أدرج الحزب الشيوعي الحاكم مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ "الحزام والطريق" لمشروعات التنمية في ميثاقه، الثلاثاء، مما يعطي المبادرة ثقلاً سياسياً أكبر ويكثف الضغوط لإنجاحها، وفق ما ذكرت وكالة رويترز للأنباء. وتعهد الميثاق المعدل للحزب في ختام مؤتمره الذي يعقد مرتين كل عشر سنوات "بتنفيذ مبادرة الحزام والطريق"، في إشارة أخرى على اتساع نفوذ شي ودليل آخر على أن المبادرة الطموحة المماثلة "لطريق الحرير" ستستمر حتى بعد انتهاء فترة ولاية شي. وتصويت الحزب الشيوعي لصالح إدراج اسم الرئيس شي وفكره في دستور الحزب، يرفع منزلته إلى تلك التي يتمتع بها مؤسس الحزب الزعيم الراحل ماو تسي تونغ، حسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). ويقول محللون، إن ذلك يؤكد أيضاً تنامي اهتمام الحزب الشيوعي بالسياسة الخارجية ويعكس رغبة شي المتزايدة في اضطلاع الصين بدور قيادي عالمي. وقال بيتر كاي الزميل غير المقيم في معهد لوي في سيدني: "الجميع يعلم أن (مبادرة) الحزام والطريق مهمة جداً بالنسبة لشي تحمل ختمه الشخصي ومدعومة بسلطته". وأضاف "لكن أن تكتب سياسة مهمة، خاصة لو كانت سياسة تتعلق بارتباطات خارجية في دستور الحزب، على الأقل في التاريخ الحديث، هو أمر له مغزى كبير". والخطة التي ذكرها شي لأول مرة في كلمة ألقاها أمام طلاب في كازاخستان عام 2013 تعد وسيلة تضطلع من خلالها الصين بدور أكبر على الساحة الدولية بتمويل وبناء شبكات مواصلات وتجارة عالمية في أكثر من 60 دولة. وعمل شي على الترويج للمبادرة بشكل مكثف ودعا زعماء العالم إلى بكين في ماي لقمة افتتاحية تعهد خلالها بمبلغ 124 مليار دولار لتمويل الخطة. وهرعت حكومات صينية محلية إضافة إلى دول وشركات خاصة لعرض دعمها بالاستثمار في الخارج وتقديم القروض. ويقول بعض النقاد، إن الصين تصدر فائض طاقتها الصناعية لمد نفوذها وإن المبادرة التي تشمل تحميل دول نامية ديوناً ثقيلة تحتاج لمعايير عالية للحوكمة والشفافية. وقال راجيف بيسواس كبير الاقتصاديين المختص بمنطقة آسيا والمحيط الهادي لدى آي إتش إس ماركت: "قطعت الصين تعهدات والتزامات للعديد من الدول النامية وستستغرق عشر سنوات أو أكثر لاستكمال المبادرة". وأضاف "عزز ذلك أيضاً القوة الناعمة للصين عالمياً فليس منطقياً بالنسبة للصين أن تنسحب فجأة من كل ذلك". وقال محللون آخرون، إن إدراج المبادرة في ميثاق الحزب قد يكون سلاحاً ذو حدين يكثف الضغوط لإنجاح المبادرة التي ما زالت مجرد خطوط عريضة تترك الكثير للاجتهاد في التفسير. وقال دالي يانغ الأستاذ في جامعة شيكاغو: "خطر تسليط الضوء عليها بدرجة أكبر هو أن المزيد من هذه الجهود ستبذل فعلاً بشكل سياسي بدلاً من أن تبذل بناء على دراسة متأنية للتكاليف والمزايا لكل جزء مما يجري تنفيذه".
ما هو "فكر شي جين بينغ"؟ في الوهلة الأولى، قد يبدو للقارئ، أن "فكر شي جين بينغ" لا يتعدى كونه خطاباً غامضاً. ولكنه يصف المبادئ الشيوعية التي آمن بها الرئيس شي طيلة فترة حكمه، كما أوردت "بي بي سي". وتؤكد المبادئ ال14 "لفكر شي جين بينغ" على الدور الذي ينبغي أن يضطلع به الحزب الشيوعي الصيني في التحكم بكل المفاصل في البلاد، وتتضمن أيضاً: - الدعوة للقيام "بإصلاحات جذرية وشاملة"، و"تطوير أفكار جديدة". - وعد بتحقيق "تعايش منسجم بين الإنسان والطبيعة"، وهي دعوة لتحسين عملية الحفاظ على البيئة وقد تشير إلى هدف الحكومة الصينية في جعل الطاقة المتجددة هي مصدر الطاقة الرئيسي في البلاد. - تركيز على "الهيمنة التامة للحزب على جيش الشعب"، وهي دعوة تتزامن مع أكبر زيادة في عدد الضباط الكبار في تاريخ الصين المعاصر، حسب ما يقول محللون. - تركيز على أهمية مبدأ "دولة واحدة ونظامين"، وعلى أهمية إعادة توحيد الأقاليم مع الوطن الأم في إشارة واضحة إلى هونغ كونغ وتايوان. * * * * * * * * * * * * * *