سكّان بلا ماء ولا قنوات للصرف الصحّي وبلا مسالك ريفية، ولا حتىّ قاعة علاج رغم تعدادهم السكّاني المعتبر، هذا هو حال سكان منطقة القدادحة التي يفوق تعدادها السكّاني 500 نسمة ببلدية عزيز أقصى جنوب غربي المدية. طالب سكّان فرقة القدادحة ببلدية عزيز جنوب غرب المدية السلطات الولائية المعنية بالتنقل لمنطقهم والوقوف على حقيقة معاناتها مع أبسط ضروريات الحياة والعيش الكريم، بدءا بالماء الشروب الذي لا يزور الحنفية الوحيدة التي تتوسط الحيّ سوى سويعات قليلة في اليوم، حيث لا ينفك عنها مشهد الطوابير الطويلة بالدلاء أمامها للظفر ولو ب20 لترا يوميا، ليعودوا بعدها بدلائهم لمنازلهم المتنائية هنا وهناك وذلك باستعمال الأحمرة والعربات اليدوية، في حين يضطر الكثير منهم ممّن يمتهنون تربية المواشي على كثرتهم، على اعتبار أنّ منطقة القدادحة رعوية بامتياز، يضطر هؤلاء لجلب صهاريج تفوق كلفتها 1200 دج يوميا، وهي أعباء إضافية على كاهل سكّان بسطاء، كما أنّ المنطقة مهدّدة بكارثة بيئية، كيف لا وأزيد من 100 عائلة لا تزال تستعمل الحفر كبديل لقنوات صرف صحيّة. وأشار السكّان المتحدّثون للشروق اليومي إلى بقاء قاعة العلاج المنجزة منذ خمس سنوات خارج الخدمة وعرضة للإهمال، في حين أنّ المنطقة بحاجة ماسّة لمرفق صحي كهذا مشيرين إلى الوجود المعتبر للعقارب السّامة بالمنطقة وهو ما يعرّض حياتهم وأبنائهم للخطر. وأبدى السكّان كبير امتعاضهم من تحويل مشروع المجمّع المدرسي بالنظر للعدد الهائل لتلاميذ المنطقة إلى وجهة أخرى، وهو ما زاد من معاناة أبنائهم مع تنقلاتهم اليومية على صغر سنّهم لمسافة 6 كلم ذهابا وإيّابا لاسيما شتاء إلى ابتدائية القوابع، كما شهدت منطقة القدادحة توجيه حصص ضئيلة من البناء الرّيفي مقارنة بالطلبات الكثيرة التي وضعها السكّان لدى المصالح المعنية، ناهيك حرمان المنطقة من الربط بالغاز رغم بعده ب 500 متر عن المنطقة، علاوة على حرمانهم من الإنارة العمومية. ويبقى أمل السكان معلقا على التفاتة فعلية من والي المدية محمّد بوشمّة من خلال تخصيص مشاريع تنموية للمنطقة.