كل شيء معلق على مباراة اليوم بالنسبة للجزائريين المتواجدين في جنوب افريقيا فإن فاز المنتخب أو حتى تعادل فحظوظه تبقى قائمة للمراهنة على الدور الثاني أما الخسارة أمام الأنجليز فتعني تأكد العودة لأرض الوطن اليوم، وهو ما لا يريده الأنصار المنبهرين بالجمال الساحر لجنوب افريقيا. * بلد افريقي بمعالم انجليزية * رغم تواجد هذا البلد في القارة الأكثر تعرضا للظلم والاستبداد، إلا أن الزائر لجنوب افريقيا لا يحس بأنه متواجد في بلد من القارة السمراء نظرا للتطور الكبير وفي كل المجالات، إضافة للنظام السائد والذي يخص العمران، المرور...وحتى البشر. * * ترحاب كبير والابتسامة لا تفارقهم * قبل تنقلنا لجنوب افريقيا كانت التحذيرات تتهاطل علينا من كل حدب وصوب، لكن الحقيقة التي وقف عليها الجميع هي الطيبة المنقطعة النظير لأبناء هذا البلد سواء من البيض أو من السود على حد سواء فالكل يرحب والبسمة لا تفارق ثغورهم. * * الكل تذكر ألمانيا 82 والبرازيل 86 * أكدت الرحلة الطويلة لأنصار الخضر في طريقهم إلى كاب تاون تعلق الجزائريين بالمواعيد التاريخية للمنتخب، فالكل تذكر تاريخ 16 جوان 1982 في أول ظهور جزائري بالمونديال، والفوز المدوي على الأرمادة الجرمانية والتي يتمنى الجميع تكرارها اليوم حتى يكون منتصف جوان موعدا للملاحم، ولا تتوقف ذاكرة الأنصار عند حدود 1982 بل الكثير منهم ما يزال يذكر أنه في 6 جوان 1986 لعب سعدان أحسن مباراة له بالمونديال، رغم خسارته يومها ضد البرازيل بهدف كاريكا إثر خطأ بين دريد ومجادي فهل ستكون خرجة الخضر اليوم شبيهة بما فعله جيل الثمانينات...؟ * * الأنصار يطالبون سعدان بالجرأة الهجومية * اعتبر الكثير من الأنصار الذين تحدثنا إليهم في بلد المونديال أن المنتخب الوطني يفتقر للجرأة الهجومية والسبب التحفظ الكبير للشيخ سعدان الذي حسبهم يبحث دوما عن تأمين الدفاع دون أن يقيم أي حسابات للهجوم، مما جعل أهداف الخضر تقل وإن كانت فمصدرها الكرات الثابتة وموقعيها هم المدافعون، وتمنوا لو يتخلص الشيخ من هذا الأمر لأن الكرة هجوم وأهداف وليس الدفاع وانتظار المنافس... * * لا يهم أن نفوز والأهم أن نمتع * ووصل الأمر بالكثير من الأنصار اعتبار أن الخسارة ضد انجلترا ستعد منطقية لأبعد الحدود، لكون منتخبنا في طريق التكوين ويلزمه وقت حتى يقف الند للند أمام المنتخبات العملاقة بحجم انجلترا، وهذا من شأنه أن يريح سعدان المطالب حسبهم باللعب بطريقة هجومية لأن الأهم كما قالوا هو أن يمتع الخضر كل من يتابعهم وتفادي الظهور السلبي بغلق اللعب والانهزام بأقل نتيجة... * * مساعدات بالجملة للجزائريين في بلوم فونتان * رغم أن الجزائريين قد قضوا ليلة واحدة فقط في بلوم فونتان أثناء تنقلهم لكاب تاون إلا أنهم وقفوا على انسانية سكان هذه المدينة الهادئة والذين لم يترددوا في تقديم المساعدات لضيوفهم بكل حب وتقدير، مما جعل أنصار الخضر يصنفونها كأحسن مدينة في بلاد مانديلا. * * الكل يفكر في رحلة العودة لبريتوريا * وصل أنصار الخضر إلى كاب تاون بعد رحلة ماراطونية امتدت على مدى يومين كاملين، وما زاد من مشقة الرحلة هو أن الحافلات كانت تسير بطريقة جماعية في موكب خاص، لكونها قبل الدخول إلى أي مدينة تجد الشرطة المنتشرة في كل مكان للقيام بمختلف التحريات وبعد الوصول أصبح الكل يفكر في ما ينتظره من تعب وإرهاق في رحلة العودة إلى الشمال، وهو ما أرغم الكثيرين على التنقل البارحة إلى المطار للحجز والعودة بالطائرة التي تستغرق رحلتها ساعتين لا أكثر.