم 6345 على متن الطائرة ATR 72 بسعة 66 مقعدا، تضم ركابا، الهبوط بسلام على مدرج مطار كريم بلقاسم الدولي بحاسي مسعود، أمس الأول، بعد زهاء 20 دقيقة من التحليق، حيث كانت متجهة إلى مطار أحمد باي بمدينة قسنطينة انطلاقا من مطار عاصمة الذهب الأسود. * وحسب مصادر مؤكدة، فإن الطائرة المذكورة أقلعت في حدود الساعة والنصف مساء في ظروف عادية نحو الاتجاه المذكور، قبل أن يتمكن قائدها من العودة مجددا إلى مدرج الإقلاع عقب ظهور إشارات ضوئية على لوحة التحكم تنبه إلى وجود خلل ما، حيث فضل عدم المغامرة بالركاب وعددهم قرابة 60 راكبا، دون تسجيل أي اضطرابات أو انزعاج بين هؤلاء، نظرا لقدرة القائد التحكم في القيادة. ورجحت المصادر نفسها احتمال حدوث عطب تقني في الألياف الكهربائية للطائرة أجبرها على الهبوط الاضطراري تفاديا لمشاكل محتملة، ومن ثمة إنزال الركاب وتأجيل سفرهم إلى اليوم الموالي، بينما سارع فريق الصيانة التقنية إلى الطائرة التي بقيت رابظة في مدرجها لمعرفة الدواعي الحقيقية للخلل، حيث مازالت أسبابه مبهمة، كما نجح ذات الطيار ومساعده في التوجه من جديد إلى مطار هواري بومدين الدولي على متن نفس الطائرة بعد 24 ساعة من الهبوط، لكن دون ركاب، قصد اخضاعها للفحص الشامل ثانية. ووصفت مصادرنا هذه المشكلة على أنها عطب عَرَضِيّ يمكن أن يحدث لجميع أنواع الطائرات، وفي كل مطارات العالم، مستبعدة أي عمل إكراهي يكون وراء عملية الهبوط، معتبرة ضمان سلامة الركاب فوق كل الاعتبارات، تطبيقا للمعاهدات الدولية، منها اتفاقية "وارسو" التي تحدد مسؤولية الناقلين. وفي ذات السياق، شهد مطار حاسي مسعود في اليوم الثاني من الحادثة طوقا أمنيا مشددا مصحوبا بحراسة وعمليات تفتيشية واسعة ودقيقة، حسبما وقفت عليه "الشروق اليومي"، استغرقت ساعات شملت جميع المسافرين والأمتعة بمختلف أصنافها، رغم تسخير جهاز "السكانير" الكاشف، وهي الإجراءات التي ازعجت البعض، حيث قضوا وقتا طويلا في انتظار دورهم، ترتب عنه عدم إدراك عدد منهم لمواعيد الرحلات الجوية بسبب المراقبة والتفتيش من طرف رجال شرطة الحدود. ومعلوم أنها ليست المرة الأولى التي يواجه فيها هذا المطار إشكالية تقنية مماثلة في أقل من ثمانية أشهر بعد تلك التي أجبرت طاقم الطائرة البوينغ 737 مطلع شهر ماي الماضي وعلى متنها 163 راكبا، من بينهم 20 صحفيا قادمين من العاصمة لتغطية الأبواب المفتوحة على التلفزيون بورڤلة، حيث ظلت تحلق لثلاث ساعات في الهواء، نظرا لعطب أصاب عجلتها الأمامية، خلق وقتها حالة استنفار قصوى وتوفير معدات استعجالية ضخمة، وتطلب تدخل وزير النقل السابق هاتفيا عدة مرات لمتابعة "السوسبانس" الذي انتهى بهبوط صعب للغاية استنادا إلى شهود عيان.