سيحتضن ملعب “ڤرين بوانت ستاديوم” بمدينة “كاب تاون“ اليوم الجمعة المواجهة المصيرية ل “الخضر” أمام أحد المرشحين إلى الذهاب بعيدا في مونديال جنوب إفريقيا الحالي، المنتخب الإنجليزي.. في مباراة ينتظرها 250 مليون عربي بمن في ذلك 35 مليون جزائري، قلوبهم كلها معلّقة هذه الليلة بداية من الساعة السابعة والنصف بتوقيت الجزائر (الثامنة والنصف بالتوقيت المحلي) من أجل رؤية “الخضر“ يُحققون ذات الإنجاز الذي حققه أسلافهم في مونديال إسبانيا حين تمكن رفقاء ماجر من هزم الألمان في خيخون. ورغم البداية المخيبة لأشبال سعدان الذين خسروا نقاط مباراة سلوفينيا بطريقة ساذجة، وما اتبعها من إحباط معنويات اللاعبين وكل محبي المنتخب الجزائري، إلا أن الشعب العربي يُعوّل كثيرا على أن يرفع الجزائريون التحدّي وألا يستسلموا أمام نجوم إنجلترا في مباراة الخسارة فيها تعني الخروج من المنافسة بعد انتظار دام 24 سنة. سعدان يُكثف معاينته للإنجليز وقد اعتكف الناخب الوطني في الفندق منذ عودة المنتخب من “بولوكوان“ بهزيمة مرّة أمام سلوفينيا، حيث قام بمعاينة مواجهة المنتخب الإنجليزي أمام الولاياتالمتحدة عدة مرات من أجل الوقوف على نقاط قوة وضعف المنافس وتحضير الخطة المناسبة لأجل الوقوف في وجه “كابيلو“، وقد تميزت الحصص الأخيرة التي أجراها “الخضر“ في “دوربان“ بتركيزه الشديد على الجانب التكتيكي وتصحيح الأخطاء المرتكبة في المباراة الأولى التي أعاد الطاقم الفني معاينتها مرة ثانية لاستخلاص الدروس. يبحث عن مفاتيح الإطاحة ب “كابيلو“ ضغط شديد يعيشه الناخب الوطني رابح سعدان الذي يُحضّر منتخب بلاده تكتيكيا في مواجهة أحد أحسن المدربين في العالم “فابيو كابيلو“ الذي يريد أن يتدارك نقطتي الولاياتالمتحدة بفوز كبير على المنتخب الجزائري التي تبقى متذيّلة المجموعة، ورغم أن سعدان يريد إجراء تغييرات على التشكيلة التي واجه بها المنتخب السلوفيني إلا أنه قد يكتفي في آخر المطاف بإشراك بودبوز فقط مكان جبور ويُحول مطمور إلى مهاجم أول، لكن المشكل الذي يقلق سعدان قبل ساعات عن مواجهة إنجلترا هو صيام مهاجميه عن التهديف حيث لا يمكن ل “الخضر“ الطموح في تحقيق نتيجة أمام الإنجليز بهجوم معوق لم يسجل منذ مباراة كوت ديفوار (عدا ركلة جزاء أمام الإمارات). بودبوز الورقة الجديدة وعبدون حل آخر لأجل تحريك القاطرة الأمامية أمام الإنجليز ومحاولة مباغتتهم في مباراة الليلة، قرر الناخب الوطني تدعيم خط الوسط بخمسة لاعبين، فبالإضافة إلى كل من يبدة ولحسن اللذين يلعبان في الاسترجاع بمعية قادير الذي يقوم بتغطية الجهة اليمنى سيناور كل من زياني والوافد الجديد بودبوز على الرواقين الأيمن والأيسر، حيث يريد سعدان استغلال سرعة الثنائي وفنياته من أجل شن هجمات معاكسة على الأطراف مع وضع المهاجم مطمور كمهاجم أول لإقلاق محور دفاع إنجلترا. سيلعب بحذر وبخطة 4 -5 -1 يرفض المدرب سعدان المغامرة بفتح اللعب والاعتماد على الهجوم في بداية مباراة لمعرفته أن رد فعل المنافس سيكون منذ الدقائق الأولى في محاولة لفك العقدة أمام “الخضر“ كما كان عليه الحال أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية حين سجل “جيرارد“ هدف السبق في الدقيقة الخامسة، ويريد سعدان تدعيم الوسط بأربعة مدافعين (بوڤرة، بلحاج، عنتر وحليش) لصد محاولات روني، لينون وديفوي. من سيوقف “روني“!؟ تخوّف الناخب الوطني شديد بشأن قيمة مهاجمي المنتخب الإنجليزي الذين يتميزون بالقوة البدنية والسرعة على غرار “روني“ الذي يعد أحسن لاعب في المنتخب، كما يعد مهاجم “توتنهام“ لينون سما قاتلا في الجهة اليسرى من دفاع “الخضر“ وهو ما قد يدفع ببلحاج إلى البقاء في الدفاع لأجل شل تحركات هذا الجناح الطائر. “كابيلو” يعيش ضغطا ويواجه المجهول يعيش مدرب الإنجليز ضغطا شديدا قبل المباراة لأن التعثر أمام الولاياتالمتحدة أدخل الشك في نفوس الإنجليز الذي يتخوفون من تعثر ثان أمام الجزائر يرهن حظوظهم في التأهل، وما زاد من قلق المدرب الإيطالي “كابيلو“ هو عدم قدرته على فك لغز “الخضر“ الذين يعتبرهم المنتخب القادر على إحداث المفاجأة والوقوف أمام الكبار والظهور بوجه محتشم في مباريات أخرى، وبالتالي فإن المدرب الإنجليزي سيكون أمام امتحان مواجهة المنتخب اللغز الذي لن يخسر أي شيء في مباراة الليلة. الجزائر متعوّدة على المفاجأة في المونديال وما يزيد من تخوّفات الإنجليز في المباراة هو المفاجآت التي سبق للجزائر تحقيقها، حيث تمكن المنتخب الجزائري من الفوز أمام منتخب ألمانيا في مونديال إسبانيا وأسال العرق البارد للبرازيل في مكسيكو وسبق له أن لعب مواجهتين كبيرتين وديتين أمام البرازيل والأرجنتين عهد المدرب “كافالي” وأدى مستوى كبيرا. قد نُحقق ما عجز عنه العرب منذ 98 مسؤولية المنتخب الجزائري ثقيلة اليوم لأن المباراة مصيرية والخسارة تعني خروجنا من المونديال مع المنتخبات الأولى المقصاة، وقد وضع العرب آمالا كبيرة على “الخضر“ لتشريفهم بعدما عجز أي منتخب عربي عن الفوز بأي مباراة في المونديال منذ دورة 98 بفرنسا حين فاز المغرب بثلاثية على المنتخب الاسكتلندي.