قتل 29 يمنياً، الأربعاء، في غارة جوية أصابت سوقاً شعبياً في شمال اليمن ونسبها المتمردون الحوثيون إلى التحالف العسكري بقيادة السعودية، حسب ما أفاد أطباء في المنطقة لوكالة فرانس برس. وقالت المصادر، إن 17 شخصاً آخر أصيبوا في الغارة التي استهدفت سوق علاف في مديرية سحار في محافظة صعدة الشمالية، معقل الحوثيين في شمال البلد الفقير الغارق في نزاع مسلح منذ سنوات. وذكرت وسائل إعلام الحوثيين، أن جميع الضحايا مدنيون، ونشرت صوراً لجثث متفحمة قالت إنها لقتلى الغارة. وأوضحت وكالة الأنباء "سبأ" المتحدثة باسم الحوثيين، أن "غارة طيران العدوان السعودي الأمريكي" أصابت مقراً "مكتظاً بالعمال وأصحاب البسطات والمحلات التجارية وسط السوق" في سحار. ولم يصدر عن التحالف أي تعقيب حيال اتهام الحوثيين له بالوقوف خلف غارة صعدة. وأظهرت صور ألتقطها مصور فرانس برس جثثاً على الأرض فوق أكياس بلاستيكية بيضاء خارج مسجد في منطقة الغارة، وجثة طفل غطت الدماء وجهه. وأظهرت صور أخرى محاولات انتشال أشخاص من بين أنقاض مبنى، وفجوة كبيرة في أرض رملية بدت وكأنها موقع الضربة وإلى جانبها بقايا أثاث. ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعاً دامياً بين المتمردين الحوثيين الشيعة والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين المتحالفين مع مناصري صالح في سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيداً مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية. وخلّف النزاع اليمني أكثر من 8650 قتيلاً وأكثر من 58 ألف جريح حسب أرقام الأممالمتحدة، وتسبّب بانهيار النظام الصحي، وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب، وانتشار مرض الكوليرا، وأزمة غذائية كبرى.