تعتبر رواية "تلمود نرت" للكاتب الشاب ماسينيسا تيبلالي، أول تجربة روائية بالنسبة له، باعتباره فنانا تشكيليا، حائزا على جائزة "ارابيست" العالمية التي تمنحها بوزار ديكوفارت بمونت لاجولي بفرنسا، و ساهم في عدة مجلات فرنسية more & more منها. فهذا العمل الأدبي يقود القارئ إلى بداية الصراع بين الشرق والغرب من خلال الرجوع إلى الدولتين الفارسية والإغريقية التي يتزعمهما "داريوس الثالث" و"الإسكندر المقدوني" على ركح مدينتين تأثرت بهذا الصراع وهما "الأراميست" و"ممفيس"، حيث مزج الكاتب الحقائق التاريخية في تلك الفترة باعتماده على مخطوطات قام بترجمتها بنفسه ليستشهد بها في تلك الأحداث مع مخيلته، حيث قسم الرواية إلى أربعة أسفار كما في لغة العهدين القديم والجديد، كما قسم الأسفار إلى 33 جزءا على شكل كتب مستمدة من الأعمال الكلاسيكية القديمة فتراوحت بين كتب الفلسفة والسياسة والروحانيات. وعن موضوع الرواية، قدم الكاتب شخصيات رئيسية مثل "مزنا" ملكة المملكة الوحيدة التي تعيش قصة حب جعلتها تقترف ذنبا يؤنب ضميرها طول حياتها، لتصاب بصدمة نفسية، حيث تتبنى من بعدئذ ابنة عشيقها "نرت" التي تعد اكثر شخصيات الرواية ألغازا وإبهاما وهي التي اعتمدها كعنوان لروايته، فتدور الأحداث بين السياسية والاجتماعية وسط تشابك وصراعات في هرم السلطة وحتى إلى المستويات الدنيا . واستند الكاتب إلى المرويات التي تناقلها المؤرخون في تلك الفترة من بينهم "سودو كاليستانياس" وهو المؤرخ الشخصي للإسكندر الأكبر وهو ما حمله العنوان الفرعي للرواية "تلمود نرت" ما غفل عنه سودو كاليستيناس.